ملف أحداث الثورة بالكرم الغربي: آخر المستجدّات.. #خبر_عاجل    شراكة تونسية قطرية لتعزيز القطاع الصحي: 20 وحدة رعاية صحية جديدة خلال 3 أشهر    قابس: مستثمرون من عدّة دول عربية يشاركون من 07 الى 09 ماي الجاري في الملتقى العربي للاستثمار السياحي والاقتصادي بقابس    الحماية المدنية تنبه من ممارسات تساهم في اندلاع الحرائق مع اقتراب فصل الصيف    عاجل/ إعلام إسرائيلي: تم تدمير ميناء الحديدة في اليمن بالكامل    الهيئة المديرة لمهرجان سيكا جاز : تاكيد النجاح و مواصلة الدرب    زغوان: رفع 148 مخالفة اقتصادية وحجز أكثر من 22 طنّا من السكر المدعم    بطولة الرابطة الأولى: برنامج الجولة الأخيرة لموسم 2024-2025    بطولة الرابطة المحترفة الثانية: ايقاف مباراة الملعب القابسي ومستقبل القصرين    برلمان: لجنة العلاقات الخارجية تنظر في أولويات برنامج عملها    الجمعية التونسية للزراعة المستدامة: عرض الفيلم الوثائقي "الفسقيات: قصة صمود" الإثنين    ثلاث جوائز لتونس في اختتام الدورة 15 لمهرجان مالمو للسينما العربية    انخفاض أسعار البطاطا في نابل بفعل وفرة الإنتاج والتوريد    تداول صور "احتجاز" للنائب الليبي إبراهيم الدرسي تثير تساؤلات    عاجل/ بلاغ هام من الجامعة التونسية لكرة القدم    قضية قتل المحامية منجية المناعي وحرقها: إدراج ابنها بالتفتيش    المؤتمر الدولي للسلامة بالرياض: التأكيد على الاستثمار في رأس المال البشري وفي إرساء مستقبل عمل لائق    وزير الاقتصاد والتخطيط في الكاف : لدينا امكانيات واعدة تنتظر فرص الاستثمار    المنزه السادس – أريانة : القبض على شخص من أجل السرقة من داخل سيارة وإرجاع المسروق.    آلام الرقبة: أسبابها وطرق التخفيف منها    محمد رمضان يشعل جدلا على طائرته    سعر "علّوش العيد" يصل 1800 دينار بهذه الولاية.. #خبر_عاجل    تتمثل في أجهزة التنظير الداخلي.. تونس تتلقى هبة يابانية    الدورة الاولى لتظاهرة 'حروفية الخط العربي' من 09 الى 11 ماي بالقلعة الصغرى    مجلس نواب الشعب : جلسة عامة غدا الثلاثاء للنظر في اتفاق قرض بين تونس والبنك الإفريقي للتنمية    عاجل - سيدي حسين: الإطاحة بمطلوبين خطيرين وحجز مخدرات    بوفيشة: احتراق شاحنة يخلف وفاة السائق واصابة مرافقه    الرّابطة الثانية : برنامج مباريات الدُفعة الثانية من الجّولة 23.    