كشفت الجامعة التونسية لكرة القدم ليلة أمس عن القائمة الجديد للمنتخب الوطني والتي ستخوض وديتي موريتانيا يوم 6 سبتمبر والكوت ديفوار يوم 10 سبتمبر القادم. وككل مرة حظيت القائمة بسيل كبير من التعليقات بين مهلّل لعودة بعض الوجوه على غرار معلول والنقاز ودعوة وجوه جديدة على غرار مهاجم جوفنتوس حمزة رفيعة، وبين منتقد لغياب بعض العناصر على غرار مهاجم العربي القطري حمدي الحرباوي وخاصة مدافع قيصري سبور التركي أيمن عبد النور الذي وفق في ظرف وجيز في أن يصبح محل حديث الصحافة التركية التي صنفتها من بين أفضل المدافعين في الدوري، الذي تواصل تجاهله لأسباب بات تثير كثيرا من الشكوك والريبة. الأطر الفنيّة السابقة كانت تبرّر استبعاد اللاعب بغياب نسق المباريات لديه، وهي تعلّة واهية بما أن حرمان عبد النور من المشاركة في مونديال روسيا والذي ساهم في الترشح إليه وعن "كان" مصر، تزامن مع توجيه الدعوة لعناصر لم تملك وقتها فريقا تنشط فيها، ولكن هذه التعلّة بات من الماضي في الوقت الحالي بما أن المدافع السابق لفالنسيا استعاد في الفترة الأخيرة نكهة اللعب وأثبت في المباريات التي خاضها مع فريقه الجديد أنه أكثر جاهزية من بعض العناصر التي تم توجيه الدعوة إليها على غرار رامي البدوي، وبالتالي فإن قرار عدم توجيه الدعوة إليه هذه المرّة والذي لم يتخذه على ما يبدو منذر الكبير المدرب الجديد بما انه لم يجد الوقت الكافي لتشكيل القائمة، لم يكن لأسباب فنيّة وإنما لأسباب أخرى ترفض الجامعة الكشف عنها ولكنها باتت معلومة لدى الجميع بما أن السلوك الاحترافي للاعب وعدم تقديمه لطقوس الولاء للمتحكمين في المنتخب لا يتماشى مع طبيعة النظام الذي يساس به المنتخب منذ فترة والذي تسبب في خيبات متتالية للعناصر الوطنية. قد نجد للجامعة اعذارا في استبعاد حمدي الحرباوي الذي أكد عدم رغبته في اللعب للمنتخب، كما نتفهم قرارها في غلق المفاوضات مع أكثر من اسم بعد أن تكبروا على المنتخب على غرار وسام بن يدر، ولكن الاعذار تنتفي في وضعية عبد النور بما أن الأرقام تدافع عنه وتضعه على رأس أفضل المحترفين التونسيين، كما أن سلوكه واحترامه لزملائه وتشجيعه المتواصل للمنتخب رغم التهميش والمظالم التي تعرض لها تؤكد أن اللاعب لا يشكل مشكلا أو خطرا على نقاوة الأجواء في حجرة ملابس النسور وانما تبرز بوضوح أن هناك جبهة معارضة تعمل على استبعاده من المنتخب بكل الطرق لفتح المجال لعناصر لم تكن تحلم بتمثيل المنتخب الذي بات في هذه الأيام في متناول لاعبين بلا جمعيات كما هو الحال للحارس معز حسن الذي تنسبه الجامعة لنادي نيس رغم نهاية عقده منذ جوان الماضي وللاعبين هواة على غرار سليم الخليفي وعمر يونس العيوني والذي يجب علينا أن نجتهد كثيرا في موسوعة "غوغل" لنجد لهم أثرا في تاريخ كرة القدم. وديع الجريء رئيس الجامعة أكد في كل الندوات السابقة التي برز فيها لتقديم المدربين الوطنيين أن باب المنتخب يبقى مفتوحا أمام الجميع وأنه لا توجد قرارات ادارية تمنع أحدهم من التواجد فيه، ولكننا نقف في كل مرّة على عدم صحة هذا الكلام ووضعية الحرباوي وعبد النور خير دليل على ما نقول، وكل ما تأمله الجماهير التونسية، ان تغيب لعبة الكواليس ومنح الهدايا في المنتخب وأن ينجح منذر الكبير في اعادة العدالة الكروية حتى لا نخسر مزيدا من المواهب عيبها الوحيد أنها لا تجيد فن "التطبيل" والتبندير".