تمكن فريق من الباحثين من معهد المناطق القاحلة بمدنين، والمعهد الوطني التونسي للتراث بالتعاون مع معهد الاستشعار عن بعد والأرض الرقمية في الاكاديمية الصينية للعلوم، من اكتشاف 10 مواقع أثرية جديدة في الجنوب التونسي منها 7مواقع بعدد من مناطق ولاية مدنين باعتماد صور الأقمار الاصطناعية وتقنيات وأساليب علمية فضائية، وذلك للمرة الأولى في تونس. وتتعلق هذه الإكتشافات بجزأين من "الليماس" الروماني بجبل دمر من معتمدية بني خداش، ومنظومة مائية رومانية بمنطقة تابرقيت من معتمدية سيدي مخلوف، وثلاث فسقيات رومانية ضخمة، ومقبرة رومانية في ولاية مدنين، إلى جانب قلعتين رومانيتين بولاية قفصة وجزء من "الليماس" الروماني بواحة شنني بولاية تطاوين. وحسب مصدر مطلع من معهد المناطق القاحلة بمدنين ل"الصباح" فان الليماس هو الحدود الفاصلة بين التوسع الروماني في عمق إفريقيا، والمناطق الإفريقية الأخرى التي كانت تحت سيطرة القبائل المتمردة. وافاد فوزي محفوظ، مدير عام المعهد الوطني التونسي للتراث، أثناء تقديمه لهذه الاكتشافات خلال مؤتمر صحفي انعقد مؤخرا بتونس العاصمة إنها تندرج ضمن برنامج أساسي للصين يتعلق بإعداد حزام رقمي للتراث باستعمال الأقمار الاصطناعية في مجال التراث والبحث الأثري وهو مشروع ضخم يحظى بدعم سياسي ومادي ويتبع المشروع التاريخي الكبير "طريق الحرير". واشار إلى أن الجانب الصيني يملك خمسة أقمار اصطناعية لها قدرة فائقة على التقاط صور عالية الجودة وقد تم استعمالها في اكتشاف هذه الآثار، حيث تسمح باكتشاف باطن الأرض ( عمق 2 متر و3 متر بحسب التضاريس). واضاف المدير العام إلى أنه تم اختيار الجنوب التونسي للقيام بعملية البحث هذه في إطار التمييز الايجابي، مؤكدا في هذا السياق أن هذه الاكتشافات باعتماد التكنولوجيات الحديثة ستساعد المعهد الوطني التونسي للتراث على إتمام إعداد الخارطة الأثرية الرقمية، وهي تقنية غير مكلفة وهي تجنب ايضا القيام بحفريات يمكن الاستغناء عنها. ميمون التونسي