دوّار هيشر: السجن 5 سنوات لطفل شارك في جريمة قتل    الهند توقف تدفَق المياه على نهر تشيناب.. وباكستان تتوعد    تونس تحصد 30 ميدالية في بطولة إفريقيا للمصارعة بالدار البيضاء منها 6 ذهبيات    في قضية مخدرات: هذا ما قرره القضاء في حق حارس مرمى فريق رياضي..#خبر_عاجل    تصنيف لاعبات التنس المحترفات: انس جابر تتراجع الى المرتبة 36    احتلال وتهجير.. خطة الاحتلال الجديدة لتوسيع حرب غزة    قيس سعيّد يُجدّد دعم تونس لفلسطين ويدعو لوحدة الموقف العربي..    تقلبات جوية متواصلة على امتداد أسبوع...تفاصيل    انطلاق امتحانات البكالوريا التجريبية..    عاجل -فلكيا : موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    كل ما تحتاج معرفته عن ''كليماتيزور'' السيارة ونصائح الاستعمال    عاجل/شبهات تعرّض سجين للتعذيب ببنزرت: هيئة المحامين تُعلّق على بلاغ وزارة العدل وتكشف..    بطولة مدريد المفتوحة للتنس للأساتذة: النرويجي كاسبر رود يتوج باللقب    البطولة الفرنسية : ليل يتعادل مع مرسيليا 1-1    العثور على جثث 13 موظفا من منجم للذهب في بيرو    سوريا.. انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف ب"الهاون"    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    رفع اكثر من 36 الف مخالفة اقتصادية الى أواخر افريل 2025    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيسة مكتب تونس للاتحاد الدولي للمرأة الإفريقية لالصباح: تخصيص وزارة للمرأة مظهر من مظاهر التخلّف
نشر في الصباح يوم 04 - 01 - 2020


تمّ ‬مؤخرا ‬تنصيب ‬عضو ‬المجلس ‬البلدي ‬بسكرة ‬أحلام ‬اللموشي ‬مديرة ‬لمكتب ‬الاتحاد ‬الدولي ‬للمرأة ‬الإفريقية ‬بتونس، ‬وقد ‬أكّدت ‬اللموشي ‬في ‬حوار ‬ل"‬الصباح" ‬أنّ ‬تونس ‬ستستفيد ‬من ‬هذا ‬المكتب ‬ومن ‬التجربة ‬الإفريقية ‬في ‬إطار ‬تبادل ‬التجارب ‬والخبرات ‬وتعزيز ‬التمكين ‬الاقتصادي ‬والاجتماعي ‬للمرأة.‬
في ‬سياق ‬متّصل ‬انتقدت ‬رئيسة ‬مكتب ‬الاتحاد ‬الدولي ‬للمرأة ‬الافريقية ‬ما ‬جاء ‬على ‬لسان ‬رئيس ‬الحكومة ‬المكلف ‬الحبيب ‬الجملي ‬بعدم ‬وجود ‬كفاءات ‬نسائية ‬لتشكيل ‬الحكومة ‬وأكّدت ‬أن ‬تونس ‬تزخر ‬بالكفاءات ‬النسوية. ‬وأوضحت ‬أحلام ‬اللموشي ‬في ‬حديثها ‬ل"‬الصباح" ‬أنّ ‬فشل ‬المجالس ‬البلدية ‬في ‬تحقيق ‬نتائج ‬ترضي ‬المواطنين ‬يعود ‬إلى ‬عدم ‬التعجيل ‬في ‬إصدار ‬الأوامر ‬الترتيبية ‬والتطبيقية ‬لمجلة ‬الجماعات ‬المحليّة ‬إلى ‬جانب ‬مخلفات ‬أعمال ‬النيابات ‬الخصوصية ‬وطغيان ‬التجاذبات ‬بين ‬أعضاء ‬المجالس ‬الحالية.. ‬كما ‬أشارت ‬محدذثتنا ‬إلى ‬العديد ‬من ‬الاشكاليات ‬الأخرى ‬المتعلقة ‬بالنظافة ‬وخطورة ‬الوضع ‬بمصبّ ‬برج ‬شاكير.. ‬وفي ‬ما ‬يلي ‬نصّ ‬الحوار...‬
● ‬تمّ ‬تنصيبك ‬مؤخرا ‬رئيسة ‬لمكتب ‬تونس ‬للاتحاد ‬الدولي ‬للمرأة ‬الإفريقية، ‬أي ‬دور ‬لهذا ‬المكتب؟
-‬من ‬المؤكّد ‬أنّ ‬بعث ‬مكتب ‬للاتحاد ‬الدولي ‬للمرأة ‬الإفريقية ‬ستستفيد ‬منه ‬تونس ‬كما ‬سيستفيد ‬منه ‬الاتحاد، ‬وفي ‬اعتقادي ‬أن ‬تونس ‬ستقدّم ‬إضافة ‬أكبر ‬لهذه ‬الهيئة ‬باعتبارأنّ ‬التجربة ‬التونسية ‬هي ‬تجربة ‬رائدة ‬في ‬مجال ‬حقوق ‬المرأة ‬والتشريعات ‬والقوانين، ‬وبالتالي ‬سنعمل ‬على ‬تصدير ‬هذه ‬التجربة ‬هذا ‬من ‬ناحية. ‬
من ‬ناحية ‬أخرى، ‬نعلم ‬أنّ ‬إفريقيا ‬هي ‬بوابة ‬العالم، ‬والأفارقة ‬فهموا ‬هذا ‬ولهم ‬اعتقاد ‬راسخ ‬بأن ‬المرأة ‬هي ‬من ‬ستقود ‬هذه ‬البوابة، ‬وهذا ‬أصبح ‬واضحا ‬وجليا ‬على ‬أرض ‬الواقع ‬فالمرأة ‬في ‬إفريقيا ‬اعتلت ‬العديد ‬من ‬المناصب ‬المهمة. ‬وهذا ‬من ‬المفارقات ‬الكبيرة ‬إذ ‬أنه ‬في ‬هذه ‬الدول ‬التي ‬بدأت ‬في ‬تحقيق ‬نسب ‬نمو ‬كبيرة ‬تمّ ‬إعطاء ‬مكانة ‬مرموقة ‬للمرأة ‬ونحن ‬في ‬تونس ‬التي ‬تتمتع ‬بزخم ‬من ‬التشريعات ‬المتعلقة ‬بحقوق ‬المرأة ‬لا ‬نجدها ‬في ‬مواقع ‬قرار ‬مهمّة.‬

● ‬ما ‬الإضافة ‬المتوقعة ‬من ‬مكتب ‬الاتحاد ‬الدولي ‬للمرأة ‬الإفريقية ‬بتونس؟ ‬
-‬مكتب ‬تونس ‬سيقوم ‬بإبرام ‬شراكات ‬واتفاقيات ‬وتكوين ‬علاقات ‬مع ‬العديد ‬من ‬الأطراف ‬والجهات، ‬كما ‬سيقوم ‬برصد ‬وضع ‬المرأة ‬التونسية ‬في ‬إطار ‬أهداف ‬الاتحاد ‬الدولي ‬المتمثلة ‬في ‬تحقيق ‬التضامن ‬مع ‬المرأة ‬الإفريقية ‬وتنسيق ‬المواقف ‬الإفريقية ‬في ‬الشأن ‬العام ‬الإفريقي ‬والدولي ‬لدى ‬تناول ‬مواضيع ‬المرأة ‬في ‬المحافل ‬الإقليمية ‬والدولية ‬مع ‬تنمية ‬الوعي ‬بقضاياها ‬وإدماجها ‬ضمن ‬أولويات ‬وخطط ‬التنمية ‬الشاملة ‬بالإضافة ‬إلى ‬تنمية ‬الإمكانيات ‬وبناء ‬قدراتها ‬كفرد ‬ومواطنة ‬تتمتع ‬بكافة ‬الحقوق ‬الاجتماعية ‬ودعم ‬دورها ‬كعنصر ‬فعال ‬في ‬مؤسسات ‬المجتمع ‬والمشاركة ‬في ‬اتخاذ ‬القرارات.‬
