تونس : الصباح فوجئ المشاهدون لقناة حنبعل يوم الثلاثاء المنقضي، ببث حلقة من برنامج "الرابعة" للزميل عادل بوهلال، بدلا من برنامج "بالمكشوف" الذي يبث عادة في نفس اليوم والتوقيت بإدارة فريق يقوده الزميل معز بن غربية..
تساؤلات كثيرة طرحها المشاهدون والمتتبعون لبرنامج بالمكشوف.. هل انتهت مهمة فريق البرنامج، المتألف من المحامي والصحفي، فتحي المولدي، والصحفيين، المنصف بن سعيد وعبد المجيد بن إسماعيل، والكابتن خالد حسني، أم هي استراحة آخر السنة الرياضية ؟ ويبدو حسب بعض المعلومات من داخل القناة أن الأمر لا يتعلق باستراحة، ولا هو "تعويض مؤقت"، إنما هو خلاف بين فريق البرنامج ومالك القناة، السيد العربي نصرة.. مضمون الخلاف وتداعياته.. قصة الخلاف انطلقت قبل عدة أسابيع عندما بدأ بعض أعضاء البرنامج، (ونعني هنا الزميل فتحي المولدي)، يصرحون على بعض المنابر الجامعية (معهد الصحافة وعلوم الإخبار تحديدا)، بوجود تفكير لتوقيف البرنامج.. وتطور الأمر لاحقا إلى تصريحات وتصريحات مضادة بين "دينامو البرنامج" فتحي المولدي، كما يطلق عليه في بعض الأوساط الإعلامية والرياضية، ومالك القناة، السيد العربي نصرة، حول من يملك حق الإعلان عن توقيف البرنامج.. وتسربت معلومات من هنا وهناك في وقت لاحق حول وجود خلاف يتجاوز مجرد الإعلان عن توقيف البرنامج، ليطوال مسائل أخرى تتعلق بفلسفة الحصة، وبنود العقد الذي سيتم تجديده بين الطرفين، وتفاصيل أخرى تخص العلاقة بين فريق البرنامج ومالك القناة.. وقال معز بن غربية في تصريح ل "الصباح" في هذا السياق، أن المسألة لم تكن بهذه الدرجة من الحدّة في العلاقة بين الطرفين.. وأوضح أن فريق البرنامج، "اقترح مهلة من التفكير والتأمل لمراجعة بعض الأمور في البرنامج، والبحث في إمكانية تطويره وتعزيز مكانته، خصوصا في ضوء توفر أفكار للفريق المعدّ للبرنامج لإدراجها ضمن التصور العام للحصة"، وفق ما صرح به بن غربية.. ولا شك أن هذا أمر طبيعي بالنسبة لبرنامج نجح في شدّ المشاهدين طيلة ما لا يقل عن مائة حلقة بالتمام والكمال، بما يعني منجزا لافتا للنظر خصوصا بالنسبة لقناة ناشئة ولا تمتلك تقاليد بهذا الشأن، بل استطاع برنامج "بالمكشوف" في ظرف وجيز، أن يكون الأكثر مشاهدة قياسا ببقية البرامج الرياضية منها أو السياسية أو الاجتماعية، سواء على قناة "تونس 7" أو "حنبعل".. وجهة نظر مغايرة.. لكن مسؤولا في قناة حنبعل، فضل عدم ذكر هويته، قال في ردّه على وجهة النظر هذه، أن "الوحيد المؤهل بتوقيف البرنامج أو مراجعته، هو مالك القناة وليس فريق البرنامج".. ولفت المصدر إلى أن "فريق بالمكشوف يتصرف في البرنامج وكأنه قناة مستقلة بذاتها، فيما يسود القناة منذ نشأتها، منطق وأسلوب العائلة الواحدة، التي يشترك أفرادها في التفكير والتصور والإنجاز والمراجعة وغيرها"، على حدّ قوله.. وأوضح المصدر، أن بعض عناصر البرنامج (والإشارة هنا إلى السيد فتحي المولدي)، كانت صرحت بتوقيف "بالمكشوف"، في محاولة لجلب