شهدت شواطئ رأس الجبل خلال الايام القليلة الماضية اكتساحا غير مسبوق من قناديل البحر الضخمة النافقة أثار دهشة المتساكنين الذين تناقلوا الخبر بمزيج من الاستغراب والخوف على مصير البحر الذي هو مصدر رزقهم.. وقنديل البحر الضخم هو كائن بحري 98 بالمائة من وزنه مياه والبقية مادة صلبة ويعيش في العادة في المحيطات لكن التطورات المناخية وقلة التساقطات في السنوات الماضية وارتفاع درجة حرارة المياه جعلت اعدادا هامة تهاجر إلى جنوب المتوسط أين تمكنت من التأقلم بسرعة رغم انه يمثل الفريسة المحبذة لسمك الدهام وبعض أنواع السلاحف. الحادثة التي شهدتها راس الجبل ليست الاولى من نوعها وطنيا وعالميا اذ شهدت شواطئ جزيرة- ساوث بادر- يوم 26 فيفري 2012 غزوا مفاجئا من آلاف قناديل البحر عزاه حينها طوني راسنجير-(وكيل الموارد الساحلية في ولاية تكساس من الولاياتالمتحدةالأمريكية) إلى هروب هذه الكائنات البحرية من هجمات مفترسيها ومجاراتها تيارات الرياح كما لم يستبعد الخبراء إمكانية نفوقها بعد بحث مضني عن الغذاء. في المجموع سجلت اكثر من 300 حالة نفوق لآلاف من الكائنات البحرية أو الطيور في ظروف غامضة ربطها العلماء بارتفاع نسبة تلوث المياه والهواء في البحر والجو وتناقص الغداء... وها هو التاريخ يعيد نفسه في ديسمبر 2018 لكن هذه المرة على السواحل التونسية وعلى الكفاءات الوطنية في علوم البحار ان تكشف أسباب هذه الحوادث المتتالية التي عاشتها خاصة شواطئ ولاية بنزرت كنفوق بالان منذ سنوات مرورا بظهور قرش نادر بالمرسى العتيق وصولا إلى نفوق اعداد هامة من قناديل البحر في مارس 2014 وديسمبر 2018.