أثار غلق ملعب رادس للصيانة جدلا واسعا خصوصا بعد اضطرار الرابطة المحترفة لكرة القدم إلى تعيين دربي «العاصمة» لأول مرة في ملعب المنستير وذلك اثر رفض الداخلية تأمين المباراة في المنزه وأيضا لعدم صلوحية وجاهزية ملعب زويتن لاحتضان المباراة الحدث. في الأثناء وجهت كل الانتقادات إلى إدارة الحي الوطني الرياضي لاختياره توقيت زمني غير ملائم رغم علم الجميع المسبق بالحالة الكارثية التي أصبحت عليها أرضية ملعب رادس. «الصباح» تحدثت إلى مدير الحي الوطني الرياضي لتقديم توضيحات للشارع الرياضي وإنارته وفي ما يلي ابرز ما قاله حول الموضوع: الجامعة رفضت تغيير مكان مباراة المغرب وفي إجابته عن التساؤلات المطروحة وأهمها أسباب غلق ملعب رادس في هذا التوقيت بالذات أكد مدير الحي الوطني الرياضي عادل الزرمديني أن إغلاق ملعب رادس للصيانة في هذه الفترة ليس بدعة إنما هو إجراء لا بد منه دأبت عليه إدارة الحي الوطني للرياضي في كل المواسم لزراعة العشب الشتوي وأوضح قائلا: «في السنوات الفارطة تم غلق ملعب رادس للصيانة ومرّ ذلك دون ضوضاء لكن مع الروزنامة الجديدة التي فرضها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أصبح لدينا ضغط رهيب فحاولنا التعامل مع هذه التحويرات الجذرية بكل مسؤولية وقمنا بالتنسيق مع عديد الأطراف حول إمكانية إجراء بعض المباريات خارج ملعب رادس ومنحنا فترة زمنية للقيام بعملية الصيانة ومن أهمها المباراة الودية للمنتخب الوطني ضد نظيره المغربي وطالبنا الجامعة بتغيير مكانها حتى نقوم بعملية الصيانة مباشرة بعد مباراة الدور النهائي لرابطة الأبطال الإفريقية بين الترجي والأهلي لأنه لدينا متسع من الوقت لكن للأسف الجامعة تمسكت بإقامة هذه المواجهة في ملعب رادس في 20 نوفمبر وبما أن فترة غلق الملعب تتراوح بين 20 و40 يوم فان الفترة الممتدة بين نهائي رابطة الأبطال ومباراة المغرب الودية غير كافية للقيام بالمطلوب.. ورغم علم الجامعة بالحالة السيئة لأرضية ملعب رادس ولكنها أصرّت على موقفها». وأفاد عادل الزرمديني أنه لم يتم في الأثناء إعلام إدارة الحي الوطني الرياضي بالموعدين القارين للنادي الإفريقي في إطار الدور التمهيدي الأول والثاني لرابطة الأبطال الإفريقية ضد الجيش الرواندي والهلال السوداني وقال في هذا الصدد: «علمنا بهاتين المواجهتين بصفة متأخرة لذلك تأجلت مرة أخرى انطلاقة عملية الصيانة ولكن بعد مواجهة الإفريقي والهلال السوداني أعلمنا جميع الأطراف المعنية أنه سيتم غلق ملعب رادس يوم 17 ديسمبر لكن تفاجأنا بتعيين مباراة الدربي يوم 6 جانفي ولكن في علاقتنا التعاقدية مع النادي الإفريقي والترجي الرياضي هناك فصل صريح ينص على غلق ملعب رادس للصيانة لمدة 45 يوما في الفترة المتراوحة بين أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر حسب ما تسمح به الروزنامة وإدارة الحي الوطني الرياضي عادة ما تأخذ بعين الاعتبار الالتزامات القارية للترجي والإفريقي والمنتخب الوطني