كيف سيتم التعامل مع من لم يختاروا المنظومة العلاجية العمومية في وقت مازال التفاوض جاريا مع أطباء الاختصاص؟ تونس الصباح ينطلق خلال الايام القريبة القادمة العمل بالمنظومات العلاجية الثلاث، وذلك طبقا لما تم إقراره من تراتيب ومواعيد لبداية نشاطها من قبل الصندوق الوطني للتأمين على المرض. وبداية العمل بالمنظومات
العلاجية الثلاث سيمثل المرحلة الثالثة من إرساء منظومة التأمين على المرض، وهي مرحلة مفصلية وهامة جدا حيث سيتم على قاعدتها تبويب المضمونين الاجتماعيين وتقسيمهم علاجيا على قاعدة اختياراتهم من ناحية، وبناء أيضا على المنظومات التي سيرسمون فيها. لكن وعلى الرغم من هذا الموعد الذي حدده الصندوق بخصوص انطلاق نشاط المنظومات العلاجية، وقربه أيضا، فإن هناك بعض الاشكاليات التي مازالت حاصلة بخصوص الانتهاء من المرحلة الثانية في ارساء المنظومة العلاجية. وهذه الاشكاليات الفنية سوف تعطل انطلاق المرحلة الثالثة في جوانب عديدة. ولعل أبرز ذلك ما يتعلق بحصول المضمونين على بطاقاتهم العلاجية التي لم تصلهم بعد. فكيف سيكون التصرف في هذه الحال؟ نشاط المنظومات مرتبط بوصول البطاقات العلاجية الجديدة إن انطلاق العمل بالمنظومات العلاجية الثلاث في القطاع الصحي مرتبط بمسألة هامة تتمثل في حصول كل المضمونين، حسب اختياراتهم وتوجيههم ايضا للمنظومة العلاجية العمومية أن لم يشاركوا في هذا الاختيار على البطاقات العلاجية الجديدة التي يتولى الصندوق الوطني للتأمين على المرض توزيعها منذ نهاية المرحلة الثانية من ارساء المنظومة. لكن الثابت أن عملية توزيع هذه البطاقات مازال جاريا لحد الآن وأن العديد من المضمونين مازالوا لم يحصلوا بعد على بطاقاتهم. كما أنه وضمن عملية توزيع البطاقات العلاجية، يشار الى أن أعدادا هامة منها جاءت بها أخطاء، أو عادت للصندوق تحت سبب أخطاء في العناوين أوعنوان غير معروف. إن هذه الاشكاليات عطلت توزيع البطاقات العلاجية، وكان من الأجدر أن يتم التوزيع من خلال عناوين المؤسسات التي ينتمي اليها المضمون من ناحية، وتكليف الصناديق الاجتماعية بتوزيع بطاقات المضمونين الذين هم في مرحلة تقاعد. هكذا كان يمكن تجاوز مسألة توزيع البطاقات العلاجية بأيسر السبل وأنجعها، والانتهاء منها بأسرع وقت ممكن، لكن ما حصل لحد الآن من صعوبة في هذا الجانب مازال يتطلب وقتا ربما طويلا للإنتهاء من توزيع البطاقات العلاجية، وهو ما سينعكس بالسلب والتعطيل لانطلاق المرحلة الثالثة القريبة التي ستشرع فيها المنظومات العلاجية في النشاط. الذين لم يختاروا المنظومة العلاجية العمومية طبقا لما جاء في قرارات الصندوق الوطني للتأمين على المرض، فإن انطلاق نشاط المنظومات العلاجية الثلاث سيكون في تاريخ واحد. لكن ماذا تم بخصوص المنظومتين الاخريين غير العمومية باعتبار أن إنطلاق نشاطهما لا يتوقف على اختيارهما من طرف المضمون فحسب، إنما أيضا على إبرام الاتفاق بين الصندوق ومسديي الخدمات في القطاع الخاص، وأساسا أطباء الاختصاص؟ إن جملة ما أشرنا اليه سواء في ما تعلق بالبطاقات العلاجية، أو بإمضاء الاتفاقيات مع القطاع الصحي الخاص وأطباء الاختصاص جوانب أساسية يتوقف عليها دخول المنظومات العلاجية حيز النشاط، لكن يبدو أن جملة الجوانب المشار إليها مازالت تمثل شغلا لدى الصندوق. وهكذا فإن مسالة دخول المرحلة الثالثة من إرساء المنظومة مازال يتطلب مجهودات أخرى، ووقتا أطول. فهل يرجى موعد انطلاق نشاط المنظومات الى وقت لاحق قريب؟