الجلسة المحمودية التي تمت تحت قبة المجلس التأسيسي أم القباب في مساء جمعة المساءلة عن قارئة الفنجان الجعفري و«جمعة لائحة اللوم» وإن كان اللوم بعد القضاء بدعة كالابداع في تونس كانت عرسين في عرس واحد في الكازينو البغدادي بباردو وفي كل عرس «طبال ومعرس لولدو» وكان بلبل الرئاسة وحمامة النهضة و«بومزيّن» المعارضة في طليعة الحضور، وكان كل «طير» يغني (يبارك في ترابك يا تونس) و«جناحو يرد عليه (قداش ادّلل وتجيب) الى أن عمت الدوخة على الشطاحين فما كان من كل طائر من الطيور الثلاثة إلا أن غنى (على خالي قالو هبل باع النقاة وكمّل الجمل) وكان جناحه يرد عليه (ان شاء ا& يبيع الكل في الكل) ربما لتشغيل أصحاب الشهائد العليا خاصة وأن الراغبين في الشراء «شادين الصف» من الشرق والغرب. على كل كانت في العرسين الزغاريد أكثر من الكسكسي وتلك من شيم كل «طبال معرّس لولدو».
وكان العرس الأول على الآنسة «شرعية» بنت الغالب الأكثري التي يتهمها قوم بني صفر بن فاصل بن واحد بأنها فاقدة لعذريتها من جراء اجبارها على ممارسة القفز بأنواعه الثلاثة الطويل والعالي وبالزانة على كل الخطوط الحمراء استعدادا للألعاب الانتخابية القادمة.
فيما كان العرس على الآنسة «ديمقراطية» بنت الناخب المنسي التي يتهمها بنو الأغلب الأكثري بأنها لعوب ولا تستقر على حال اليوم عند ولد «الطبّال» وقد تصبح غدا عند ولد الزكّار وكان من المفروض ان تمتد أيادي كل الحضور الى الحناء. ولكن ما إن تحلّت «جعفرية» و«محرزية» من الاحترازات بين «العرّاسة» تحت أم القباب حتى تكتفت كل الأيادي ولم تبق الا يد واحدة «ممدودة للحنة» هي يد سيادة رئيس الجمهورية المؤقت ربما استجابة لمن قال له «مد ايدك نحني لك» ويبقى سر الحناء هل هي طرابلسية أم قابسية عند «الحارزة» ولكن ما هو معلوم هو ان الحناء يزداد سوادها قتامة كلما كانت اليد نظيفة بيضاء ساخنة وهل ثمة يد انظف وأبيض وأسخن من يد الرئيس خاصة وانها تستمد حرارتها من «شوفاج» الدستور الصغير. وبالسياسة تفرق «العرّاسة» على أمل اللقاء قريبا في عرس الآنسة «استقلالية» في كازينو البنك المركزي وانها لأعراس حتى الطلاق.