أثار حوار الرئيس المدير العام لشركة الخطوط التونسية إلياس المنكبي مع «الصباح الأسبوعي» في عددها السابق، في ما يتعلق بتصريحه بأنّ تقرير المنظمة الأوربية لسلامة الملاحة الجوية يؤكد سلامة طائرات الشركة انتقادات النائب عماد الدايمي الذي نفى ذلك مُشيرا إلى أنّ التقرير لا يؤكد سلامة طائرات الشركة بل انه أمهلها للتقليص في عدد الإخلالات الموجودة في الطائرات.. ومؤشر «معدل عدد الإخلالات في كل تفقد» الذي يرصد خلال عملية التفقد من قبل فريق مفتشي SAFA للطائرات الأجنبية التي تتوقف بالمطارات الأوربية»، وفق قوله. كما قال الدايمي إن «المؤشر للطائرات التونسية مازال في ارتفاع وبعيدا عن المستوى الأعلى المحدد ما يعني أن الشركة مازالت في منطقة الخطر وتظل مهددة بالإدراج بالقائمة الأوروبية السوداء بعد انتهاء المهلة بدون أي إنذار ثان». وردّا على هذا التعليق، تحدث المدير العام المساعد الفني العملياتي بشركة الخطوط التونسية شهاب بن أحمد مع «الصباح الأسبوعي» الذي أكّد أنّ تقرير المنظمة لم يُشكك في سلامة طائرات الشركة. وأوضح بن احمد أنّ عملية المراقبة من قبل المنظمة دورية، مُضيفا أنه بتحول وفد من الشركة إلى مقر المنظمة والاستفسار حول عدة مسائل تم تصنيف الشركة ضمن الصنف الثاني مع تقديم 4 ملاحظات عادية تهم إعداد الوثائق الخاصة بالصيانة والذي توجد به أغلب شركات الطيران العالمية بعد أن تم التأكّد من سلامة الطيران ووجود منظومة قادرة على التثبت من السلامة. وأشار بن احمد إلى أنّ «الشركة تلقت من المنظمة 14 ألفا و700 سؤال قبل تحول فريق من الناقلة الوطنية إلى ألمانيا وذلك بغاية التثبت من منظومة التي تهم سلامة الطيران وقد تمت الإجابة على جميع الأسئلة وفي التوقيت المحدد». وأكّد بن أحمد أنه «لو كان هنالك أيّ أمر قد يثير مخاوف حول سلامة الطائرات لطلبت المنظمة أن يتحوّل مرة أخرى فريق من الشركة إلى ألمانيا بعد مدة»، قائلا إنّ المنظمة رغبت في التأكد من قدرة منظومة الشركة على كتشف أي خلل قد يطرأ، وهو ما تأكّدت منه بالفعل. وفي نفس الإطار، أفاد بن أحمد أنّ المنظمة ستقوم بمُضاعفة عمليات المراقبة بالنسبة لطائرات الشركة. مؤشر "الملاحة" وبخصوص «مؤشر الملاحة» أو ما وصفه الدائمي ب»مؤشر معدل عدد الإخلالات في كل تفقد» والتشكيك فيه، قال بن احمد إنه يقدر بحوالي 2.73 ، وإنّه مازال مُرتفعا غير أن الشركة تعمل من أجل تقليصه بهدف بلوغ 2»، مُضيفا: «لسنا راضين بالمؤشر.. ولكنه لا يمس من سلامة الطائرات.. وهذه تراكمات منذ 2016 من نظافة المقاعد ووضعية الطائرة..». وأضاف بن أحمد: «تمت ملاحظة تغير في المؤشرات من قبل المنظمة في سبتمبر 2018 غير ان الشركة لاحظت ذلك في 2017 وقد وضعت برنامج عمل بإمكانيات ذاتية لتحسين وضعية الطائرات من حيث النظافة والتجهيزات». ومن جهة أخرى، وصف بن أحمد الوضعية المالية للشركة ب»الحرجة»، قائلا إنّ «الوضعية المالية كانت دائما العائق أمام الشركة لتحسين وضعية الطائرات أضف إلى ذلك تعقيدات إجراء الصفقات العمومية والقيام بالاقتناءات». سلامة الطائرات خط أحمر وفي ردّه على ما اعتبره حملات تشكيك في سلامة طائرات الناقلة الوطنية، أكّد بن أحمد أنّ سلامة الطائرات خط أحمر والتشكيك فيه غير مسموح، مُضيفا أنه يتم تتبع الطائرات وسلامتها وكل ما يتعلق بالمسائل الفنية والتقنية وفق تجهيزات معدة في الغرض ومع التعويل على العنصر البشري للشركة من فنيي الشركة وعملة الأرض والطيارين ومختلف الإطارات وكلّ من له صلة بالعمليات الفنّية والتقنية، رغم الظروف الصعبة وقلة إمكانيات الشركة خاصة المادية منها. وعن مدى احترام الحد الأدنى المسموح به في عدد تجهيزات الملاحة للسماح للطائرة بالتحليق MEL»»، قال إنه تمّ التقليص في عدد التجهيزات لتكون في ما بين 3 و4 وهو المؤشر العالمي المعمول به بالنسبة لكل طائرة». الأسطول وعن أسطول الشركة حاليا، أفاد بن أحمد أنّ للشركة 28 طائرة متحصلة على ترخيص من قبل ديوان الطيران المدني والمطارات، 18 منها فقط تشتغل و3 بصدد الإصلاح إحداها متوقفة عن العمل منذ 9 أشهر على أن تعود للجولان في الأيام القليلة القادمة، و7مُعطلة. كما قال إنّ «هنالك طائرة من نوع A319 كان سيتم إصلاحها بالخارج بما قدره 2 مليون دينار ولفترة حددت ب35 يوما غير أن فنيي الشركة تمكنوا من القيام بذلك في مدة لم تتجاوز 3 أسابيع وبأقل ما يمكن من التكاليف وقد تعهدوا بالإصلاح دون أن يؤثر ذلك على برنامج عملهم اليومي وهو ما يحسب لفنيي الشركة»، وفق تعبيره. عبير الطرابلسي