ضربت الوحدات الامنية لادارة اقليم الامن الوطني بالقيروان وتحديدا على مستوى منطقة الامن الوطني بالقيروان الجنوبية نهاية الاسبوع بقوة بعد نجاحها في الاطاحة بشبكة خطيرة للسطو على السيارات تنشط بين القيروان وولايات الساحل، حيث القت القبض-مبدئيا" على ثلاثة مشتبه بهم وحجزت عربتين، فيما تتواصل الابحاث لكشف مصير بقية العربات المسروقة بالتنسيق مع السلط القضائية. وقال مصدر أمني من ادارة اقليم الامن الوطني بالقيروان في اتصال امس الاثنين مع "الصباح" أن ان قوات الامن الوطني بالجهة، وفي إطار مكافحة جرائم الحق العام والتصدي لعمليات سرقة السيارات والدراجات وتعقب العناصر الخطيرة في هذا المجال سواء من المطلوبين للعدالة أو الذين رجحت الأبحاث الأمنية اقترافهم لسرقات وعمليات سطو توفرت لدى الاعوان معلومة حول تعرض سيارة من نوع "أوبل" للسرقة بمدينة القيروان وان اللصوص قد يفرطون فيها بالبيع. مطاردة بين الحقول نظرا لأهمية الموضوع فقد اولاه الاعوان العناية اللازمة، واجروا تحريات حينية مكثفة مكنتهم من تحديد الاتجاه الذي يرجح ان تسلكه السيارة المسروقة، لذلك تم تركيز خاص على مستوى الطريق الرابطة بين القيروان وسيدي عمر بوحجلة وتكثيف عمليات المراقبة والتفتيش، في الاثناء تفطن الاعوان لقدوم السيارة المشبوهة فأشاروا الى سائقها بالتوقف. أذعن المشتبه به للاشارة الامنية، وتوقف في البداية على حافة الطريق في محاولة للتمويه والتضليل، ولكن عندما تفطن لوجود خطة امنية لمحاصرته انطلق بالسيارة بسرعة جنونية وفر، لذلك قام الاعوان بمطاردته بين المسالك الفلاحية، ما اجبر السائق ومرافقه -عندما ادركا ان لا مفر لهما بالسيارة- على ترك العربة والفرار نحو الحقول. ووفق نفس المصدر فان بعض الاعوان أمنوا السيارة بعد حجزها فيما قام البقية بمطاردة المشتبه بهما بين الحقول الى ان تمكنوا بعد مجهودات كبيرة من محاصرتهما والقبض عليهما، وبتفتيشهما على عين المكان حجزوا لدى احدهما مفتاح سيارة من نوع سيتروان، ثم اقتادوهما الى المقر الأمني، حيث باستشارة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقيروان اذنت بالاحتفاظ بهما على ذمة الابحاث. انطلق الاعوان في التحري مع المظنون فيهما، فزعما انهما لم يرتكبا اي سرقة باستثناء السيارة المحجوزة، وان المفتاح المحجوز عثر عليه احدهما ملقى امام مقهى بالقيروان، ولكن بمواجهتهما بقرائن ثابتة اعترفا بأنه تابع لسيارة من نوع "سيتروان سي 4 " سرقاها قبل ايام لرصد قطيع اغنام بجهة الشبيكة ثم أدليا بهوية طرف آخر يرجح انه شريك فاعل تتمثل مهمته الرئيسية في التوسط لبيع العربات المسروقة. 19 سرقة رغم ان المشتبه بهما قدما هوية مخالفة لهوية المشتبه به الثالث فان الاعوان، وبفضل حنكتهم وحرفيتهم في التعامل مع هذه القضايا تمكنوا من الوصول اليه وايقافه وحجز شاحنة، وبتقدم التحريات اعترف المشتبه بهما الرئيسيين بارتكاب ما لا يقل عن 17 سرقة اضافة للسرقتين الاخيرتين ما يرفع عدد السرقات المرتكبة الى 19، اي ان القيمة الجملية للمسروق تقدر بمئات الملايين، اما المحتفظ به الثالث ورغم اعتراف شريكيه بانتمائه لهذه العصابة الخطيرة فانه انكر -مبدئيا- جملة وتفصيلا اندماجه في اي نشاط اجرامي. واكيد ان التحريات الأمنية المتواصلة والتحقيقات القضائية ستكشف عن كل تفاصيل هذه القضية ونشاط هذه الشبكة ودور كل طرف فيها والتوصل الى تحديد هويات بقية الاطراف التي شاركتها في التفريط في المسروق او تفكيكه او ربما تهريبه خارج تونس والقاء القبض عليهم ومعرفة مصير العربات المستولى عليهما من ولاية القيروان والساحل وخاصة من احواز ولايتي سوسة والمنستير.