أعلنت آمنة منصور القروي استقالتها من رئاسة حزب "امل تونس". وكشفت القروي في نص استقالتها عن أسباب الاستقالة، وفي التالي ما جاء في فحواها: عندما قررنا تكوين حزب سياسي سنة 2011 والمشاركة في الحياة السياسية كان الهدف انجاح الثورة التونسية والانتقال الديمقراطي حيث اعتبرنا انذاك انه يشكل قاطرة حقيقية للمضي قدما على درب الاصلاح .. اصلاح المنظومات الاقتصادية والاجتماعية وتغيير المشهد السياسي من مشهد احادي الى اخر تعددي تتعايش فيه كل الاحزاب وتتفاعل على اختلاف توجهاتها الايديولوجية والاخلاقية وايضا المرجعية التي تعتمدها لاقناع الشعب التونسي بصدق نواياها وقدرتها على ارساء مقومات مجتمع قائم بالاساس على العدالة الاجتماعية والديمقراطية.. ورغم الازمات التي عاشتها تونس على جميع الاصعدة في السنوات القليلة الماضية والهزات الاقتصادية والاجتماعية والضربات الارهابية التي طالت ابناء الشعب والنعرات الايديولوجية للاحزاب السياسية ورغبة بعض الاطراف المسعورة في السيطرة على الحكم والاستلاء على السلطة لم نتراجع عن مواقفنا ومضينا قدما في الادلاء بارائنا في نقد سلوكيات المتعنتين والوصوليين من الباحثين عن موقع قدم لهم في السلطة واقتراح البرامج والمخططات بهدف الاصلاح والتغيير .. وواصلنا المشاركة بقائماتنا وبرامجنا في الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية والبرلمانية والبلدية ولم نتراجع قيد انملة عن مواقفنا المتسمة بالاعتدال والانفتاح على الاخر والدفاع عن الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات ايمانا منا ان المثابرة والتمسك بالمواقف رسالة كل مؤمن بالتغيير .. لكن اليوم وامام ما نعيشه من انحطاط اخلاقي للنخبة السياسية في البلاد ومغالطاتها للشعب التونسي بخصوص الدفاع عن مصالحه والحفاظ على ثرواته وتحقيق مطامحه في العيش الكريم وفي التنمية والتشغيل وازاء الفوضى العارمة التي تجتاح الساحة الوطنية وتداعيات القرارات اللامسؤولة للاطراف الفائزة في الانتخابات واياديها المرتعشة امام ما نعتبره خطوطا حمراء وهي السيادة الوطنية وثروات البلاد وكرامة المواطن في وطنه اعلن انسحابي نهائيا من الحياة السياسية ومن العمل الحزبي لما لمسته من تعفن للمناخ السياسي وغياب الرؤية المسؤولة وانعدام الثقة بين مكونات الطيف السياسي وهو ما انعكس سلبا على المشهد السياسي برمته وعلى المواطن التونسي الذي انتظر عبثا من نخبته تحقيق اماله في وطن آمن ومستقبل افضل لابنائه .. وعليه ..اعلن التخلي نهائيا عن موقعي كرئيسة لحزب "امل تونس" وعن دوري في التسيير والمتابعة لانني ببساطة لا اريد ان اكون شاهدة زور على مشاريع السياسيين المفضوحة في النهب والفساد وبيع الذمم ..لا اريد ان اكون جزء من منظومة الفساد المستشري في تونس في غياب رجع الصدى لندائنا لمحاربته والقضاء عليه ..لا اريد ان اكون طرفا في بيع الوطن في المزاد العلني او جزء من منظومة الخراب والدمار لوطن جريح ينزف بسكين ابنائه..