توفي مدير التصوير المعروف يوسف بن يوسف في ساعة متأخّرة من ليلة يوم الخميس 28 ديسمبر الجاري (أول أمس) بعد صراع طويل مع المرض. وقد خلف خبر رحيله حزنا كبيرا في صفوف زملائه من الفنانين الذي تعاملوا معه سواء في تونس أو الخارج. وقد نعى المخرج السوري الكبير محمد ملص الراحل في تدوينة له على موقع الفايسبوك مؤثرة جدا جاء فيها: «يغمرني الحزن وترتجف الدمعة في عيني؛ وأنا أردد مع نفسي «وداعا يا يوسف بن يوسف!» ؛ يا من رسمت ضوء الروح ل «ليلي» السينمائي» ولمقامات مسرتي الحلبية... اللذان لم أناديك مرة إلا باسمك الحقيقي: - يا معلم الضوء تعال وصور !. بغيابك تفتقدك السينما وأفتقدك؛ فلا يكون لي إلا أن أطلب لروحك الرحمة والسكينة؛ ولنفسي وللسينمائيين في تونس ولأسرتك العزاء والصبر . فامضي إلى «صمت القصور» في الآخرة هنيئا وصامتا ؛ كما كنت دائما رضيا مرضيا...». وقد عبّر توفيق الجبالي وزينب فرحات ومنير الفلاح والمنصف ذويب وغيرهم بكلمات حزينة عن تأثرهم بفقدان المصور السينمائي الذي يعتبر بالنسبة لهم أكثر من مجرد تقني وإنما هو ذلك المبدع الذي يصنع المناخ الملائم للوضعية السينمائية أو المسرحية أو التلفزيونية.. يعتبر الفقيد ركيزة من ركائز الصناعة السينمائية التونسية ومن مؤسسي العصر الذهبي لهذا القطاع حيث اشتغل في التلفزة التونسية على مدى سنوات كما درّس في أشهر المعاهد المختصّة في مجال صناعة السينما والصورة بفرنسا. وقد ساهم في إنتاج العديد من الأفلام التونسية على غرار "صمت القصور" و"موسم الرجال" لمفيدة التلاتلي و"عصفور سطح" لفريد بوغدير و"ريح السد" و"صفائح من ذهب" للنوري بوزيد و"غدوة نحرق" لمحمد بن إسماعيل. عمل الفقيد مع نخبة متميّزة من المخرجين من تونس ومن خارج تونس وكان من أبرزهم السوري محمد ملص في فيلميه "الليل" الذي تُوّج في أيام قرطاج السينمائية "و"حلب مقامات المسرة" كما تعامل مع عبد الرحمان سيساكو في فيلمه "صبرية" الذي عُرض في مهرجان البندقية سنة 1997. وقد نعت أمس وزارة الثقافة المصور السينمائي يوسف بن يوسف وعدّدت مناقبه وترحمت عليه معتبرة أنه كان استثنائيا في مجاله.