تنظر الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بمدنين الثلاثاء 14 جويلية الجاري في جريمة قتل فظيعة كانت قد أثارت الرأي العام بالجهة ابان وقوعها، تورط فيها 5 شبان أصيلوا ولاية قفصة وكلهم عاطلون عن العمل وجهت لهم تهم قتل نفس بشرية مع سابقية القصد بالنسبة لثلاثة والمشاركة في ذلك لاثنين وهي الجرائم المنصوص عليها وعلى عقاب مرتكبيها بالفصلين 201 و202 من المجلة الجنائية. جثة متعفنة داخل بناية مهجورة في المنطقة السياحية بجربة تفيد الابحاث المجراة في القضية انه تم العثور على جثة آدمية من جنس الذكور عارية تماما ملقاة بحفرة ومغطاة بسعف النخيل وكانت متعفنة وقد عثر باحث البداية على وثائق تخص احد المتهمين، كما عاين آثار دماء عالقة بالحائط براحة المدارج بالباب الشرقي للبناية وفضلات بشرية وعلب جعة وقوارير كحول فارغة وآثار دماء بالطابق الارضي وخصلات شعر آدمي متناثرة بالمدخل الرئيسي للبناية وفي الجهة الجوفية للبناية تم العثور على جثة الهالك وعلى بعد 15 مترا منها حجارة كبيرة ملطخة بالدماء مخفية بالتراب وحجارة ثانية اصغر ملطخة هي الاخرى بالدماء. تنقل الى جربة للبحث عن عمل فقتل هناك وبالتحرير على والد الهالك صرح أن ابنه ذهب الى جربة صحبة المتهمين «ع» و«أ» ومنذ حوالي 20 يوما اتصل بهم هاتفيا ليعلمهم بحاجته الى المال وأنه يبحث عن شغل وبانقطاع اخباره اتصلت به والدته فأجابها المتهمان أنه يعمل ولا يعود الا في ساعة متأخرة، ثم عمد أحدهم الى غلق الهاتف الجوال يوم 26 ماي 2005 وفي وقت لاحق كان على الخط المتهم «ع» الذي أعلمه أن ابنه قد تم ايقافه فكان ان استراب في الأمر وحل بالجزيرة وما لبث أن أعلمته زوجته بالهاتف أن المتهم «ع» قد حل بقفصة يحمل أدباش ابنه ملطخة بالدماء عندها اتصل بالسلط الأمنية. كما حرر باحث البداية على حارس احدى المؤسسات أنه بينما كان يحرس مقر الشركة وفي حدود العاشرة والنصف ليلا أقبل مجموعة من الشبان يناهز عددهم الخمسة قصدوا البناية المهجورة وشاهدهم يتبادلون العنف ويعتدون على أحدهم الذي كان اسمر البشرة وكان نفران يمسكان بالهالك احدهما من رجلة والآخر من رأسه ودخلوا به الى البناية، كما بلغت الى مسامعه ضوضاء بالداخل، مؤكدا أن المعتدى عليه قد جرد من ملابسه. جلسة خمرية فجريمة بشعة ومحاولة الفرار عبر الحدود وباستنطاق المتهمين لدى باحث البداية ولدى قلم التحقيق تبادلوا المسؤولية في قتل الضحية وتراوحت تصريحاتهم بين الاعتراف الجزئي والانكار ويذكر في هذا الاطار أن تصريح أحد المتهمين المدعو «ن» انه باقتراح من المتهم «ث» تحول الى البناية المهجورة للمشاركة في احتساء مادة الكحول اين كان في انتظارهما المتهمون «ع» و«أ» و«و» بمعية الهالك، مبينا أن الهالك قد أعلمهم أن بحوزته مبلغ 20 دينارا ووعدهم بتزويدهم بالجهة غير أنه لم يف بوعده، معترفا بحصول مشادة كلامية بينهما وأكد انهم بينما كانوا في طريقهم عبر المدارج لمغادرة البناية اعتدى جميعهم على الهالك بالضرب واللكم والركل وانزلوه الى الطابق السفلي اين واصلوا اعتداءهم وقد حاول الهالك التخلص منه وهددهم بالتشكي للسلط الأمنية فعادوا الى تعنيفه الى أن فقد توازنه فتعاونوا على نقله خارج البناية وكان يتحرك بصعوبة، مؤكدا أن المتهم «ع» حلق شعر الهالك بواسطة قطعة من الزجاج وفعل المتهم «ث» بالمثل في حين تكفلت البقية بشل حركته، وتأكيده بأن المتهم «ث» عمد الى تجريد الهالك من ثيابه وانتهى الى رمي حجرة كبيرة على رأس الهالك وبالمثل فعل المتهمان «ع» و«أ» وبتأكدهم من مفارقته الحياة تولوا مواراة الجثة بالخندق بواسطة سعف النخيل، وأضاف المتهم أنه انصرف مع المتهم «ث» وتوجها في اليوم الموالي الى مدينة قفصة أين أعلما والدة مرافقه بالجريمة لتمكنهما من المال اللازم للفرار نحو الجزائر غير أنها أعلمت السلط الأمنية وقد تحصنا بالفرار وببلوغه انه محل تفتيش حاول الهروب الى الجزائر غير أنه تم القاء القبض عليه بالنقطة الحديدية. أضرار فادحة والسجن بقية العمر لجميع المتهمين وقد تضمن تقرير الطبيب الشرعي بالمستشفى الجهوي بقابس أن جثة الهالك تحمل علامات متقدمة في التعفن فاسود لونها وتآكلت اعضاؤها وفروة الرأس وتكاثرت اليرقات، وقد أثبت التشريح وجود كسر في مستوى الفك السفلي الأيمن ووجود كسر في مستوى المنطقة الجدارية والصدغية اليسرى للرأس وعدة كسور في مستوى القوس الوجني الأيسر وكسور اخرى بالصدر والحوض والاطراف.. وبإحالة المتهمين على انظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بمدنين حكمت على الخمسة بالسجن بقية العمر في انتظار ما ستراه محكمة الاستئناف. رياض