تونس الصباح لعلها من الصدف الجميلة أن تسجل المهرجانات الصيفية انطلاقتها بمهرجان ابداعي أدبي أصبح له صيته وحضوره في الذاكرة الثقافية.. ونعني به المهرجان الوطني للأدباء الناشئين الذي يحتفل غدا الجمعة 27 جوان بدورته الثانية بعد العشرين حيث يكون الافتتاح بداية من السادسة والنصف مساء. ومن الأشياء الجميلة ان صح التعبير في مسيرة هذا المهرجان العريق محافظة على فضائه بدار الثقافة الطيب المهيري بالزهور في تواضع المؤمنين بسلطان الكلمة والفعل الأدبي الجاد. .. اذن سيكون الموعد بداية من يوم غد الجمعة مع محطة ابداعية جديدة مشرقة بمشاركة اكثر من 70 كاتبا ناشئا من كامل انحاء البلاد جاؤوا الى حي الزهور للتأسيس ثم التأثيث لأحلام وطموحات ابداعية تكتب الحياة في أبهى معانيها. 3 مسابقات حافظ المهرجان الوطني للأدباء الناشئين بحي الزهور على ثوابته الرئيسية التي من أجلها تأسس.. ونعني بذلك المسابقات وعددها 3 تحت اشراف كتاب ومختصين يشهد لهم بالكفاءة والابداع.. مسابقة القصة تتركب لجنة تحكيم مسابقة القصة من الناصر التومي ويوسف عبد العاطي وآمال مختار وكان في الحسبان أن يكون الى جانبهم سمير العيادي الذي رحل عنا الى دار الخلد مخلفا لوعة في القلوب وحسرة في النفوس.. وكان حرص هيئة المهرجان كبيرا للمحافظة على تركيبة هذه اللجنة التي كان الراحل سمير العيادي رئيسا لها تكريما لروحه وتقديرا لما قدمه على مدى حياته المليئة بالنضال الأدبي للمهرجان. مسابقة الشعر تتركب لجنة تحكيم مسابقة الشعر من نور الدين صمود ويوسف رزوقة ونجاة العدواني وعبد الله بن مصطفى الكنزاري. مسابقة النقد تتضمن لجنة تحكيم هذه المسابقة فوزي الزمرلي وحسن قضوم وحاتم الفطناسي. تكريم وحوار مع الشباب اختارت الدورة الثانية والعشرون للمهرجان الوطني للأدباء الناشئين بحي الزهور تكريم عدد من المبدعين والمساهمين في مسيرة هذا المهرجان العريق: الناصر التومي ويوسف عبد العاطي وشمس الدين العوني.. كما سيشمل التكريم الشاعر محمد أحمد القابسي الذي كان أول من حاضر على منبر دار الثقافة الطيب المهيري بحي الزهور في اول دورة للمهرجان وكان ذلك عام 1986.. وستقدم مداخلات حول التجارب الابداعية لهؤلاء المكرمين من طرف نور الدين بن بلقاسم ومحمد الجابلي وحافظ محفوظ. ولأن هذه الدورة تتزامن مع سنة الحوار مع الشباب وبما أنه مهرجان شبابي على الدوام فان هيئته ارتأت تنظيم ندوة حوارية مفتوحة مع الكتاب الشبان والمثقفين الشباب من المشاركين وغيرهم وخاصة من أبناء منطقة الزهور والمناطق المجاورة وذلك صبيحة يوم غد الجمعة 27 جوان بمركز التكوين المهني بالزهور تحت اشراف الاستاذ كمال الحاج ساسي، وسيدور الحوار حول ثقافة المستقبل مع محاولة الاجابة على سؤال كبير «أي ثقافة نريد؟!». أسماء خالدة ان المهرجان الوطني للأدباء الناشئين وهو يحتفل بداية من الغد بدورة جديدة من عمره الحافل بالعطاء الابداعي الطموح والمؤثر والفاعل في المدونة الابداعية التونسية سيواصل حتما السير على هذا الدرب الطويل ايمانا منه بالمبدعين الشبان والذين يحملون بداخلهم بذرة الابتكار والكلمة المؤسسة للحياة الكريمة.. أسماء عديدة نتوقف عندها عند العودة بالذاكرة الى مختلف دورات المهرجان.. هذه الاسماء أصبح لها فعلها الجاد في العملية الابداعية التونسية كمسعودة بوبكر وابراهيم الدرغوثي وابراهيم بن سلطان وجنات اسماعيل وآمال مختار وعادل الهمامي ومحمد الهادي الجزيري ومنير هلال وعادل الجريدي وسمير العبدلي وريم قيدوز وحافظ محفوظ ومحجوب العياري وسلوى الرابحي وسيد السالك وخير الدين الشابي.. والقائمة في هذا المجال لا حدود لها.. وللتواصل مع كل الاجيال فان المهرجان أطلق اسما لأحد الأدباء الشبان لكل يوم من ايامه: فاليوم الاول يحمل اسم مصطفى الفارسي واليوم الثاني اسم سمير العيادي واليوم الثالث اسم محمد العروسي المطوي.. أسماء خالدة لأجل ثقافة جادة متجددة وطموحة مرتبطة بثوابت فاعلة قادرة على صنع الحياة الكريمة والانتصار لكل القيم الانسانية النبيلة ولها القدرة الكافية للتواصل مع كل الأجيال.