إلى ‬جانب ‬ذلك ‬سيكون ‬هناك ‬عمل ‬كبير ‬للنهوض ‬بالخدمات ‬الصحية ‬والتعليمية ‬الضرورية ‬للمرأة ‬وسنسعى ‬إلى ‬إنشاء ‬برلمان ‬المرأة ‬الإفريقية.‬اليوم ‬حان ‬الوقت ‬لأن ‬نهتمّ ‬بعمق ‬بافريقيا ‬التي ‬تمثّل ‬منبع ‬الثراء ‬لا ‬الثراء ‬المادي ‬فحسب ‬وإنما ‬أيضا ‬الثراء ‬في ‬الخبرات ‬والتجارب ‬والاستفادة ‬من ‬الأشواط ‬التي ‬قطعتها ‬دول ‬من ‬إفريقيا ‬في ‬ما ‬يهمّ ‬التنمية ‬والمرأة.‬

● ‬رغم ‬التشريعات ‬المتعلقة ‬بحقوق ‬المرأة ‬إلا ‬أنّ ‬الواقع ‬مجانب ‬لهذه ‬الحقوق ‬بمن ‬في ‬ذلك ‬المرأة ‬في ‬مواقع ‬القرار، ‬حسب ‬رأيك ‬أين ‬المشكل؟ ‬
-‬نحن ‬في ‬تونس ‬لم ‬نتجاوز ‬العقلية ‬الذكورية ‬بالنسبة ‬للنساء ‬والرجال ‬على ‬حدّ ‬السواء، ‬والمشكل ‬أساسا ‬لا ‬يتعلّق ‬بالرجل ‬وإنما ‬بالمرأة ‬التي ‬دأبت ‬في ‬تربية ‬أطفالها ‬على ‬أساس ‬التمييز ‬بين ‬الجنسين ‬في ‬الممارسات ‬اليومية. ‬أما ‬بالنسبة ‬لإشكالية ‬المرأة ‬الريفية ‬رغم ‬ترسانة ‬القوانين ‬المتعلقة ‬بحقوق ‬المرأة ‬فإنّه ‬يعود ‬دون ‬أدنى ‬شكّ ‬للتهميش ‬حيث ‬لم ‬تُحقّق ‬العدالة ‬الاجتماعية ‬بين ‬جميع ‬الجهات ‬والمناطق ‬الداخلية، ‬ونتمنى ‬أن ‬يتغيّر ‬الوضع ‬مع ‬مراجعة ‬تقسيم ‬الأقاليم ‬وفق ‬مجلة ‬الجماعات ‬المحلية ‬والذي ‬سيُعطي ‬أكثر ‬عدالة ‬للمناطق ‬المهمّشة ‬مقارنة ‬بالمناطق ‬الساحلية.‬

● ‬ما ‬رأيك ‬في ‬تصريح ‬الحبيب ‬الجملي ‬الذي ‬قال ‬أنه ‬واجه ‬صعوبة ‬في ‬إيجاد ‬كفاءات ‬نسائية ‬وشبابية ‬لتشكيل ‬حكومته؟
-‬أعتبر ‬هذا ‬التصريح ‬خطير ‬جدّا ‬وخاصة ‬في ‬ما ‬يهمّ ‬الشباب ‬ذوي ‬الكفاءات ‬والذين ‬تزخر ‬بهم ‬تونس ‬في ‬العديد ‬من ‬المجالات ‬ما ‬دفع ‬بالكثير ‬من ‬الشركات ‬العالمية ‬إلى ‬استقطابهم ‬وتوظيفهم. ‬ومثل ‬هذا ‬التصريح ‬يُحبط ‬من ‬العزائم ‬بالنسبة ‬للمرأة ‬والشباب ‬على ‬حدّ ‬السواء. ‬
صرح ‬الجملي ‬أنّه ‬سيقوم ‬بإحداث ‬قاعدة ‬بيانات ‬خاصة ‬بالكفاءات ‬النسائية ‬فليكن ‬في ‬علمه ‬أنّ ‬هذه ‬القاعدة ‬موجودة ‬في ‬تونس ‬وقد ‬قام ‬بإعدادها ‬مركز ‬البحوث ‬والدراسات ‬والتوثيق ‬والإعلام ‬حول ‬المرأة. ‬ولدينا ‬العديد ‬من ‬مراكز ‬ومكاتب ‬البحث ‬والدراسات ‬التي ‬ترصد ‬وضعية ‬المرأة ‬فكان ‬على ‬من ‬هم ‬على ‬رأس ‬السلطة ‬التوجه ‬إليها ‬والاستئناس ‬بإصداراتها ‬ودراساتها ‬فالدولة ‬هي ‬امتداد ‬بين ‬مؤسساتها.‬

