تونس - الصباح: بامتعاض تحدث الينا أحد المواطنين وكان يخاطبنا عبر هاتفه الجوّال من أمام المدخل الرئيسي لأحد النزل بمدينة الحمامات صبيحة اول امس لينقل لنا فحوى المفاجأة التي لم يقرأ لها جيبه ولا ميدانيته العائلية ادنى حساب ولم تخطر حتى بباله وبدون مقدمات قال محدثنا «قدمت هذا الصباح باكرا لتدشين موسم الاصطياف «بتبحبيحة» داخل مسبح النزل صحبة حرمي والأبناء ممنين النفس بقضاء يوم سعيد بفضائه المفتوح.. لكن تعليمات عون الحراسة او الاستقبال بالباب نزلت علينا نزول الصاعقة حيث امرنا بضرورة دفع معلوم دخول قيمته ستون دينارا (60 دينارا) بالتمام والكمال وذلك عن كل شخص وفرد من أفراد العائلة... سألته مقاطعة كم يبلغ مقدار المعلوم؟ لأتأكد مما سمعته فرد معقبا «ستون دينارا للشخص الواحد تصوري.. انا ايضا كدت اشك في مداركي السمعية لو لم اسعى للتثبت من التعريفة المطلوبة..» وطبعا حاول المواطن الكريم الاستفسار لعل في الأمر خطا او سوء فهم فهو لم يأت للاقامة ولا للأكل والشرب بل للسباحة وحتى ان رام كما يقول - تناول بيتزا او قارورة ماء معدني فلا يعقل ان يدفع مقابلها هذا المبلغ المشط!! لذا فضل قبل ان يعود ادراجه والتوجه الى شاطئ عمومي «بلوشي» اعلامنا بهول المفاجاة مستفسرا عن مدى شرعية مثل هذه الممارسات واقرار مثل هذه المعاليم المشطة للسماح للحرفاء بالدخول الى النزل متسائلا في استنكار: هل كان علي التحول الى أقرب فرع بنكي لاقتراض مبلغ الدخول او تحرير كمبيالة في الغرض؟ تحرك فوري من جهتنا بادرنا بتبليغ صوته الى الأطراف السياحية المسؤولة مع محاولة طرح الموضوع من زواياه الموسعة لتوضيح خلفيات هذا الاجراء ومبرراته سيما وانه يعتمد كقاعدة تعامل مألوفة ورصد مدى قانونيته والضوابط التي تقنن عملية تحديد هذه المعاليم وماهية الاجراءات والاليات التي تتوفر للمواطن لتبليغ شكواه مباشرة الى اهل الذكر.. للغرض اتصلنا بالادارة المركزية للديوان الوطني للسياحة وقد تفضل السيد قاسم بالحاج صالح مدير المنتوج بالرد على مختلف تساؤلاتنا وبادر في الحين فيما يتعلق بالحالة المعروضة انفا باشعار المندوب الجهوي للسياحة بولاية نابل للتحري في الامر والتنقل على عين المكان للقيام بالتحقيق اللازم وفي وقت وجيز افادنا مدير المنتوج بنتائج التحري موضحا ان النزل الذي قصده المواطن يعتمد نظام الخدمات الشاملة «tout inclus» ومن هذا المنطلق فانه يعرض على غير المقيمين مجموعة خدمات متنوعة تشمل الاكل والشرب والسباحة والتمتع بالانشطة السياحية المتوفرة باستثناء الاقامة او ما يعرف بالسكن لهذا الغرض يخضع الدخول الى النزل لمعلوم محدد تم ضبطه ب60 دينارا للكهول و30 دينارا للاطفال دون 12 سنة وامدنا مصدرنا بنسخة من الاعلام بهذه الارشادات قال «ان ادارة النزل قامت بتعليقها في مكان بارز بمدخل النزل لاطلاع الحرفاء عليها دون الحاجة لاستفسار عون الحراسة» رفع اللبس ولئن يعتبر مثل هذا الاجراء عاديا في توظيف معلوم خدمات على غير المقيمين ومتداول بالقطاع الفندقي حسب ذات المصدر فانه يتعين رفع اللبس القائم في مستوى تعريف هذا المعلوم الذي يتعلق بمقابل الخدمات المقدمة للحريف وليس معلوم دخول للنزل ولئن تعتبر التسمية الاولى شرعية فان الثانية تفتقد لاي وجه قانوني يعترف بهذا لذا يفترض على اصحاب الفنادق تجنب الوقوع في هذا اللبس ووضع التعريف المناسب للمعلوم وتبسيط المعلومة حول نوع الخدمات المعروضة معلوم حر ولكن مهما كانت خدمات الأكل والشرب مفتوحة لرواد النزل من غير المقيمين هل تبررها الاسعار المشطة المقترحة والتي بلغت الستين دينارا كما هو الحال بالنزل الذي قصده المواطن ومن يدري قد ترتفع في نزل اخرى كلما زادت عدد نجومه علما وان التونسي يصطحب عادة عائلته في مثل هذه الزيارات وبالتالي ستكون حتما فاتورة غطسه في المسبح من الوزن الثقيل. الرد الذي تلقيناه يفيد بان المعلوم حر ولا يخضع لاي تحديد ولا وجود لاي تسعيرة موحدة وانما تختلف المعاليم حسب الخدمات المقدمة وكذلك حسب تصنيف النزل.. رقم أخضر على ذمة المواطن وفي معرض آخر من حديثنا مع مدير الجودة أشار الى ان المصالح الجهوية لديوان السياحة تعد 17 مندوبية متواجدة بكل منطقة سياحية تؤمن خدمات مسترسلة على مدار اليوم خلال ذروة الموسم السياحي وذلك بداية من 1 جويلية الى موفى اوت وبامكان اي مواطن توجيه ملاحظاته واقتراحاته وحتى انتقاداته لاي معاملة يتعرض لها الى المندوبية السياحية مرجع النظر وكذلك عبر الرقم الأخضر المركزي 100331 كما ذكر محدثنا برقم اخضر ثان موضوع على ذمة النزل وحرفائها 105403 يصل بينها وبين قاعة عمليات للتدخل في كل ما يتعلق بحوادث تجد في اطار النشاط السياحي من حوادث غرق او سرقة او ما شابه والرقم مفتوح 24 ساعة على 24 ساعة مشددا على ان كل التشكيات التي تصل المصالح المركزية او المندوبيات الجهوية للسياحة تتم معالجتها في الابان كما عرّج على فرق العمل لاعوان الديوانة المتواجدة باهم المطارات التونسية للتدخل لتذليل بعض الاشكاليات الطارئة التي تواجه السياح..