مازالت قضية مقتل الشاب أسامة لعتر البالغ من العمر17 سنة في أواخر شهر ديسمبر الفارط تلقي بظلالها على أقارب ومتساكني مسقط رأسه بمدينة جبنيانة بصفاقس الذين مازالوا يطالبون بكشف حقيقة مقتل ابنهم. ناجح خال الضحية تحدث ل«الصباح» عن التفاصيل الكاملة والظروف التي حفت بوفاة ابن شقيقته وهو «في عز الشباب» فقال»أسامة مات مقتول بالقصد على اثر جريمة كاملة « وأضاف ان كل ما تم الترويج له من أن الامر يتعلق بانزلاق دراجة الضحية لا أساس له من الصحة. استعراض فملاحقة.. وأكد ناجح ان ابن شقيقته كان يعشق الاستعراض باستعمال الدراجات النارية وكان يجتمع دائما بمعية أصدقائه من الشبان المولعين بهذا «الفن» ويقومون بجولة استعراضية بين مدن صفاقسوسوسة وبتاريخ الواقعة اجتمع أسامة كعادته ببقية المجموعة وانطلق في رحلة الاستعراض رفقة أصدقائه وبانتهائهم من الجولة وعند عودتهم على الطريق السيارة شاهد بمعية مرافقيه سيارة تابعة للحرس الوطني تسير أمامهم فقاموا بعملية مجاوزة قانونية لها بعد ان ترددوا في ذلك في البداية ومنذ ذلك الحين انطلقت عملية المطاردة اذ يبدو أن الامر «استفز» حسب قوله أعوان الحرس الذين قاموا بملاحقة أسامة ومرافقيه من ولاية سوسة الى ولاية صفاقس. وامتدت الملاحقة بين ولايات سوسة والمهدية وصفاقس وتحديدا بين مدن البرجين والجم والحنشة « على امتداد مسافة 50 كيلومترا وقال ناجح في هذا الصدد «خلطوا وراهم ما حبسوش ولا لحظة العملية كانت مقصودة « واكد ان مرافق ابن شقيقته قال في شهادته «وصلنا 220 سرعة وهو ما ورانا ما حبوش يسيبونا « وأكد أن عوني الحرس اللذين كانا يستقلان السيارة لم يشيرا عليهما بالتوقف بل كانا يستعملان اضواء السيارة فقط من خلال اشعالها واطفائها فحسب وامتدت المطاردة حتى خارج مناطق العمران وفي الاثناء ظن الضحية أسامة ان سيارة الحرس توقفت عن مطاردتهم فخفض السرعة وقال لمرافقه «يارامي تره طل ما عادوش ورانا بعدنا عليهم « وبمجرد التفات مرافقه وجد سيارة الحرس مباشرة وراءهم وقام حسب رواية الشاهد بالاصطدام بالدراجة وحينها صرخ مرافق الضحية قائلا» يا أسامة ضربونا ضربونا» وأكد محدثنا وجود اثار اصطدام بالدراجة وكذلك بالسيارة وأضاف ان العملية جعلت الضحية اسامة يصطدم بحائط مما أدى الى اصابة بجبينه أدت الى خروج دماغه من الخلف فيما اصيب مرافقه على مستوى انفه الذي كسروساقيه وحصل على شهادة طبية تمكنه من راحة مدتها ثلاثة أشهر. وقال ناجح «الي يزيد يقهر والغريب الحرس شاف اسامة ورامي طاحوا وتعدوا في الطويل كأن شيئا لم يكن « وطالب باسترجاع الدراجة النارية التابعة لابن شقيقته والتي فقدت من مكان الواقعة لأنها الدليل الوحيد على الحادثة. فتح بحث.. من جهته ذكر الأستاذ محمد كريد ل «الصباح» أنهم تقدموا بشكاية في حق عائلة الضحية أسامة تتعلق بالقتل العمد ومحاولة القتل العمد تم فتح بحث تحقيقي فيها وأضاف أن عائلة أسامة تؤكد أنه لم يلقى حتفه نتيجة عملية انزلاق ولم يكن الأمر حادثا عرضيا بل أن وفاته كانت نتيجة اصطدام بسيارة الحرس اثر عملية مطاردة وفي ذات الاطار ذكر مراد التركي الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس ل «الصباح» أنه تم فتح بحث تحقيقي يتعلق بالقتل العمد ومحاولة قتل العمد فيما يخص وفاة أسامة وتم اجراء الأبحاث اللازمة في هذا الاطار حيث تم سماع سائق سيارة الحرس ومرافقه الذي تم ابقاؤهما بحالة سراح على ذمة القضية كما تم سماع مرافق الضحية الذي غادر المستشفى بعد ان قام ابجراء عملية جراحية كما تم اجراء المكافحات اللازمة وقد اتسمت أقوال الشاهد بالتضارب فهو يتحدث حينا عن عملية مطاردة وأحيانا ينفي ذلك لذلك تم الالتجاء الى تكليف خبير في الميكانيك لمعاينة الدراجة النارية لتحديد ما اذا كانت تحمل اثار اصطدام من عدمها ومازالت الأبحاث متواصلة الى حين استيفاء الاجراءات الفنية التي ستكون الفيصل والحاسمة في هذه القضية.