لم يعد يفصلنا عن موعد اجراء «دربي» العاصمة سوى يومين والمقرر اجراؤه يوم الاحد 6 جانفي ورغم ذلك فانه لم يتم تحديد الملعب الذي سيحتضن قطب العاصمة قمة الجولة 12 في ظل غلق ملعب رادس للصيانة ورفض الترجي خوض المباراة في ملعب المنزه أو ملعب زويتن. ولا حديث في الشارع الرياضي التونسي خلال الأيام الاخيرة سوى أزمة ملعب دربي العاصمة وتعددت التساؤلات ونقاط الاستفهام في ظل اصرار هيئة الترجي على موقفها وايضا الحاح الجامعة على اجراء اللقاء في موعده وحيرة الرابطة بين الطرفين. ويمكن القول أنه للمرة الأولى التي تعجز فيها الرابطة والجامعة عن ايجاد ملعب يحتضن لقاء الاجوار بين الترجي الرياضي والنادي الافريقي لتتفاقم بذلك أزمة الملاعب الرياضية في تونس.. لن نتحدث على أزمة المنشآت الرياضية عموما بل عن مشكل عدم صلوحية ملاعب كرة القدم وفي الرابطة «المحترفة» الأولى بصفة خاصة.. فبعد النادي البنزرتي الذي أغلق ملعبه في أكثر من مناسبة في الموسم الفارط وفي هذا الموسم أيضا واضطر لخوض مبارياته في ملعب العالية ومنزل عبد الرحمان وأحيانا في ملعب المنزه ويجد اليوم مشاكل كبيرة بسبب أزمة ملعب 15 أكتوبر ببنزرت. بدوره وجد نجم المتلوي نفسه مجبرا على استقبال منافسيه في ملعب الرديف بسبب غلق ملعب المتلوي. لتتفاقم الأزمة اليوم مع اغلاق ملعب رادس للصيانة وأيضا تزامن مع الوضعية المزرية لملعب المنزه والذي لا يمكنه استقبال أكثر من 5 آلاف متفرج بسبب تضرر جزء من المدرجات والتي أصبحت في حالة كارثية في غياب الصيانة والاصلاحات اللازمة. دون نسيان ملعب الشاذلي زويتن الذي اصبح هو الآخر خارج الخدمة منذ سنوات وحتى عندما فتح ابوابه فان طاقة استيعابه محدودة للغاية لا تتجاوز الفي مشجع.. وكانت عديد الفرق في المواسم الاخيرة قد اضطرت إلى اغلاق ملاعبها للصيانة لعدم قدرتها على احتضان المباريات على غرار ملعب المنستير و صفاقس وقابس في وقت ما قبل ان يتم اصلاح هذه الملاعب واعادة صيانتها.. ويمكن القول ان ملعب بن جنات يعتبر اليوم الى جانب ملعب المهيري من أفضل الملاعب في تونس وبدرجة أقل نسبيا أولمبي سوسة وما عدا ذلك لم يعد لدينا أي ملعب قادر على استضافة مباراة من طراز عال.. اذ ان البنية التحتية المهترئة والحالة الكارثية لملاعبنا لا تخول لبلادنا تنظيم تظاهرات رياضية كبرى سواء على مستوى المنتخبات أو الاندية. فقد أصبح حلم تنظيم بطولة الأمم الافريقية مستحيلا في تونس في ظل الوضعية الكارثية لملاعبنا التي لم تعد قادرة حتى على استضافة دورة دولية ودية..في الوقت الذي شهدت فيه الدول الافريقية تطورا ملحوظا وتفوقت علينا مختلف الأمم على جميع المستويات وخصوصا على مستوى تطوير المنشآت الرياضية ولكن في المقابل نحن تأخرنا وعدنا إلى الوراء بالسرعة القصوى والالتحاق بركب هذه الدول يتطلب سنوات من العمل والمثابرة وخدمة رياضتنا على جميع المستويات بكل جدية. يجرّنا الحديث عن وضعية ملاعبنا الى الحديث الخدمات التي قدمها الوزارء المتعاقبون على وزارة الرياضة بعد الثورة ومساهمتهم من عدمها في الوصول إلى هذا الوضع الكارثي .. فجميعهم دون استثناء أبهرونا بالزيارات الميدانية لأغلب الملاعب والمنشآت الرياضية في بلادنا لكن في المقابل لم نسجّل اية اصلاحات تذكر او قرارات جريئة تفيد منشآتنا.. وبقيت كل القرارات والوعود حبرا على ورق. وفي انتظار بصمة سنية بالشيخ على رأس سلطة الاشراف.. نأمل ان يعود ملعب المنزه إلى الأضواء مجددا ويستعيد بريقه المفقود منذ سنوات بعد وعود واتفاق بين وزارات الرياضة والتجهيز والمالية بانهاء اشغال صيانة ملعب المنزه بمكوناته سواء تعلق الأمر بالمدارج او منصة الصحافة قبل موفى العام 2020. وكان وزير التجهيز نور الدين السالمي قد تعهد باعادة تهيئة واصلاحه كاملا انطلاقا من المدارج والارضية ومنصة الصحفيين والانارة بتكلفة قدرها 20 مليون دينار وعدت وزارة المالية بتوفيرها. والأكيد ان عودة ملعب المنزه «درة الملاعب» في تونس إلى الاشعاع مجددا سيكون انجازا هاما لان ملعب المنزه يعتبر رمزا ومعلما رياضي كانا مسرحا لأهم التظاهرات الرياضية التي احتضنتها بلادنا.. كما أن استعادته لمكانه الطبيعي ستقلل الضغط عن ملعب رادس وأيضا لن تجد فرق العاصمة او المنتخبات الوطنية مشاكل لاجراء مبارياتها في صورة غلق ملعب رادس للصيانة أو للتهيئة بما أن هذا الأخير أصبحت حالته جدّ مزرية ولم يعد قاردا على احتضان مواجهات الترجي والافريقي المحلية والقارية فضلا عن مواجهات المنتخب الوطني.