تونس (الشروق) كمية كبيرة من البترول تساقطت إثر اصطدام الباخرتين التونسية واليونانية في المياه الإقليمية للمتوسط، ليصل التلوث الى شواطئ بنزرت. لكن يبدو أن عوامل تلوث بحارنا متعددة، لتهدد بدورها صحة الإنسان والحيوان. صيحات تحذير أطلقها المهتمون بالشؤون البيئية إثر تسرب النفط بعد اصطدام الباخرتين التونسية واليونانية. لكن تحذيرات المختصين من أخطار التلوث ليست وليدة اليوم. فهي تعود إلى تراكم عوامل متعددة لتلوث البحار بين فضلات صناعية منها الكيميائي، وفضلات منزلية عضوية وبلاستيكية، إضافة إلى تسرب الزيوت من السفن البحرية. وترافقت هذه التحذيرات مع فيديوات لمواطنين يتساءلون عن أسباب التلوث في مناطق مثل رفراف بمياه التطهير وعدم التدخل لمعالجة الوضع ولبحارة ومتساكني السواحل الذين عاينوا تلوثا بحريا وشهدوا على كائنات بحرية لفظت أنفاسها في الشواطئ، وأسماك تتنفس بصعوبة تحت الماء. أما في بنزرت فأطلق المجتمع المدني صيحات فزع لتسرّب كميات من البترول الأسبوع الماضي نحو البحر من أحد الخزانات التابعة لشركة صناعة وتكرير النفط. وأعرب المطلعون عن تخوفهم من كارثة التسرب المتواصلة للبترول والذي وصل مداه إلى كل من المرسى العتيق وشاطئ سيدي سالم. ناقوس الخطر يهدد ارتفاع كمية الأوساخ والفضلات الملقاة في البحار سلامة البحر وبالتالي سلامة الكائنات الحية البحرية والبشر. والملاحظ أن خطر التلوث البحري في ارتفاع سنة بعد سنة. حيث ارتفعت نسبة التلوث في 2017 لتصل 6 بالمائة مقارنة ب3 بالمائة في السنة التي قبلها. وتشير التقارير البيئية من حين إلى آخر إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار إشارات الخطر التي تطلق في المحيط منها مثلا نفوق الأسماك وقناديل البحر والسلاحف البحرية. وهي كائنات تسممت أو اختنقت وسط المياه التي تعيش فيها. حوادث عديدة ما زالت عالقة في ذهن البحارة التونسيين منها مشاهدة البحارة في ميناء الصيد البحري بقصيبة المديوني بالمنستير لمشهد كمية كبيرة من الأسماك النافقة مختلفة الحجم. خبراء يحذرون يعتبر الخبير في البيئة عادل الهنتاتي أن موضوع تلوث البحار من أبرز المواضيع التي يجب العناية بها، والتي قد لا يوليها البعض اهتماما واسعا. واشار إلى برنامج لحماية المتوسط من التلوث تم وضعه منذ سنة 1975 ضمن اتفاقية برشلونة. وأضاف أن هناك تقارير صادرة تبين أن المناطق التي تعبر منها السفن لا سيما بين تونس وإيطاليا هي من أكثر المناطق تلوثا. وهي مناطق تتجاوز فيها معايير التلوث 50 مرة المعايير المسموح بها دوليا. وهي بالتالي مناطق ملوثة. لكن هذا التلوث ولحسن الحظ لا يصل كثيرا إلى الشواطئ. ويشير إلى أن درجات التلوث وأنواعها تختلف من جهة إلى أخرى حسب الجهات، فمثلا هناك التلوث بالمواد الكيميائية والصناعية في قابس، وتلوث صناعي في صفاقس. وتعتبر مناطق مثل خليج قابس وخليج المنستيروبنزرت نقاط ساخنة ملوثة. كما تعاني مناطق الساحل من تلوث جراء الأودية التي تصب فيها. أما مناطق خليج تونس فتعاني من تلوث جراء الصرف الصحي وارتفاع مستوى التطهير. وهو ما يعمق من ارتفاع التلوث الناجم عن المواد الجرثومية والعضوية. وأشار إلى ما تقوم به وزارة الصحة من تحاليل أسبوعية في 520 محطة موزعة على الشواطئ التونسية أسبوعيا لقياس معدلات التلوث. وهو ما أسفر على منع السفر في أكثر من 18 منطقة ملوثة جدا وإصدار بلاغات في الغرض. ومن العوامل الأخرى المهددة للبحر هي التلوث البلاستيكي الذي يتسبب في قتل السلاحف والأسماك والطحالب البحرية. وبين عادل الهنتاتي أن هناك برنامجا لقيس درجات التلوث في المتوسط تكلف بحوالي 500 ألف دينار في مراحل القياسات الأولوية. وذلك قصد الوقوف عند الثغرات ومعالجة الإشكاليات. شدد على أن موضوع التلوث البحري في حاجة إلى التفاف كبير. من جهة أخرى يشير الخبراء في التغيرات المناخية إلى ضرورة الانتباه إلى ما سيفرزه ارتفاع درجات الحرارة في المتوسط من قتل لكائنات المتوسط واحتلاله من كائنات شرسة قادمة من محيطات متعودة على الماء الساخن. وهو ما قد يهدد المنتجات البحرية وتوازن الحياة الطبيعية في كامل المتوسط. 1300 كلم طول السواحل البحرية التونسية. 19 شاطئا ملوثا جدا. منعت السباحة فيها هذا العام ويصل العدد أحيانا الى 24 شاطئا حسب التحاليل. 150 مترا مكعبا من البترول تم جمعها. 50 مرة، هي نسبة تجاوز تلوث المياه التونسية الإيطالية للمعايير الدولية. وتصنف ملوثة جدا. 42 % من السلاحف تموت بعد فقسها مباشرة بسبب وصول مخلفات البلاستيك إلى مسالكها الهضمية 1975 وضع برنامج لحماية المتوسط من التلوث ضمن اتفاقية برشلونة