● ‬لماذا ‬شأن ‬المرأة ‬لا ‬يُفوّض ‬إلاّ ‬للمرأة؟ ‬ألا ‬يمكن ‬إدماج ‬الرجل ‬في ‬هذه ‬القضايا؟
-‬أنا ‬مع ‬هذا ‬التوجه، ‬فهناك ‬رجال ‬مناصرون ‬لحقوق ‬المرأة ‬أكثر ‬من ‬المرأة ‬في ‬حدّ ‬ذاتها، ‬قضايا ‬المرأة ‬تهمّ ‬المجتمع ‬بأكمله. ‬وطريقة ‬التعامل ‬هذه ‬هي ‬نتاج ‬لعقلية ‬ذكورية ‬للرجل ‬والمرأة ‬على ‬حدّ ‬السواء.‬
فأنا ‬أرى ‬وجود ‬وزارة ‬المرأة ‬في ‬حدّ ‬ذاته ‬هو ‬مظهر ‬من ‬مظاهر ‬التخلّف، ‬فكأنّ ‬المرأة ‬لا ‬تزال ‬ضعيفة ‬وتحتاج ‬إلى ‬وزارة ‬لتهتم ‬بشؤونها. ‬نحن ‬من ‬المفروض ‬أنّنا ‬تجاوزنا ‬هذه ‬المرحلة. ‬
لابد ‬من ‬الاهتمام ‬بالمرأة ‬كمواطنة، ‬وتخصيص ‬وزارة ‬لها ‬يُعدّ ‬تمييزا ‬ضدّها ‬وعلى ‬كل ‬مؤسسات ‬الدولة ‬أن ‬تهتمّ ‬بالمرأة ‬كما ‬تهتمّ ‬بالطفل ‬والعائلة. ‬واليوم ‬يجب ‬أيضا ‬تأهيل ‬الرجل ‬حتى ‬يعي ‬بالمسؤوليات ‬الملقاة ‬على ‬عاتقه. ‬ولتحقيق ‬ذلك ‬يجب ‬أن ‬تكون ‬هناك ‬ثورة ‬في ‬المناهج ‬التعليمية ‬بتغيير ‬محتواها ‬بما ‬يمكن ‬من ‬تغيير ‬العقلية ‬نحو ‬التعامل ‬مع ‬المرأة ‬كمواطنة ‬مثلها ‬مثل ‬الرجل. ‬

● ‬في ‬مجال ‬التمكين ‬الاقتصادي ‬والاجتماعي ‬للمرأة ‬هل ‬نجحت ‬تونس ‬في ‬هذا ‬المجال؟
-‬التمكين ‬الاجتماعي ‬والاقتصادي ‬للمرأة ‬في ‬تونس ‬موجود ‬في ‬العمق ‬ومنذ ‬سنوات، ‬فالمرأة ‬في ‬المناطق ‬المهمّشة ‬هي ‬من ‬تعمل ‬لكن ‬هذا ‬التمكين ‬لم ‬يتمّ ‬تثمينه ‬بالكيفية ‬اللازمة ‬ولم ‬يتمّ ‬تطويره ‬وتضمينه ‬وفق ‬برامج ‬وسياسات ‬دولة.‬
هناك ‬بعض ‬التجارب ‬الناجحة ‬ولكن ‬محتشمة ‬وقد ‬تمت ‬عن ‬طريق ‬الشراكة ‬بين ‬القطاع ‬العام ‬والخاص. ‬وفي ‬رأيي ‬إذا ‬توفرت ‬الإرادة ‬السياسية ‬في ‬هذا ‬المجال ‬فإنّ ‬النتائج ‬ستكون ‬نوعية ‬وستفتح ‬الكثير ‬من ‬الآفاق ‬خاصة ‬بالنسبة ‬للمرأة ‬وللشباب.‬
في ‬تونس ‬ينقصنا ‬أيضا ‬اليد ‬العاملة ‬المتخصصة، ‬فلا ‬تكفي ‬الشهائد ‬العليا ‬لوحدها ‬علينا ‬التوجه ‬إلى ‬التكوين ‬مع ‬الشهائد ‬المتحصّل ‬عليها ‬حتى ‬يتمكن ‬أصحاب ‬هذه ‬الشهائد ‬من ‬إيجاد ‬موطن ‬الشغل ‬وهذا ‬ما ‬سنسعى ‬إليه ‬من ‬خلال ‬المنتدى ‬العربي ‬الإفريقي ‬للتنمية ‬والتدريب. ‬
واشكاليتنا ‬في ‬تونس ‬لم ‬نعط ‬الأهمية ‬الكافية ‬للتكوين ‬المهني ‬الذي ‬من ‬شأنه ‬أن ‬يوفّر ‬اليد ‬العاملة ‬المتخصصة ‬والذي ‬يحتاجها ‬سوق ‬الشغل. ‬

