كان يا ما كان في حاضر العصر والأوان مواطن ياسر «غلبان» إسمه عبد «الفقير» دائما تحت الحيط يسير.. ويطلب السرّ من العلّي القدير.. وكان له مجريشة من الأولاد.. وزوجة من النّار تقاد.. هرّأته بطلباتها.. وكثرة مشترياتها.. حتى بقبقته بالديون.. حتى كاد يصل الى حدّ الجنون.. فقال لها في يوم من الأيّام: إسمعي يامدام.. لقد عيل صبري وضاق صدري. فاعذري حالي وقلّة مالي فأنا يا بنت الناس زوّالي.. فأجابته وقد إحمرّت عيناها وكشّرت عن أنيابها إلى منتهاها: إسمع يا متعوس.. لماذا تتزوّج إذا لم يكن عندك فلوس..؟ ألم تقل لي أيام الخطوبة.. سأغرقك بالسعادة يا محبوبة.. وسأدخلك الجنّة.. وأفرش طريقك بالورد والحنّة؟.. وسيكون مصروفك مليون.. وعيش بالمنى يا كمّون.. وها أنت تعيّشني على المقرونة.. وخبز الملاوي مع الطّابونة.. ولكن ماذا أقول؟ إنّ سعدي معك مكبوب.. وهذا هو المكتوب.. فأحمد ربّك أنّي بك رضيت.. وياليتني ما فعلت ياليت.. لقد كنت أستطيع ان أتعرّف على مدير... يعيشني في الخير والخمير.. ولا أتزوّج من واحد محتحت فقير.. لا يكسب حتى منزل.. ولازين يهبّل.. ولا عينين تذبّل.. فلولاي لظللت الى الآن ببّاص.. لم تذق لولاي فرحة الأعراس.. فأجابها المواطن الغلبان وقد فلقط قلبه من الأحزان: ماذا تظنين نفسك.. مادونا؟.. لا شك أنّك مجنونة.. او لعلّك نسيت كيف ورائي جريت.. حتى حفيت.. ووعدتيني بحياة كلّها حنان.. فقضيتها أجري وراء الكيران.. فلولاك لكنت أخذت للاّت للاّتك.. ولظللت أنت عانس.. ولم أصبح من جرّتك فالس.. فأحمدي ربّك أنّني بعد العرس والصالة.. لم تجدي نفسك في قصر العدالة.. أو أنك معلّقة.. لا معرّسة لا مطلّقة.. وهنا بدأ الصياح والنوّاح.. وعمّ جميع الأركان.. واتلّمت الجيران... هذا يحزّ.. والاخر يدزّ.. وهذه تصيح صلّوا على النبيّ راو بيناتكم بيبي.. واشتبكت الأيادي.. كلّ يصيح وكلّ ينادي.. من الزوج كفّ.. ومن الزوجة. على وجهك «تفّ» وأخذ الدّم يركز.. حتى وصلت أصداؤه الى المركز.. فأخذ الجميع الى التحقيق.. بعد ان شاح منهم الرّيق وبات الجميع في دار خالتهم.. وناموا في ضيافتهم.. وقد كانت هذه ليلة عادية من ليالي السعادة الزوجية. الصمعي للتعليق على هذا الموضوع: