وفقا للتقرير الصادر امس عن المرصد الاجتماعي التونسي بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، سجلت سنة 2018 تحركات اجتماعية واحتجاجية في حدود ال9356 تحركا اي بمعدل 25 تحركا في اليوم. ويعتبر المرصد الاجتماعي التونسي ان الحصيلة المسجلة ورغم ما تعكسه من تراجع مقارنة بالنسبة السابقة 2017 التي عرفت 10452 تحركا احتجاجيا، فانها «تؤكد من جديد فشل الحكومات في وضع سياسات اقتصادية واجتماعية قادرة على استيعاب المطلبية الاجتماعية للتونسيين التي يحملونها منذ ثماني سنوات تشبثوا بها واحتجوا وغضبوا وطالبوا دون ان يجدوا سبيلا لتحقيقها».. وتحتل ولاية القيروان النصيب الاكبر من التحركات المسجلة في 2018 اين حصدت لوحدها 1668 احتجاجا مطلبيا، يليها في ذلك ولاية سيدي بوزيد بتسجيلها 881 تحركا ثم ولاية قفصة بتسجيلها ل791 تحركا فتونس العاصمة ب749 تحركا ثم القصرين ب667 تحركا. وحسب تقرير المرصد الاجتماعي التونسي، حافظت خارطة التحركات على نفس التوزيع الجغرافي تقريبا الذي سجل خلال السنوات الماضية 2017 و2016. وتنوعت دوافع الاحتجاجية خلال سنة 2018، مثل التشغيل وتسوية الوضعية المهنية الجزء الأبرز في المطالب فضلا على المطالب ذات الطابع البيئي وتلك التي تعلقت بالبنية التحتية والربط بالماء الصالح للشراب وفك العزلة ومد الطرقات.. ومن ابرز العوامل المؤثرة في الحراك الاجتماعي سنة 2018، حسب تصريح رمضان بن عمر الناطق باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، كان ظهور اشكال احتجاجية جديدة تمثلت في الهجرة غير النظامية التي ارتفع منسوبها واصبحت تعتبر اجتماعيا شكلا احتجاجيا. يضاف اليه التعامل الرسمي مع الاحتجاجات الاجتماعية خاصة احداث جانفي 2018 والتي كانت اساسا في الملاحقات الامنية والاحالات على القضاء مما استنزف نشطاء الحركات الاجتماعية والحزام المساند لها واضاف بن عمر ان 2018 شهد ايضا دخول القطاعات المهنية المنظمة في الاحتجاج على سياسات الحكومة مما ساهم في تهميش الاحتجاجات غير المؤطرة. ويذكر ان المرصد الاجتماعي التونسي للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، قد رصد 467 حالة انتحار ومحاولة انتحار خلال 2018، ارتبطت في جزء منها أيضا بالوضع الاقتصادي والاجتماعي وجاءت في شكل حركات تصعيدية وتهديدات جماعية بالانتحار. ويكشف التقرير ان الفئة العمرية بين 26 و35 سنة هي الاكثر عرضة لمحاولات الانتحار، علما وأن الاطفال الذي سنهم دون ال15 عاما وشملتهم حالات ومحاولات الانتحار قد بلغ عددهم ال 42 طفلا سنة 2018. وعلى خلال السنة الماضية سجلت ولاية قفصة اكبر عدد من حالات ومحاولات الانتحار بتسجيلها ل 85 حادثة يليها في ذلك ولاية القيروان بتسجيلها ل 69 حالة انتحار ومحاولة انتحار.