● ‬بصفتك ‬عضوا ‬بمجلس ‬بلدية ‬سكرة، ‬لماذا ‬برأيك ‬لم ‬تنجح ‬هذه ‬المجالس ‬إلى ‬حدّ ‬الآن ‬في ‬إرضاء ‬المواطن؟ ‬
-‬الإشكالية ‬تكمن ‬أوّلا ‬في ‬القانون ‬الانتخابي ‬الذي ‬أفرز ‬مجالس ‬مشوهة ‬وهو ‬ما ‬انعكس ‬أيضا ‬على ‬البرلمان ‬الحالي، ‬ثانيا ‬النيابات ‬الخصوصية ‬استغرقت ‬أعمالها ‬لسنوات ‬ما ‬خلّف ‬العديد ‬من ‬التراكمات ‬وبالتالي ‬وجدت ‬هذه ‬المجالس ‬نفسها ‬أمام ‬عوائق ‬عديدة ‬في ‬غياب ‬آليات ‬تمكنها ‬من ‬حلّ ‬المشاكل ‬في ‬العمق ‬والتي ‬تهمّ ‬البنية ‬التحتية ‬والنظافة ‬وغيرها. ‬فبالنسبة ‬للنظافة ‬تونس ‬تعاني ‬من ‬مشكل ‬كبير ‬قد ‬يمسّ ‬من ‬الأمن ‬القومي ‬بسبب ‬برج ‬شكير ‬الذي ‬تجاوز ‬طاقة ‬استيعابه ‬حيث ‬أن ‬تسرب ‬الأوساخ ‬ضرب ‬المائدة ‬المائية ‬وهذه ‬كارثة ‬كبيرة ‬فيتعيّن ‬على ‬وزير ‬الشؤون ‬المحليّة ‬والبيئة ‬الجديد ‬أن ‬يجد ‬حلا ‬جذريا ‬وسريعا ‬لهذا ‬المصبّ. ‬

● ‬هل ‬يوجد ‬إشكال ‬في ‬مجلة ‬الجماعات ‬المحليّة ‬عطّل ‬عمل ‬المجالس ‬البلدية؟
-‬عند ‬صدور ‬مجلة ‬الجماعات ‬المحلية ‬لم ‬تكن ‬كافية ‬لتسيير ‬هذه ‬المجالس، ‬فعدم ‬إصدار ‬جميع ‬الأوامر ‬الترتيبية ‬رغم ‬الآجال ‬المحددة ‬عرقل ‬إلى ‬حدّ ‬ما ‬أعمالها، ‬أضف ‬إلى ‬ذلك ‬انتخاب ‬رؤساء ‬القائمات ‬كان ‬غير ‬موفق ‬ولمسنا ‬ذلك ‬في ‬الممارسة ‬اليومية، ‬فهناك ‬نقص ‬في ‬الكفاءة ‬وعدم ‬الإلمام ‬بصلاحياتهم ‬وعلى ‬مستوى ‬طريقة ‬العمل ‬والتنسيق ‬وتفويض ‬صلاحياتهم.. ‬فالعديد ‬من ‬رؤساء ‬البلديات ‬لا ‬يأخذون ‬بعين ‬الاعتبار ‬ما ‬تتضمنه ‬تقارير ‬اللجان. ‬

● ‬لكن ‬هذه ‬المجالس ‬ستتواصل ‬أعمالها ‬لأكثر ‬من ‬ثلاث ‬سنوات، ‬فهل ‬من ‬المعقول ‬أن ‬يبقى ‬الحال ‬على ‬ما ‬هو؟ ‬ألا ‬توجد ‬حلول؟
-‬الإشكالية ‬اليوم ‬أنّ ‬المجالس ‬البلدية ‬تحولت ‬إلى ‬مجالس ‬كتل ‬وتجاذبات ‬بين ‬أعضائها. ‬فأعتقد ‬أن ‬هذه ‬التجربة ‬ستتواصل ‬بنفس ‬النسق ‬إلى ‬حين ‬نهاية ‬مدتها ‬الانتخابية ‬وستكون ‬متعثرة ‬إلى ‬حدّ ‬ما.‬
وقد ‬يتحسن ‬الوضع ‬إذا ‬ما ‬تمّ ‬التسريع ‬في ‬إصدار ‬الأوامر ‬الترتيبية ‬وتطبيق ‬ما ‬جاء ‬في ‬مجلة ‬الجماعات ‬المحلية ‬وجعلها ‬تتماشى ‬وتتطابق ‬مع ‬روح ‬القانون، ‬فالميزانية ‬مثلا ‬إلى ‬الآن ‬أن ‬تُمرّر ‬بالقانون ‬القديم.‬
ايمان عبد اللطيف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.