تونس الصباح: ينتظر أن يلتئم مع بدايات شهر سبتمبر القادم مجلس وطني لصندوق التأمين على المرض. ويعتبر التئام المجلس محطة هامة في مسار الصندوق وفي التمشي الخاص بارساء المنظومة العلاجية الجديدة. ولعل الهام في هذا المجلس هو انعقاده لأول مرة منذ انطلاق المنظومة، وإلتئامه بعد مراحل هامة قطعها الصندوق في نشاطاته المتصلة بهذا المشروع الوطني الضخم. فلا شك أن يتولى المجلس تقييم بعض الجوانب بعد استعراض تطوراتها وكذلك رسم المسار القادم وتحديد مراحل ما سيتم انجازه مستقبلا من خطوات. فما هي أبرز المسائل التي ينتظر أن يشملها جدول اعمال المجلس؟ وماذا عن أبرز الاشكاليات التي بقيت عالقة وتتطلب إعادة نظر واتخاذ قرارات جديدة بشأنها؟ تقييم شامل للخطوات المقطوعة وما تخللها من انجازات الأكيد أن المجلس الوطني القادم للصندوق الوطني للتأمين على المرض سيستعرض الانجازات التي تمت لحد الآن صلب المنظومة العلاجية الجديدة، وسيقف حولها بالتحليل والدرس وسينظر في مدى توفق المسار الذي رسمه والانجازات التي تحققت في المنظومة لحد الآن. ونعتقد أنه في هذا الجانب ستتم داخل المجلس جملة من الملاحظات، خاصة ان مسار إرساء المنظومة قد أسال حبرا كثيرا وطرح العديد من المسائل والاستفسارات التي بقيت غامضة ولم ترد بشأنها توضيحات. وفي نظرنا سوف تطرح مسائل هامة وتتخذ بشأنها تدابير وذلك لتجاوز بعض الصعوبات القائمة التي عطلت نوعا ما نشاط الصندوق. وفي هذا المجال يمكن الاشارة الى توزيع البطاقات العلاجية وما نتج عنها من لبس وأخطاء في محتواها، والتي نتج عنها إكتظاظ يومي مازال متواصلا لحد هذه الايام داخل فروع الصندوق، وذلك لاصلاح هذه الاخطاء. كما ينتظر أيضا تعميق النظر في أساليب التعامل مع المواطنين والمؤسسات الصحية بخصوص المنظومة الاعلامية التي يجري ارساؤها، والتي تتصل بجملة الخدمات التي يسديها الصندوق سواء في ما تعلق بملفات استرجاع مصاريف العلاج، أو في ربط الصلة مع المؤسسات الصحية من مصحات وصيدليات ومخابر تحليل وغيرها. ونعتقد أن مسألة ارساء منظومة اعلامية متكاملة تغطي كل الخدمات على اختلاف مشاربها باتت الآن، وبعد المسار الهام الذي قطعته المنظومة مطلوبة أكثر من اللازم، وتقوم عليها كافة الخدمات التي يسديها الصندوق . كما أنها سوف تؤلف بين كل الاطراف المتعاملة في المجال الصحي، وتسهل جملة من المهام أمام الجميع في آداء واضح وسريع وشفاف. غلق بعض الملفات التي مازالت مفتوحة لحد الآن وفي جانب آخر ينتظر أن يتركز عمل المجلس الوطني القادم على بعض الملفات العالقة، والتي مازالت تمثل لحد الآن جذبا الى الوراء في ارساء المنظومة. وأول هذه الملفات على ما نعتقد هي مسالة التفاوض مع اطباء الاختصاص، وابرام اتفاقية شاملة معهم. يشار الى أنه تجري خلال هذه الايام لقاءات مع اطباء الاختصاص عبر نقابتهم وذلك لتذليل ما تبقى من صعوبات. وقد أكدت لنا هذا أطراف طبية معبرة عن نيتها في دفع الحوار مع الصندوق بهدف التقدم باتجاه تجاوز بعض المسائل العالقة. وفي جانب آخر يبدو أن القطاع الصحي الخاص وعلى الرغم من ابرام اتفاقية بين المصحات والصندوق مازالت تتخلله بعض الاشكاليات في مجال تطبيق الاتفاقية على أرض الواقع، حيث مازالت المصحات تتمسك بعدم تقديم ملفات لاسترجاع المصاريف باعتبار أن الاطباء العاملين معها من ذوي الاختصاصات، ولم يبرم قطاعهم بعد اتفاقية مع الصندوق. ولعل آخر ما يتصل بالمواضيع التي ستطرح على المجلس الوطني للصندوق، هو بعض الجوانب المتصلة بآداء التعاونيات في علاقة بالمنظومة. فلئن بادرت كل التعاونيات تقريبا بامضاء اتفاقيات صلب "الكنام "، فإن الذي يطرح داخلها الآن هو الآفاق المستقبلية لها في ظل المنظومة، حيث يدور الحديث حول التقليص من مهامها في علاقة بمنظوريها. ولا شك أن مثل هذه المسألة يتطلب وضوحا كاملا من خلال قوانين واتفاقيات نهائية.