مع تطور الحياة الاقتصادية، كان لا بد للمعاملات الاقتصادية أن تتطور خاصة فيما يتعلق بقطاع الخدمات الذي تنوعت روافده وأصبح الدافع الأول للاقتصاد وعمادة جديدة تنضاف لقطاعات الصناعة والفلاحة والتجارة بل أصبح يمثل القيمة المضافة لهذه القطاعات... وفي هذا الإطار أصبح لقطاع الشحن دورا كبيرا وهاما في الاقتصاد ودفعه سواء كان الشحن جويا أو بحريا أو بريا.. وقد تنوعت خدمات الشحن في المدة الأخيرة خاصة منه البري مع تطور قطاع التجارة الالكترونية وضرورة الاعتماد على وساطة في الشحن.. ولم تتخلف تونس عن هذا الواقع العالمي، لتتواجد شركات مختصة في المجال أبرزها شركة «فيداكس» المختصة في الشحن واللوجستيك وتوفير حلول النقل والشحن لآلاف الشركات الاقتصادية الأخرى. حول هذا القطاع وأهميته كان ل«الصباح» هذا اللقاء مع مدير عام «فيداكس» وهيب عبد المولى. * بعد تجربة محلية، يبدو أنكم اخترتم في السنوات الأخيرة التوسع على النطاق العالمي لتمثلوا شركات ذات صيت عالمي في تونس وتحملوا علاماتها؟ بالفعل، أصبحت شركة الشحن الدولي والتجارة (IFC) المتخصصة في النقل و«اللوجيستيك» وأحد أهم رواد النقل السريع في تونس الممثل الرسمي لشركة «فيداكس» العالمية ببلادنا. ومن خلال خدماتها المختلفة توفّر الشركة مجموعة من الحلول التي تتلاءم مع حاجات الحرفاء في ما يتعلّق بالإدارة والتصرف ونقل البضائع بما في ذلك خدمات البريد الدولي ونقل الحمولات وعدة خدمات أخرى للتخليص الديواني. وقد تم اختيار الشركة سنة 2014 لتكون ممثل شركة «فيداكس إكسبريس» في تونس. وفي سنة 2018 تم اختيارها لتكون ممثل الشركة الدولية للبريد السريع «TNT ». * لا شكّ أن الرهان كبير وهام بالنسبة إلى شركة IFCالتي أصبحت شريكا مبجّلا لشركة في حجم «فيداكس» و«تي آن تي»؟ الرهان كان كبيرا وزاد، فشركة «فيداكس» التي نحمل اليوم علامتها تشغّل 425 ألف موظف وتسجل حضورها في 220 بلدا مع 675 طائرة و180 عربة أي بما يمثّل معدّات تسمح لها بتسليم البضائع بكل سهولة عبر أنحاء العالم كلّه بالإضافة إلى الجودة التي يمكن ملاحظتها يوما بعد يوم وهي معيّرة بين 99.7 و99.99 بالمائة». * عملكم يرتكز أساسا على العنصر البشري الذي يجب ان يتحلى بالكفاءة والجودة باعتباركم شركة خدمات بالأساس؟ نراهن أولا وبالذات على ثقافة المؤسسة والبحث عن جودة الخدمات والحزم في تقديمها من خلال إيلاء أهميّة قصوى للعنصر البشري الذي يبقى أساس مهنتنا ودون جودة ودقة في العمل ومصداقية مواعيد التسليم لا يمكن لأي شركة في مجالنا أن تنجح. وهذا العمل جعل ثقة العلامات الكبرى في المجال كبيرة في مؤسستنا من ذلك أن شبكة TNT التي تعتبر في أوروبا الشبكة الأقوى والأكثر مصداقية تستخدم 50 طائرة و30 ألف عربة وتتمكن من تسليم مليون طرد يوميّا من خلال الاعتماد على 65 ألف متعاون والمرور عبر 3020 وكالة في العالم والشراكة معها وجب أن تكون على معايير وشروط جودة مضبوطة الأكيد أنها توفرت فينا لنمثل الشريك والممثل لها في تونس . * وماذا عن نشاطكم في تونس وخطط التوسع على النطاق المحلي؟ نتعامل اليوم محليا مع 95 متعاونا وأسطول متكون من 37 عربة مركّز في ثلاث وكالات بكل من تونس وسوسة وصفاقس. وقد أصبحت شركة «IFC» أحد روافد النقل السريع في تونس. وتعتزم «IFC» التي تشغّل 102 موظفين برأسمال قدره اليوم 700 ألف دينار توسيع أسطولها ليشمل 50 عربة خلال سنة 2019 وفتح 4 وكالات جديدة بين سنتي 2019 و2020. * كيف تتعاملون مع تطور التجارة الرقمية في تونس والتي تعتمد أساسا على الشراءات عبر الانترنات مع ضرورة إيجاد وسيط للشحن والتسليم وحتى الخلاص؟ اليوم تغير مفهوم التجارة والتسوق، وأصبحت الاقتناءات تتم عن بعد عبر ما يعرف ب e-commerce، في تونس عامة لنا مشكل وهو عدم وجود آلية للدفع عن بعد التي مازالت محل تفاوض مع البنك المركزي ويمكن أن يكون الحل في الباي بال. الوضعية اليوم في تونس معقدة بالنسبة للشراءات عن بعد التي تتطلب النقل والشحن الذي تتولاه شركة وحيدة تقريبا أصبحت عاجزة عن تلبية كل المطالب خاصة أن الشركات الصغيرة التي دخلت السوق تمر بصعوبات وفيها من أفلس. بالنسبة لشركتنا، فان العلامة والخبرة التي نتمتع في الشحن ودقة وثبات مواعيدنا مواعيدنا واعتمادنا على التكنولوجيا والمعلوماتية والمتابعة الآلية للبضاعة والعربات، جعل نشاطنا يتسع ويمتد في كامل تراب الجمهورية وخططنا خفضت من كلفة الشحن باعتبار تنوع منتوجنا المنقول على عرباتنا. * تدخلون سنة 2019، بخطة عمل جديدة.. فأي خطوط كبرى وضعتموها لنشاطكم وعملكم المستقبلي؟ جديدنا هو تطوير نشاطنا وتنويعه ليشمل التعامل مع البنوك في نقل الأموال والوثائق وكذلك الصيدلية المركزية في نقل الأدوية وشحنها ومخابر الأدوية المراكز شبه الطبية وهي مؤسسات ذات نشاط دائم ويتطلب سرعة الشحن ودقة المواعيد. توسّع نشاطنا جعلنا نطوّر في أسطولنا باقتناء عربات جديدة دخلت مؤخرا حيز العمل ومثيلاتها ستنضاف للأسطول في أواسط 2019 ليصل أسطولنا إلى 35 عربة . كذلك افتتحنا مكتبين في صفاقس وسوسة وسنضيف فرعين للشركة في الوطن القبلي وقابس وفي سنة 2020 فرعين آخرين في كل من قفصة والمهدية. كما أن رقم معاملاتنا تطور تدريجيا وفي عام 2019 نتوقع زيادة 30 بالمائة وفي سنة 2020 زيادة أخرى ب 10 بالمائة وفي سنة 2021 زيادة ب 10 بالمائة أخرى. عموما سنة 2019 ستكون سنة التطور الكبير لشركتنا، فبعد أن نظمنا سنة 2018 عملنا ووضعنا أسسه الثابتة وقمنا بتكوين أعواننا ستكون سنة 2019 سنة الاكتساح التجاري للسوق والتوسع في السنوات القادمة.