أفاد وزير التجارة عمر الباهي في تصريح خص به «الصباح» أمس بان دخول تونس إلى السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا «الكوميسا» سيكون مطلع شهر ديسمبر المقبل بعد مصادقة مجلس وزراء التجارة للدول الأعضاء المزمع عقده في شهر نوفمبر على العرض الذي تعكف على إعداده حاليا لجنة وطنية برئاسة وزير التجارة وبمشاركة كل الوزارات المتدخلة في المشروع، إلى جانب عدد من ممثلي القطاع الخاص على أن يكون جاهزا بعد أسبوعين. وأوضح الوزير في ذات التصريح أن العرض سيشمل قائمة من المنتوجات الفلاحية والمحولة والصناعية التي ستستفيد من الإعفاء من الرسوم الجمركية بمجرد الموافقة عليها وسيقع إرسالها إلى "الكوميسا" في لوساكا بزمبيا، مشيرا إلى أن اللجنة أعدت كذلك قائمات أخرى سيتم إدخالها في السوق المشتركة تباعا في مرحلة موالية. كما بين الوزير أن كل هذه الترتيبات بهدف استكمال عملية الدخول فعليا لل «كوميسا» في الأيام القليلة القادمة، باعتبار أن المشروع تم رسميا منذ شهر مارس من السنة الجارية بعد أن صادق عليه مجلس نواب الشعب في مرحلة أولى وأمضى على ملحق وثائق المشروع رئيس الجمهورية في مرحلة ثانية وتم إرساله إلى الجهات المعنية. وحول الصعوبات التي تواجه بلادنا في ما يتعلق باللوجيستك على مستوى النقل بالخصوص، أكد الوزير أنه بمجرد الدخول الفعلي في عملية التبادل التجاري بين تونس والبلدان الإفريقية ستذلل الكثير من هذه الصعوبات، مبينا أن الحكومة ستعمل على تذليل كل المشاكل التي من شانها إعاقة هذه الشراكة الجديدة مع بلدان افريقية، في حين تبقى بقية المشاكل على غرار نقص تواجد البنوك في بلدان القارة ونقص عدد الخطوط الجوية باتجاه هذه البلدان تتطلب وقتا لتسويتها. حسب تعبيره. وأكد الوزير أن تونس لها قدرة تنافسية هامة تمنحها ثقة البلدان الإفريقية التي ستدخل معها في تبادل تجاري، مشيرا في ذات السياق إلى أهمية انضمام بلادنا إلى هذه السوق الكبيرة التي تضم 21 دولة وأكثر من 560 مليون مستهلك، فضلا عن إمكانية النفاذ إلى أسواق جديدة عبر الكوميسا وإبرام اتفاقيات شراكة ثلاثية.. وأشار الوزير في ذات التصريح إلى أهمية زيارة الأمينة العامة للكوميسا، تشيلشي كابويبوي، لأول مرة إلى بلادنا خاصة أنها كانت زيارة مدعمة بجملة من اللقاءات بين عدد من مسؤولي الحكومة وممثلين عن القطاع الخاص، كما تم خلالها عرض كل الفرص المتاحة لبلادنا لاكتساح السوق الكبرى «كوميسا» في القارة السمراء. وفي سياق متصل، أفاد وزير التجارة بان انضمام تونس إلى «الكوميسا» سيقلص من تكاليف التصدير إلى الأسواق الإفريقية بفضل التخفيض في الأداءات الديوانية الموظفة على الصادرات التونسية بما يناهز ال15 بالمائة بعد أن كانت تصل إلى حدود ال35 بالمائة، مشيرا إلى إمكانية مزيد التقليص في هذه النسبة بعد التفاوض مع الدول الأعضاء بالكوميسا من اجل تمتيع المصدرين التونسيين بحوافز وامتيازات أكثر. كما أضاف الباهي أن القطاع الخاص سيكون له الدور الفعال في تطوير هذه السوق المشتركة في العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية على غرار الخدمات والسلع بمختلف أصنافها وأبرزها الفلاحية والصناعية، مشيرا إلى أهمية السوق الإفريقية باعتبارها قوة اقتصادية تستحوذ على ما يناهز ال560 مليون مستهلك . وتعد اتفاقية السوق المشتركة لدول الشرق والجنوب الأفريقي " الكوميسا" من أهم الأسواق العالمية باعتبارها تهدف إلى إلغاء كافة القيود التجارية بين الدول الأعضاء تمهيدًا لإنشاء وحدة اقتصادية للمنطقة مما يخدم تحقيق هدف الوحدة الأفريقية وقد تمّ إنشاء "الكوميسا" في ديسمبر عام 1994 خلفًا لمنطقة التجارة التفضيلية التي بدأت في عام 1981، وتستضيف العاصمة الزمبية لوساكا مقر سكرتارية "الكوميسا" التي تضم في عضويتها عشرين دولة منها مصر ، والسودان ، وإريتريا ، وإثيوبيا ورواندا ، وجزرالقمر ، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ، وكينيا ، ومدغشقر ، ومالاوى ، وموريشيوس ، وناميبا ، وأوغندا، وسوازيلاند ، وزامبيا ، وليبيا ... ودخول تونس في التبادل التجاري الفعلي مع بلدان القارة السمراء بداية من شهر ديسمبر المقبل، سيمكنها من تطوير اقتصادها بشكل ملحوظ من خلال الرفع من قيمة صادراتها مع الوجهة الإفريقية التي لا تتعدى اليوم ال 2.2 بالمائة.. وفاء بن محمد