قبل غلق الملعب والدليل أن في موسم 2016 تمت عملية الصيانة دون مشاكل وفتحنا الملعب بمناسبة لقاء الإفريقي وباريس سان جرمان الفرنسي وكان الملعب في أحسن حلّة وفي سنة 2017 انطلقت الأشغال بعد مباراة تونس وليبيا في إطار التصفيات المؤهلة للمونديال وتم فتحه بصفة استثنائية يوم 4 ديسمبر لاحتضان لقاء الدربي.. لكن سنة 2018 هناك ضغط كبير للروزنامة جعل عملية الصيانة تتأجل من أجل استحقاقات الأندية القارية والمنتخب الوطني.. ونحن اليوم لا نتهرب من المسؤولية لأنها جماعية ولكن الخطأ الذي وقعنا فيه هو سماحنا بإقامة مباراة تونس والمغرب في ملعب رادس وهي ودية ولم تبلغ مستوى فنيا رفيعا ونهايتها كانت مؤسفة بسبب خروج المناوشات بين لاعبي المنتخبين وكان من الأجدى أن تدور في ملعب آخر. رادس سيكون جاهزا مع بداية فيفري واعتبر عادل الزرمديني أن أرضية ملعب رادس أصبحت سيئة جدا وتمثل خطرا على اللاعبين معتبرا أن عدم التنسيق بين مختلف الأطراف هو السبب في الوصول إلى الوضع الراهن معتبرا أن الجامعة هي الطرف الوحيد القادر على تجميع كل المتداخلين وقال في هذا الصدد:» نحن حاليا بصدد إصلاح ملعب رادس والعشب بدأ ينبت وقد تم الاطلاع على تقدم عملية الصيانة خلال الزيارة الميدانية الأخيرة التي قمنا بها صحبة وزيرة الرياضة سنية بالشيخ ورئيس الجامعة وديع الجريء ولن يكون الملعب جاهزا لاحتضان المباريات إلا مع بداية شهر فيفري وبهذه المناسبة أريد ان أحيي هيئة النادي الإفريقي التي أرسلت مختصا في التعشيب والذي أكد أن حالة الأرضية غير صالحة للعب ونتوجه أيضا بالشكر لهيئة الترجي الرياضي التي أكدت في بلاغها عدم جاهزية ملعب رادس. وبخصوص المواجهات القادمة للترجي محليا وقاريا أكد عادل الزرمديني أن النادي الإفريقي والترجي الرياضي بصدد التنسيق مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لإقامة مواجهتيهما الإفريقية المبرمجة خلال شهر جانفي بملعب آخر والمنزه جاهز لاحتضان المباريات حسب وضعيته الراهنة وبطاقة استيعاب لا تتجاوز 5 آلاف متفرج على أن تنطلق المباريات على الساعة (15.00) لعدم توفر الإنارة الليلية.. وأوضح الزرمديني قائلا: «لذلك فان الحلول التي طالبنا بها منذ 2016 بضرورة إعادة تأهيل المنزه ولم نجد آذانا صاغية ولكن الوزيرة الحالية سنية بالشيخ منذ توليها الإشراف على الوزارة قامت بأول زيارة لها إلى ملعب المنزه رفقة وزير التجهيز والإسكان وأكد هذا الأخير استعداد مصالح الوزارة لتسلم المشروع وتنطلق الأشغال مع موفى 2019 وقد تم تكوين لجنة قيادة بين الوزارتين واجتمعت في 3 مناسبات وشكرا لكل الأطراف ووزارة المالية التي رصدت الاعتمادات اللازمة للدراسات والمقدرة ب23 ألف دينار وهذا أكبر رد على بعض الأطراف التي شككت في إمكانية إصلاح ملعب المنزه أو الذين قالوا أن هناك نية لهدم ملعب المنزه من أجل بعث مشاريع اقتصادية وهذا أعتبره اعتداء صارخا على ذاكرة التونسيين وتشكيكا في المجهودات التي تقوم بها السلط للتسريع