أجمع المشاركون خلال المنتدى السنوي الأول للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية وتحتضن بلادنا نسخته الأولى ويختتم اليوم بعد أن انطلق أمس تحت عنوان « دور الاتصالات والحلول المالية الرقمية في تعزيز الشمول المالي» على أن تكريس الاندماج المالي والشمولية المالية أساسي في المنطقة العربية. وقد حضر المنتدى ممثلون عن العديد من المصاريف العربية وخاصة من تونس حيث حضر ممثلون عن أغلب البنوك التونسية بالإضافة إلى خبراء في المجال. وفي تصريحه ل «الصباح» أفاد محافظ البنكي المركزي مروان العباسي أن آليات الدفع الجديدة ستعطي إمكانيات للعديد من الفئات الهشة حتى تكون لها حسابات بنكية خاصة من خلال الاعتماد على الهاتف الجوال ما سيمكن من تكريس الاندماج المالي والاقتصادي، وكشف عن تنفيذ إستراتيجية للاندماج المالي، أي تمكين المستبعدين من القطاع المصرفي والمالي من الوصول إلى الخدمات المالية والانتفاع بمزاياها، تمتد من 2018 إلى 2022 تتضمن العديد من المحاور أهمها تحقيق الاندماج عبر التثقيف المالي شريطة أن يتمكن البنك المركزي من التكنولوجيا الأساسية الرقمية لإنجاح هذه المهمة. 3 بالمائة فقط استعمال الخدمات الرقمية وأشار محافظ البنك المركزي إلى أن استعمال الخدمات المالية الرقمية ضعيف جدا في بلادنا إذ لا يتجاوز 3 بالمائة وذلك وفق الاستبيان الذي قام به البنك خلال 2018 حول أوضاع الوصول للتمويل والخدمات المالية في ضبط وتنفيذ إستراتيجية الشمول المالي وذلك بهدف قياس مستوى الشمول المالي بالنسبة للأشخاص والمؤسسات الصغرى، وأضاف أن 9 بالمائة فقط من التونسيين الذين تبلغ أعمارهم 18 سنة فما فوق حرفاء نشطون أي يسجلون شهريا ما لا يقل عن 3 معاملات لدى المؤسسات المالية الرسمية وأن 17 بالمائة من التونسيين يستعملون الخدمات المالية. وأضاف العباسي أن الشمول المالي بات محور اهتمام العديد من الحكومات والسلطات في مقدمتها البنوك المركزية نظرا لوجود علاقة وثيقة بين الشمول المالي والاستقرار المالي والنمو الاقتصادي، مبرزا أن الدور الأهم للبنوك المركزية يتمثل في تطوير التشريعات والبنية التحتية التي من شانها تحديد ووضع الضوابط والمحفزات. وقدم محافظ البنك المركزي إستراتيجية تطوير النفاذ للقطاع المالي التي تم وضعها بالتعاون مع وزارة المالية والتي مكنت من إحداث منتجات وخدمات مالية تتماشى وحاجياتهم مما سيمكن من الحد من التفاوت الجهوي ودفع عجلة الاستثمار بإحداث مواطن شغل جديدة، وتتضمن الإستراتيجية 6 محاور أساسية أهمها التمويل الرقمي والتأمين الصغير والتثقيف المالي والاقتصاد الاجتماعي والتضامني وإعادة تمويل مؤسسات التمويل الصغير والتقييم الاجتماعي والاقتصادي. تطوير حذر ومن جانبه أفاد وسام حسن فتوح الأمين العام لاتحاد المصارف العربية «الصباح» أن التطور التكنولوجي الحاصل مكن من ثورة اتصالات وتطوير التقنيات المالية والمصرفية ما يمكن من تحقيق الشمول المالي أو الاندماج المالي للمناطق النائية وللطبقات الهشة من خلال توفير خدمات مصرفية تتماشى مع احتياجاتهم بهدف محاربة الفقر والبطالة. وأبرز أن اختيار تونس لاحتضان النسخة الأولى من المنتدى جاء نتيجة لما تتمتع به من إرادة للتطوير والنهوض بالقطاع المصرفي وأيضا بكل الفئات الاجتماعية خاصة الهشة منها، وضيفا أن العديد من الخبراء سيتدارسون مسألة الشمول المالي وأيضا المخاطر التي قد تنجم عنه لا سيما تلك المتعلقة بتمويل الإرهاب وتبييض الأموال ما يحتم على المصارف العربية وخاصة البنوك المركزية أن تضع مقاربة صارمة تقوم من جهة على التثقيف والتطوير والاندماج المالي ومن جهة أخرى على تطوير الرقابة من تقليدية إلى مصرفية أكثر تطورا لمراقبة كل العمليات المالية الالكترونية. التخلص من التداول نقدا ومن جانبه أفاد وزير تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي أنور معروف أن الوزارة تعكف على تكريس ثقافة استعمال الوسائل والقنوات الرقمية والعمل على الاندماج المالي بهدف التقليص من التداول نقدا، واقترح في ذات السياق إحداث برنامج وطني للتثقيف لتغيير سلوك المواطنين عبر مرافقتهم نحو مزيد الاندماج المالي. كما عبر عن دعمه المطلق لأشغال المنتدى داعيا إلى تكريس إستراتيجية إقليمية مشتركة للتحول والتطور الرقمي تمكن من تحقيق الاندماج المالي بهدف مواكبة التطورات العالمية في المجال. آلية جديدة للدفع عبر الهاتف الجوال أحمد كرم رئيس الجمعية المهنية التونسية للبنوك والمؤسسات المالية واصل في ذات الصدد أن التكنولوجيا فتحت أبوابا جديدة للقطاع المصرفي من خلال تحقيق الشمولية البنكية والاندماج البنكي حتى تشمل العمليات البنكية بمختلف فروعها كل فئات الشعب لاسيما وأن الهاتف الجوال قد بات وسيلة ناجعة للاندماج المصرفي والمالي. وكشف عن تركيز آلية جديدة للدفع عبر الهاتف الجوال سيتم تركيزها في غضون 4 أشهر ستمكن التونسيين من القيام بشراءاتهم عبر الهاتف الجوال ضمانا للسلامة المعلوماتية وسهولة الاندماج المالي. حنان قيراط