جددت أمس احدى الدوائر القضائية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس النظر في القضية المتعلقة بوفاة محب النادي الافريقي عمر العبيدي (بعد جلسة سابقة بتاريخ 7 جانفي الفارط حضرها اثنان من المتهمين من جملة 17 متهما) حيث حضر أمس 14 أمنيا متهما في القضية فيما تغيب أمني واحد وقد تم اجراء المكافحات القانونية مع عدد من الشهود الذين عاينوا الواقعة. ووفق ما ذكره محامي عائلة عمر العبيدي الأستاذ التومي بن فرحات في اتصال مع «الصباح» فان جلسة الأمس شهدت اجراء مكافحات جماعية بين الامنيين المتهمين وقرابة ستة شهود عيان حيث تمسك المتهمون برواية وحيدة بعد رواية سابقة أكدوا خلالها عدم قيامهم بعملية مطاردة ل«مشاغبين» ليتم أمس العدول عن تلك الرواية والاقرار بعملية المطاردة الا أنهم ذكروا انها لم تكن سوى بعض الأمتار ولم تتجاوز 20 مترا. وأضاف الأستاذ بن فرحات في نفس السياق بأن هناك بعض الأعمال والطلبات التي سيتم تقديمها إلى قاضي التحقيق المتعهد بملف القضية والتي ستكون في شكل كتابي من بينها سماع شاهد أمني كان عاين الحادثة وكذلك استدعاء أحد الأمنيين الذي لم تقع إحالتهم مع طلب الحصول على التقرير الطبي النهائي وسيمهلونه أسبوعا وفي صورة عدم الاستجابة لجملة الطلبات المذكورة فانهم سيقدمون مطلبا في استجلاب الملف من المحكمة الابتدائية ببن عروس وفق محدثنا. يذكر وأن جملة المتهمين البالغ عددهم 17 أمنيا أحيلوا على أنظار القضاء بعد أن وجهت لهم تهمة تتعلق بالقتل غير العمد وعدم انجاد شخص في حالة خطر طبق الفصل عدد 217 من المجلة الجزائية ووفق الفصلين 1 و2 من القانون عدد 48 لسنة 1966. وكان محامي عائلة عمر العبيدي عقد بتاريخ الاثنين الفارط الموافق ل 28 جانفي ندوة صحفية بمقر النقابة الوطنية للصحفيين لإطلاع الراي العام على مستجدات ومسار القضية قبل جلسة الامس التي خصصت لإجراء المكافحات القانونية حيث أكد الأستاذ بن فرحات أن أعوان الامن المتهمين أنكروا عملية المطاردة في البداية ثم اعترفوا أنهم كذبوا بعد مجابهتهم بأشرطة فيديو مسجلة، كما أنه وقع التعرف على عون الامن الذي قام بالاعتداء على عمر العبيدي من قبل عدد من الشهود، مضيفا في ذات السياق بأن هناك ضغوطات من أجل عدم كشف الحقيقة وطمسها. تجدر الاشارة الى ان عمر العبيدي كان توفي غرقا في وادي مليان المحاذي للملعب الاولمبي برادس بتاريخ 31 مارس 2018 وذلك عقب مباراة جمعت فريقه المفضل النادي الافريقي واولمبيك مدنين تلتها اعمال عنف وشغب بين مشجعي الفريقين أسفرت عن حادثة وفاته التي أثارت جدلا واسعا لدى الرأي العام بأكمله في تونس.