من العروض الناجحة جماهيريا وماديا في السنوات الأخيرة بمهرجان بنزرت الدولي عرض "الزيارة" لسامي اللجمي ، وهو ما استدعى برمجة سهرتين اضافيتين له في الدورة الماضية . هذا العرض سيؤثث سهرة الليلة بالدورة 37 لهذا المهرجان، ومن المنتظر أن يشهد إقبالا جماهيريا قياسيا بعدما أصبح له رصيد قار من العشاق من مختلف أنحاء الولاية، إضافة إلى الوافدين على بنزرت من سائر الولايات الأخرى . وتأمل إدارة المهرجان أن تكون المداخيل في مستوى الانتظارات وهو ما سيمكن من الإيفاء بالالتزامات العاجلة إزاء المتعهدين والفنانين. الافتتاح بنغم من كل ولاية وكانت فرقة محمد علي كمون قد أثثت سهرة الافتتاح يوم الجمعة الماضي بعرض فني واكبه حوالي خمسة الاف متفرج ،حمل عنوان "24 عطرا" وهو اسم على مسمى ؛ بما أنه أخذ من كل ولاية بطرف من ارثها الغنائي، وقدمته الفرقة التي بلغ عدد أفرادها الثلاثين بين عازفين ومنشدين ومرددين، وكان النصيب الأوفر لولاية بنزرت التي خصها المايسترو بعدد من اللوحات الغنائية والموسيقية وسط العرض، وأعادها قبيل الأختام. البداية كانت بوصلة من المالوف تكريما للشيخ خميس ترنان، ثم تتالت اللوحات تعرض ألوانا موسيقية تفردت بها كل جهة من جهات البلاد ،وقد جعل المايسترو بنزرت التي شارك عدد من فنانيها في أداء لوحاتها الفنية على غرار عازف الناي لسعد العمري والجراينية درة الشيخ واسطة العقد في هذا الطبق الموسيقي الرائع . البداية كانت مع صيحة مهداة إلى روح المرحومة الخالة بهيجة المحبة رقم 1 للنادي البنزرتي، "أووو، أووو سي آ بي" قال عنها محمد علي كمون إنها تعزف لأول مرة أمام الجمهور ، ثم تتالت الأغاني التراثية البنزرتية مثل "بابا سالم " و"اعلامها يا لقيمة " و"يا محمد في حرمتك يا محمد " و"مولى الصفصاف عبد الواحد " والتي تفاعل معها الجمهور رقصا وترديدا وتصفيقا. حصاد الاجتهاد وفي حديثه إلى الإعلام أكد محمد علي كمون سعادته بنجاح العرض الذي ذكره حسب قوله بعرض قرطاج ، مبينا أن هذا النجاح هو ثمرة مجهود جبار وشقاء وتعب ، لأن الأعداد له لا يقتصر على الجانب الموسيقي بل بإعداد إلى جوانب أخرى تقنية ولوجستية وجب الاهتمام بها في أدق تفاصيلها. وأضاف محمد علي كمون أن العرض سيقام بمهرجانات أخرى مثل نابل وصفاقس وجربة وزغوان... إضافة إلى محطة دولية وهي الأولمبيا خلال شهر سبتمبر القادم. تونس عصية على أعدائها في "ولد شكون" أما سهرة أمس الأول السبت التي واكبها حوالي الفي مشاهد ، فقد أثثتها الممثلة جميلة الشيحي بمسرحية ألوان مان شو " ولد شكون" ، وهي مسرحية نقدية في أسلوب هزلي جريء، نال أداء الممثلة فيه إعجاب الحاضرين، وإن كانت الجرأة الحادة نسبيا في الإيحاءات الجنسية قد دفعت بعض الأسر إلى المغادرة قبيل انتهاء العرض. تناول النص وضع البلاد السياسي والاجتماعي ، واستحضر بعض القضايا المؤلمة كالارهاب وختان الإناث والمخدرات ، وشاحنات الموت و"الكردونة" وانتقد مختلف التيارات والاديولوجيات التي مزقت البلاد، ورهنت الاقتصاد ، وأغرقت الجيل القادم ،والذي يمثله الجنين الذي تحمله الممثلة، في ديون ما أنزل بها الله من سلطان . تونس عصية على المتآمرين عليها وفي حديثها إلى الإعلام أكدت الممثلة جميلة الشيحي أنها لم تسع وراء"الوان وان شو" ، وأنها لو كان ذلك هدفها لاستغلت فرصة النجاح الكبير لمسلسل "شوفلي حل " ، ولكن النص والشخصية فرضا هذا النوع من المسرح ؛ فهو لذلك اختيار فني ومسرحي ، وأنها سعيدة بنجاح العرض ببنزرت ، لأنه.يبعث بىسالة اطمئنان بالنسبة إلى المواعيد القادمة . وأوضحت كذلك أنه رغم مظاهر القتامة التي تعكس الواقع المرير للبلاد فان الأمل يبقى سيد الموقف ، وأن التفاؤل بالغد الافضل هو حجر الزاوية في هذا العمل المسرحي ، ويتجسد ذلك في خاتمة المسرحية من خلال صحكة الطفل ، والايمان بدور المرأة في التغيير الايجابي بانتعالها فردتي حذاء مختلفتين :الكعبالعالي تجسيدا لانوثتها وقيامها بمختلف أدوارها الأسرية، و"البرودكان" تاكيدا لدورها النضالي، ووقوفها الى جانب الرجل عندما يجب ذلك ، وهو ما يجعل تونس عصية على من يريد بها شرا . صورة معبرة جدا ختمت المسرحية تذكر بأبيات شعرية للشاعرة الفلسطينية الراحلة فدوى طوقان "هذه الأرض امراة في الأخاديد وفي الأرحام سر الخصب واحد قوة السر التي تنبت نخلا وسنابل تنبت الشعب المقاتل "