رن جرس هاتفي المحمول بعد ظهر أول أمس الاحد.. وكان على الطرف الاخر صديق أراد أن يعلمني بحادث اصطدام قطاري تونس المهدية والمنستيرسوسة.. بجوار مطار المنستير صقانس الدولي.. وصادف أن كنت في المنستير فتنقلت على عين المكان.. على جناح السرعة.. إنه فضول الصحفي.. للامانة كانت وحدات الحماية المدنية وقوات الامن متواجدة بكثافة.. وتتحرك بسرعة رغم حرارة الطقس.. وتجمع الفضوليين.. لمساعدة المسافرين.. على مغادرة القطار المنكوب.. وبادرت بنقل من اشتكوا من جروح خفيفة فورا الى المستشفيات.. ومن حسن الحظ فان الاصطدام لم يتسبب في خسائر بشرية كبيرة حسبما اكده لي اعوان الحماية المدنية والامن.. اذا ما استثنينا الكسور والجراح التي اصابت احد السائقين.. شفاه الله.. + أولا لابد من الاقرار بان الاخطاء البشرية التي تتسبب في حصول اصطدامات مماثلي كثيرة في العالم.. ولا داعي للتهويل + وبصرف النظر عن حجم الخسائر المادية التي لحقت بالقطارين.. وخاصة بمترو سوسةالمنستير.. فلا بد من التاكيد على ضرورة الحزم اكثر في التعامل مع ملف سلامة المسافرين وممتلكات المجموعة الوطنية وبينها شركة السكك الحديدية التي تقدم منذ عشرات السنين خدمات لا تحصى لتونس.. بتكاليف معقولة جدا مقارنة بتكاليف النقل الحديدي في اوروبا مثلا.. + الحرص على سمعة النقل العمومي في تونس الذي ينبغي دعمه بمناسبة التهاب اسعار الوقود عالميا يحتم اتخاذ اجراءات عاجلة واخرى طويلة المدى لتحسين ظروف النقل الحديدي للمسافرين والسلع.. وتخفيف مدة الرحلات.. فلا يعقل مثلا أن تتواصل الرحلة بين تونس والمهدية حوالي 4 ساعات.. وبين تونسوالمنستيرحوالي 3 ساعات.. ++ كل ظروف التخفيف مطلوبة في المخالفات التي ليس فيها ضحايا.. لكن لا بد من الحزم في تحديد مسؤولية الاطراف التي تسببت في اصطدام القطارين.. ومحاسبتها.. فالحادث حصل صيفا.. قبالة منطقة سياحية كبيرة.. وشواطئ مزدحمة.. ( في صقانس المنستير).. وبجانب مطار دولي.. وهو ما يعني أن الكارثة كانت ستكون كبيرة لو لم يكن أحد القطارين متوقفا وفارغا..مما خفف من حدة الصدمة.. ومن حجم الخسائر.. ++ لا باس من صيانة اكبر لشبكة القطارات واجهزة السلامة فيها ولمسار السكة القديمة..فبعض قطاراتنا يبدو أقرب الى " التحفة الاثرية " في زمن ازدهر فيه النقل الحديدى في جل الدول المتقدمة بشكل اسطوري..واصبح مزاحما عنيدا للسيارة والطائرة..