نظم يوم 22 ديسمبر الجاري ائتلاف التنمية المستدامة بقابس الذي يضم كلا من جمعية مواطنة و تنمية مستدامة وجمعية أوكسجين بغنوش وجمعية قابس الفاعلة ودار المواطنة الدولية الفرنسية ورشة اختتام مشروع «الواحة المائية» من أجل حوكمة بيئية للشريط الساحلي بقابس بحضور عدد من الشركاء وممثلين عن بعض الهياكل والمؤسسات الإدارية والجمعيات المحلية والجهوية بولاية قابس. وفي افتتاح أشغال هذه الورشة ذكر عبد الباسط الحمروني المشرف على ائتلاف التنمية المستدامة بقابس أن إقامة هذه الورشة جاءت في إطار تبادل الدروس المستفادة من تجارب العمل الميداني والتعريف بجوانب النجاح والوقوف على مكامن الإخلال بغية معالجتها في المراحل القادمة مما يساعد على مزيد دعم الشراكة بين الجمعيات بالخصوص وتعزيز قدراتها والمساهمة في تحسين مردود المشروع المنجز وأكد أن مشروع «الواحة المائية» الذي تواصل تنفيذه على مدى 27 شهرا حقق الأهداف المنتظرة داعيا إلى ضرورة تطويره وتثمين مختلف مكوناته بغية مزيد تنويع تنشيطه مما يشجع المواطنين على ارتياده والتمتع بفضاء بيئي نظيف وغير ملوث. وقد شهدت هذه الورشة عرض شريط فيديو حول الوضعية البيئية الكارثية نظرا للتحولات الاجتماعية كان يعيشها الوادي الذي يعرف بواد» قريعة» الذي تم تشييده خلال الستينات لحماية مدينة قابس من الفيضانات من تراكم الأوحال والمياه المستعملة ونباتات القصب والأوساخ إلى جانب إبراز مراحل تنفيذ مكونات مشروع «الواحة المائية» على ضفتي هذا الوادي تمتدان على مساحة تفوق أكثر من 20 هك و استغلال فضاءاته من خلال احتضان مجموعة من التظاهرات التنشيطية ساهمت في تقديم فقرات ثقافية ورياضية تميزت بأبعاد متصلة بالبيئة. وتابع الحاضرون أيضا مداخلة حول حصيلة الانجازات واهم النتائج المسجلة من حيث المؤشرات والتأثيرات الميدانية لمشروع «الواحة المائية» قدمها رشيد بوخشينة منسق هذا المشروع حيث أفاد المشاركين بان انجاز هذا الفضاء البيئي ساهم في الحد من الإخلال البيئي والقضاء على الروائح الكريهة الناجمة عن تدفق مياه الصرف الصحي في الوادي إلى جانب حماية التنوع البيولوجي من خلال تكاثر النباتات والطيور المهاجرة وإغراق مائة حاجز اصطناعي في البحر ساهمت في تراجع محاولات الصيد الجائر مما أنقذ عديد الأنواع المهددة للثروة البحرية بالإضافة إلى تكاثر أنواع من الأسماك وأضاف أن من أبرز مكونات هذا المشروع شبكة ري موضعي و محطة تطهير بيولوجية توفر 40 مترا مكعبا يوميا لاستغلاله في ري المساحات الخضراء مشيرا إلى عزم ائتلاف التنمية المستدامة بقابس خلال بداية السنة القادمة على تسليم مخبر مراقبة المياه المعالجة للمعهد العالي لعلوم وتقنيات المياه بقابس مما يمكّن الطلبة والباحثين من استغلاله والعمل على مزيد إشعاعه على مختلف المؤسسات الجامعية ببلادنا وطالب بلدية قابس بالإسراع في تبني هذا الإنجاز البيئي بغية تأمين ديمومته وحمايته من الأيدي العابثة ودعا أيضا إلى ضرورة السعي إلى البحث عن مصادر تمويل مالي لمواصلة تطوير مكونات هذا المشروع ولاحظ أن المغروسات بين أشجار ونباتات الزينة حققت نسبة نجاح وصلت إلى 82 بالمائة وتبلغ طاقة استيعاب فضاء الرائد المهدي الحداد البيئي 130 شخصا. وخلال أخذ الكلمة وإتاحة فرص النقاش للمشاركين ثمّن أغلب المتدخلين دور مكونات المجتمع المدني في دفع الجهود التنموية من خلال المساهمة في ضمان نوعية الحياة بالمدينة مؤكدين أن معالجة المسالة البيئية في المنطقة الحضرية تعد مكسبا هاما بالإمكان تحقيقه في هذه الربوع وطالبوا بتنظيم دورات تكوينية وتحسيسية لدعم قدرات الفاعلين والعمل على مزيد توعية المواطنين بالمحافظة على ديمومة هذا الانجاز وتلافي الأضواء الكاشفة و تركيز الهوائيات لتأثيرها على الحيوانات وخاصة الطيور والإسراع بتركيز فضاء ترفيهي يضم مقهى ومطعما لمزيد استقطاب الرواد إلى جانب ضرورة تأمين حراسة هذا الإنجاز البيئي على مدار الساعة.