في إصلاح المنزه». لهذه الأسباب لا يمكن اعتماد التقنيات الجديدة في الصيانة.. وتحدث الزرمديني عن الحلول البديلة والتي تحدثت عنها عديد الأطراف والمتعلقة أساسا بالتهيئة والصيانة وهذه الحلول تتعلق بالتقنيات الجديدة وهي تغيير طريقة صيانة العشب من زراعة العشب إلى تغييره برمته ونحن على علم بهذه المقترحات وسبق ان قمنا بدراستها ولكن لا يمكن تطبيقها لسبب بسيط وهو عدم قدرتنا على إغلاق ملعب رادس خلال السنتين الحاليتين لمدة تفوق 40 يوما والحال أن التقنيات الجديدة تتطلب غلقه لمدة تتراوح بين 4 أو 5 أشهر وهي تفرض تغيير التربة وتغيير نظام الري الآلي وجلب العشب من الخارج وفقا لإجراءات طلب العروض بالإضافة الى كلفته الباهظة وللأسف لم يتم الأخذ بعين الاعتبار افتقار السوق التونسية الى لهذه التقنيات وضعف المقاولات التونسية ونقص التكوين لدى عدد هام من المتدخلين والمردودية الاقتصادية للملاعب الرياضية واغلبها يتم تسخيرها بصفة مجانية ما عدا ملاعب الحي الوطني الرياضي التي يتم استغلالها وفق معلوم بسيط وهو ما يثقل كاهل المجموعة الوطنية خاصة وان الإشكال ببطولة محترفة مازال فيها العبء محمولا على الدولة لان أغلب البطولات المحترفة في العالم يتم تسييرها من قبل القطاع الخاص». المسؤولية مشتركة وأكد عادل الزرمديني أن ما وصلنا إليه تتحمله جميع الأطراف قائلا في الأثناء: «وأريد أن أؤكد أن الوضعية التي وصلنا إليها اليوم مسؤولية مشتركة لجميع الأطراف المتداخلة بسبب سوء التنسيق بينها وخاصة بالنسبة للمباريات المؤجلة والحال أنه في العالم يتم تأجيل المباريات بصفة استثنائية لدواع أمنية أو بسبب المناخ وكان بالإمكان إجراء الدربي قبل مشاركة الترجي في المونديال وبالتالي تفادي هذا الأمر.. والحي الوطني الرياضي يواجه صعوبات كبيرة وهو مؤسسة تبحث عن التوازن المالي وليس الارباح ويواجه اليوم تحديات كبيرة مثل محدودية موارده ونقص اليد العاملة بعد خروج 50 عونا ولن نتجاوز هذه المشاكل الا بالتعاون مع الهياكل الرياضية ومثلما مددنا يد العون للجميع فإننا نطلب تفهمنا ومنشآتنا مفتوحة لكل الأندية والمنتخبات بما في ذلك ملعب رادس فهو ليس حكرا على الترجي والإفريقي فقط». ولبدء صفحة جديدة سنة 2019 لا بد من التنسيق بين مختلف الأطراف لتحديد المباريات التي سيحتضنها ملعب رادس وحتى لا يتم تحميلنا مسؤولية أطراف أخرى لم تقم بدورها في توزيع الروزنامة والأكيد انه عندما يصبح ملعب المنزه جاهزا لاحتضان المباريات فانه سيحتضن القسط الأكبر من البطولة والكأس وسيقتصر ملعب رادس على احتضان المباريات الكبرى في البطولة والمواجهات القارية ومواجهات المنتخب الوطني. طالبنا بإعادة تأهيل ملعب زويتن وأكد عادل الزرمديني أن الحي الوطني الرياضي طالب رسميا بالتنسيق بين الوزارة وبلدية تونس بإعادة تأهيل ملعب الشاذلي زويتن مبرزا أن الإشكاليات بسيطة وأنه بالإمكان تجهيزه خلال 2019 حتى يعوض ملعب المنزه الذي سيتم إغلاقه خلال 2020 للإصلاح.