مزيد من الأنظار للبرنامج، لكن هذه العملية أضرت بالإشهار الذي تراجع بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن مدير القناة اجتمع بفريق البرنامج، وحذره من خطورة هذا التصرف، رغم قناعته "بحسن نية الفريق"، لكن التصريحات الصحفية استمرت من دون توقف.. وحول العقود التي تردد وجود خلافات بشأنها بين الطرفين، قال المصدر المسؤول، أن صاحب القناة، دعاهم للتوقيع على العقود، بل لهث وراءهم من أجل إتمام عملية التوقيع هذه، بعد أن زوّد لهم في الرواتب السابقة، غير أن فريق البرنامج "لم تكن لديه نيّة مواصلة العمل في القناة".. وشدد المصدر من ناحية أخرى، على أن القناة "مكنت المجموعة من الحرية والجرأة والإمكانيات المادية والتقنية اللازمة لإنجاح البرنامج"، وهي إلى ذلك مستعدّة لتوفير نفس المناخ لغيرهم من الكفاءات الشابة لاستئناف البرنامج بداية من الموسم الرياضي القادم.. ويبدو حسب بعض المعلومات المؤكدة أن السيدين المنصف بن سعيد وخالد حسني، قد وقعا عقدا جديدا مع القناة لاستئناف البرنامج، الذي تتجه النية لإسناده لوجه شاب، قد يكون على الأرجح، الزميل عادل بوهلال، خصوصا في ضوء نجاحه في إدارة حوارين اثنين حول الرياضة، كان آخرها بحضور السيد سليم شيبوب، الرئيس السابق للترجي الرياضي، وقيدوم الصحفيين، الزميل نجيب الخويلدي والمذيع اللامع عصام الشوالي، بالإضافة إلى الزميل برهان بسيّس، وهو البرنامج الذي قد يكون أقنع مدير القناة ومالكها بأن بوهلال يمكن أن يكون بديلا للزميل بن غربية، فيما تبدو عديد الأسماء الذكورية والنسائية مطروحة لتعويض الثالوث، معز بن غربية وعبد المجيد بن إسماعيل وفتحي المولدي.. وفي اعتقاد عديد الملاحظين، أن برنامج "بالمكشوف"، بات جزءا من هوية قناة حنبعل، ومن غير المعقول إنهاء العلاقة بين الطرفين بهذا الشكل، سيما وأن فحوى الخلاف يمكن حسمه بشكل مختلف ومن دون هذه "الهرسلة" لإدارة القناة وللبرنامج في آن معا، لأن ذلك لا يعطي صورة سيئة عن كيفية مواجهة القناة لمشكلاتها فحسب، وإنما يقدم فكرة عن طبيعة العلاقات السائدة بين الإدارة وبعض العاملين في القناة أيضا.. لكن فريق البرنامج مدعو كذلك إلى مراجعة أسلوبه وعلاقاته، وتجاوز بعض الغرور الذي قد يكون تسلل إلى قلوب عدد منهم، ففي مثل هذه المواقف، يكون التنازل من الطرفين هو الطريق للتوصل إلى اتفاق، يحمي البرنامج ويضمن استمراره، مثلما يضمن "سلطة" إدارة القناة على البرنامج، ضمن نوع من التعاون البنّاء، والهامش الضروري من حرية الاختيار والعمل للفريق العامل، من أجل استمرار البرامج والارتقاء بفلسفتها، بعد أن عانت طويلا من الملل وكثير من "الكبّي"، كما يقول التعبير الشعبي الشائع.. فهل يجلس الطرفان على طاولة واحدة لمناقشة المسائل الخلافية بعيدا عن أية مزايدات من هنا أوهناك، أم يحتاج الأمر إلى وساطة البعض ممن يحظون بثقة الطرفين لكي يستأنف البرنامج عمله بذات الفريق المؤسس ؟؟ سؤال ستجيب عنه الأسابيع القليلة القادمة..