تونس الصياح نظرا لما يحصل من تغيرات وتقلبات مناخية وتجسيما لنظرة استشرافية للتأكد من تأثير هذه التغيرات على المنظومة التنموية والبيئية في العالم وتونس تم خلال الفترة الاخيرة انجاز دراسة حول مدى تأثير هذه العوامل على الفلاحة والموارد الطبيعية بشكل عام. فما هي ابرز الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة على المدى القريب والبعيد؟ وماذا عن اهم الاجراءات المتخذة للتوقي من العوامل المنتظر بروزها خلال العشرية القادمة؟ ابرز مظاهرالتغيرات المنتظرة حسب الدراسة ابرزت الدراسة الفلاحية التي تم الانتهاء من اعدادها مؤخرا انه من المتوقع ان تشهد معدلات الحرارة ارتفاعا من 0.8 الى 1.3 درجة سنة 2020 ومن 1.6 الى 2.7 درجة خلال سنة 2050 مقارنة بالفترة المرجعية 19611990. كما ينتظر انخفاض معدلات الامطار السنوية خصوصا بمناطق الوسط والجنوب بنسبة تتراوح بين 5% و10% في حدود 2020 ومن بين 10%،29% في حدود 2050. وبناء على هذه التوقعات توصلت الدراسة الى اقتراح استراتيجية تأقلم تتضمن بالخصوص ارساء نظام انذار مناخي مبتكر ودعم برامج التصرف في الموارد المائية وتطوير الآليات المؤسساتية والمالية والبحث العلمي ومنظومة الأمين والتنسيق بين مختلف القطاعات. المناخ والتأثيرات على الشريط الساحلي ووقعت الاشارة خلال التعريف بما توصلت اليه الدراسة المشار اليها حاليا والتي وقع التركيز فيها على البعد التنموي والفلاحي على وجه الخصوص الى ان دراسة ثانية قد انطلقت وهي تتصل بالتغيرات المناخية وتأثيراتها على الشريط الساحلي. واعتبارا لأهمية حماية الشريط الساحلي فقد تم الشروع في اعداد دراسة لانجاز مخطط لتقليص تأثيرات ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن تغير المناخ على الشريط الساحلي. وقد جاء في النتائج الاولية لهذه الدراسة ما يلي: ان فرضية ارتفاع مستوى سطح البحر ب50 سنتيمترا في حدود سنة 2100 يمكن ان تتسبب في تقدم البحر على حساب اليابسة، خاصة بالاراضي الساحلية شديدة الانخفاض، على غرار بعض المناطق الرطبة (السباخ، البحيرات والاودية والجزر). وقد تم تشخيص هذه التأثيرات بالخصوص بدلتا وادي مجردة ومجموعات السباخ الساحلية بالوطن القبلي وخلجان تونس والحمامات وقابس وجزيرتي جربة وقرقنة. وتبرز الدراسة اهمية القيام بأشغال لحماية الشريط الساحلي من الانجراف البحري لحماية المنشآت الاقتصادية من فلاحة وسياحة وغيرها.. وبناء على هذا تم اعداد برنامج وطني لحماية الشواطئ من الانجراف يشمل حوالي 100 كلم، وضبط المخطط الحادي عشر للتنمية ورصد اعتماد قدره 23 مليون دينار لانجاز الاشغال التي تمتد على 40كلم وتغطي 6 مناطق وذلك باستعمال الطرق اللينة لتغذية الشواطئ بالرمال. تهيئة سبخة بن غياضة بالمهدية وفي اطار نفس التمشي يقع الاهتمام بسبخة بن غياضة بالمهدية كمشروع رئاسي ذي اهمية اولى. ويتمثل هذا المشروع في تهيئة ضفاف البحيرة واحداث منطقة متعددة الأنشطة ومناطق خضراء على مساحة 60 هكتارا (مرحلة اولى) واحداث بحيرة اصطناعية وميناء ترفيهي على مساحة 27 هك (مرحلة ثانية) وذلك بكلفة جملية تناهز 72م.د. وقد علمنا انه تم الشروع في انجاز أشغال تهيئة واستصلاح وتثمين سبخة بن غياضة بالمهدية (المرحلة الاولى) بداية من شهر فيفري الفارط على ان تنتهي الاشغال خلال ماي 2008. اما بالنسبة للمرحلة الثانية المشار اليها فقد تمت برمجتها ضمن المشاريع الكبرى.