نفذ أمس أعوان القطاع العام والوظيفة العمومية اضرابا عاما في كامل تراب الجمهورية دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل، حيث بلغت نسبة نجاحه 100 % وفق ما أكده الأمين العام المساعد بوعلي المباركي، الذي أكد ان المركزية النقابية ترفض التسخير الذي اصدرته الحكومة في محاولة منها لارباك الاضراب، وفق تصريحه. وتجمع الآلاف من منتسبي القطاع العام والوظيفة العمومية في بطحاء محمد علي بالعاصمة رافعين لافتات تطالب بالحق في الزيادة في الأجور، هاتفين بشعارات تطالب بإسقاط الحكومة وتتهم حزبي النداء والنهضة بالتسبب في الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيش على وقعها البلاد، وبعد النشيد الوطني ونشيد الاتحاد، خطب الأمين العام للمنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي في الحاضرين، ووجه رسائل مباشرة إلى الحكومة قائلا: «عن أي تنمية يتحدثون مليون و800 ألف تونسي لا يملكون الماء الصالح للشراب و150 ألف عائلة تسكن مساكن بدائية في المناطق الحدودية واليوم لسنا مستعدين لأن يدفع العامل فاتورة الجباية و2000 مليون دينار خسائر الجباية وسبعة آلاف مليون دينار خسائر ديون لدى أسيادهم الذين يمولون حملتهم الانتخابية، وعن أي تنمية تتحدثون، بيت دجاج ما عملتوهاش».... وواصل الطبوبي هجومه الشرس على الحكومة وحملها المسؤولية في تدهور الوضع في مختلف القطاعات، وقال في هذا السياق: «ضربتم الصحة والتعليم والنقل وكل القطاعات الاستراتيجية إلى أن فاقت نسبة التداين 70 %، هيئتنا الادارية ستنعقد يوم السبت وستتخذ قرارات نضالية تصعيدية... وماناش راجعين والمطالب تفتك، لا يمكن تهديدنا من أي كان... ولا خوف على تونس، وللحكومة أقول باش تتدقدقوا أنتم... ومازلنا مواصلين في نضالنا ومن تقلد موقعا في وزارة أو المجلس يتحول الى منصح للحكومة ونبلغهم بأن خطتنا التكتيكية غيرناها ولا يمكن لاحد اختراقنا»... على صعيد متصل شدد الأمين العام للمنظمة الشغيلة على أن التفويت في المؤسسات العامة خط أحمر وتونس ليست للبيع، وذكر في نفس السياق بمجريات المفاوضات مع الطرف الحكومي قائلا: «الاتحاد بدأ المفاوضات وحاولوا إرباكه وسوقوا بأن النقابيين قاطعوا التفاوض واقترحت الحكومة تقديم الزيادة الاخيرة في قالب إعفاء جبائي وبعد ذلك قالوا: ما عطاوناش الضو الاخضر... وبالتالي باعوا تونس... واليوم خياركم ومعركتكم اكثر من الزيادة في الاجور بل استقلالية القرار الوطني ومناعة تونس، من غرائب الائتلاف الحاكم نرى أن أحد أعضاء الحكومة تحول بقدرة قادر وأصبح يروج لخطاب البلاد ما في حالهاش... التسخير «بلوه واشربوا ماه» وسنقلم أظافركم... اقول لهذه الحكومة التي استهانت بالشعب وبالعمال لم ننتخب حكومة لتتاجر بقوت الشعب ولن نفرط في مكاسب الشعب. ماذا أبقيتم لهذا الشعب؟ فالشعب اليوم يريد لإرادته ان تتجسم ويريد السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني ولا يساوم ولا يجادل في مكانته. المسيرة النضالية والمعركة مستمرة الى حين تحقيق أهدافها، بإرادتكم أيها العمال والموظفون وعزيمتكم سنتحدى كل الصعاب وسندحر كل المؤامرات الدنيئة والاتحاد ثابت على كل الخيارات التي تؤسس لدولة ديمقراطية والاتحاد سيبقى الصخرة التي تنكسر عليها كل المؤامرات»، وقائلا «يا شعب تونس يحبوا يفكولكم ثورتكم...المد الثوري متواصل..». انتهى خطاب الطبوبي وخرجت مسيرة من بطحاء محمد علي وانتهى بها المطاف أمام وزارة الداخلية في شارع الحبيب بورقيبة، وفي انتظار قرارات الهيئة الوطنية الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل التي ستنعقد غدا... تونس ليست بخير..