تونس/الصباح بدأ عام 1986 بمحاولة.. ليصبح فعلا جادا يؤسس لمسيرة متميزة مع الابداع الادبي بمختلف اصنافه (الشعر الرواية النقد).. المهرجان الوطني للأدباء الناشئين او كما يحلو للبعض تسميته بالمهرجان الوطني للأدباء الشبان استطاع على امتداد اكثر من عشرين سنة اثراء المشهد الادبي التونسي وحتى العربي بعديد الاسماء التي اصبح لها حضورها الفاعل والمؤثر في هذا المشهد. الريادة دائما ولئن سعت العديد من المهرجانات والملتقيات السير على منواله من خلال بعث ملتقيات وتظاهرات تعنى بالأدب الناشئ او الشباب فان الريادة بقيت وستبقى دائما لهذا المهرجان الذي نحت نجاحه بايمان المشرفين عليه بأهمية الحرف والكلمة في حياة الانسان عموما.. تعددت المهرجانات الادبية وتنوعت هنا وهناك.. ولا يزال المهرجان الوطني للأدباء الناشئين بحي الزهور شامخا.. صامدا في وجه كل الاعاصير التي كان يمكن لها ان تعصف به.. لكن اسسه الثابتة والراسخة في اعماق الارض ومنجزاته الوطنية والعربية هي الرصيد الذي يفخر به هذا المهرجان وهو يحتفل بعد ايام بدورته الثانية والعشرين بكل اعتزاز بما تحقق ثقة وايمان بما سيحققه.. لقد نجح المهرجان الوطني للأدباء الناشئين بحي الزهور على أن يبقى الرائد في مجاله لانه لم يتعامل بسهولة مع العملية الابداعية بل كان اشد حرصا على ان تكون كل الانتاجات الشبابية تحمل بداخلها بذرة التواصل وليس الامر مجرد «حماس» او «نفحة» بقدرما هي اصرار على الكتابة الفاعلة المقنعة.. ولم يكن ذلك باليسر ما لم توكل مهمة الانتقاء الى كفاءات ادبية عالية.. كفاءات تتوفر على امكانات كبيرة في الحكم على هذه التجربة او تلك بالسلب او بالايجاب. أسماء فاعلة ان التاريخ سيكتب ان اسماء كنور الدين صمود والمنجي الشملي وفوزي الزمرلي وابو زيان السعدي والراحل سمير العيادي ويوسف عبد العاطي ومحمد بن رجب وجميلة الماجري والناصر التومي ومنصور قيسومة وحياة الرايس وغيرهم كثير كانت لهم البصمة الواضحة والجلية في ان يكون المهرجان الوطني للأدباء الناشئين بحي الزهور رائدا في مجاله الابداعي من خلال تعاملهم الصادق والجدي مع كل المحاولات الادبية التي وردت على امتداد دورات المهرجان.. فلا مجال للمجاملة ولا مجال للتساهل او التغاضي عن اي شكل من اشكال الاخطاء التي لها مساس بالصفاء والصدق الابداعي الجيد.. وفي الاعتقاد ان هذا رهان كسبه المهرجان ومنه استمد شرعيته التاريخية في مسيرة الابداع التونسي.. فكان الاشعاع الوطني والعربي.. لذا لا غرابة ان يصبح الموعد السنوي للمهرجان الوطني للأدباء الناشئين بحي الزهور محطة هامة يرنو اليها الاديب الشاب بكل شغف ويستعد لها بكل جدية.. فهي عنوان الانطلاق الحقيقي نحو الافق الابداعي الرحب وتأشيرة العبوار نحو النجاح الادبي التونسي اولا ثم العربي ثانيا.. من حي الزهور الى الاشعاع العربي بالعودة الى مسيرة المهرجان الوطني للأدباء الناشئين بحي الزهور منذ دورته الاولى عام 1986 يتوقف حتما عند عديد الاسماء التي شهدت انطلاقتها في رحاب هذه التظاهرة الوطنية لتنتشر عربيا وتساهم في اثراء المكتبة التونسية والعربية على حد السواء بانتاجات لها مذاقها الخاص في الابداع العربي. فعبد الفتاح بن حمودة ومحجوب العياري وحافظ محفوظ ومحفوظ الجراحي وعبد الكريم الخالقي ونور الدين بالطيب والطيب شلبي ورجاء بن حليمة وفاطمة بن محمود وفاطمة بن فضيلة وسمير العبدلي وجنات اسماعيل وآمال مختار والهادي التليلي ومراد العمدوني وعبد الوهاب المنصوري وسامي السنوسي واسماعيل بن محمود وراضية براح والقائمة لا حدود لها في هذا المجال اصبحت من الأسماء الفاعلة والمؤثرة في المشهد الأدبي التونسي من خلال ما اصدروه من دواوين شعرية او روايات ومجموعات قصصية جمعت بين الاقناع والامتاع واكتسحت الساحات الادبية العربية وحلقت عاليا في مختلف التظاهرات الادبية العالمية متوجة بجوائز هامة اكدت ما يتوفر عليه هؤلاء المبدعون من ثراء فكري وابداعي ورغبة جامحة في الانتصار على كل ما من شانه عرقلة الكلمة الحرة التي تؤسس للحياة الكريمة. وتتواصل المسيرة ايام قليلة تفصلنا عن الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الوطني للأدباء الشبان بحي الزهور.. ولا شك ان كل الانظار متجهة الى هذا الحدث الابداعي الرائد في مجاله حيث انطلقت الاستعدادات منذ فترة طويلة من أجل ان تتواصل مسيرة هذا الموعد اكثر شموخا واعتزازا بما تحقق واصرارا على المزيد من النجاح.. المهرجان الوطني للأدباء الناشئين الذي سينتظم ايام 29 و30 جوان و1 جويلية 2008 بحي الزهور ستكون دورته القادمة حلقة جديدة في مسيرة حافلة ومتميزة أدبا وفكرا وابداعا.