وزيرة المرأة تدعو إلى مضاعفة الجهود لتكريس الدور الاجتماعي للدولة    غدا...الستاغ تشرع في قبول مطالب التمتع بتسهيل عمليات الخلاص    المغرب يستهل مشواره في كأس أمم إفريقيا بفوز على جزر القمر    فرنسا: ماكرون يُعلن تصنيع حاملة طائرات جديدة    يشغل حوالي نصف مليون تونسي: «معجون» الطماطم... قطاع على صفيح ساخن    تشريعات داعمة للاستثمار والتنمية    مع الشروق : بلا سقف... لكنهم يتمسّكون بالأرض    فضلات في كل مكان والبنية التحتية مهترئة في غياب الصيانة .. قُربة مملكة «الفراولة» والحرف اليدوية... مهملة    «شروق» على الملاعب العالمية ...مبابي يُعادل رقم رونالدو وغوارديولا يُثير «الرّعب»    أخبار النادي الافريقي .. فرع كرة السلّة يُعانق الابداع    افتتاح الشبّاك المُوحّد لإتمام الإجراءات لحجيج ولاية تونس    أولا وأخيرا: الولي الصالح سيدي المعلم    من قبلي إلى الأردن...الفنانة التونسية تتأهّل للدور النهائي لذي فويس    النوم الهادئ لا يبدأ من الدماغ.. بل من الأمعاء... كيف ذلك؟    وزيرة الأسرة تشرف على ندوة المديرين لتقييم ميزانية 2025 وعرض توجهات 2026    رسميا: المغرب يفتتح كأس أمم أفريقيا 2025    كان 2025.. تعرف على ملاعب كأس أمم أفريقيا في المغرب    الكرة الطائرة (الكاس الممتازة 2024-2025): الترجي الرياضي يفوز على النجم الساحلي 3-1 و يحرز اللقب    الليلة: أمطار والحرارة تتراوح بين 6 و9 درجات    عاجل/ وزارة المالية تعلن عن اجراء جديد لخلاص معلوم الجولان..    لتحسين الهضم والتحكم في الشهية.. تعرف على أفضل وقت لتناول التمر..    ستالينغراد الروسية أنهت الحرب العالمية الثانية و كالينينغراد قد تشعل حربا عالمية ثالثة ...    "أنقذتني الكتابة" لآمال مختار: محاولة في كتابة السيرة الذاتية والتشافي من آلام الماضي    بنزرت/ اكثر من 70 مؤسسة صغرى ومتوسطة تشارك في الدورة ال11لمعرض التسوق ببنزرت    القطاع التصديري لتونس يستعيد زخمه في ظل التطلع الى دعم مرتقب خلال سنة 2026    اكتشاف قد يوقف مرض السكري قبل بدايته    دراسة: أكثر من 80 بالمائة من الأمهات يرفضن تلقيح بناتهن ضد فيروس الورم الحليمي البشري    ''توكابر''...الزيت التونسي الأفضل عالميا: وين موجود ووقتاش يتم جنيه؟    اليوم: أقصر نهار في العام    عاجل: ممرضة تحترق داخل مستشفى بالرديف خلال مناوبة ليلية    مرصد المرور: ارتفاع قتلى الحوادث ب 6,27 بالمائة    تونس: وضعية السدود في خطر    قد يكون أخطر ممّا تتوقّع...أضرار تجفيف الملابس داخل المنزل    بلدية تونس تدخل عالم الرقمنة: منظومة GMAO باش تحافظ على العربات وتقلل الأعطاب    مهرجان المنصف بالحاج يحي لفنون العرائس ومسرح الطفل من 21 إلى 28 ديسمبر 2025    كاس امم افريقيا 2025 - مصر تبحث عن انطلاقة قوية امام زيمبابوي الاثنين    اليوم: التوانسة يعيشوا الإنقلاب الشتوي    الأرصاد تُحذّر: انخفاض حادّ في الحرارة وأمطار غزيرة على أجزاء من تونس    السواسي: يخرب جسد قريبه طعنا بسكين حتى الموت !    براكاج قاتل يودي بحياة سائق تاكسي بالقيروان    المنتخب التونسي لرفع الأثقال يتحول إلى الدوحة للمشاركة في البطولة العربية وكأس قطر الدولية    قابس/ آفاق واعدة لقطاع السياحة الاستشفائية بالحامة    فنزويلا تدين احتجاز ناقلة نفط جديدة وتعتبره "قرصنة دولية خطِرة"    القيروان؛ مقتل سائق تاكسي فردي في "براكاج"    ثلاثة فائزين في المسابقة الشّعرية المغاربية لبيت الشّعر بالقيروان    عاجل/ "براكاج" ينهي حياة سائق "تاكسي"..    تونس تخسر 5.2 مليار دينار سنويًا بسبب التهرب الضريبي!    مقتل 10 وإصابة 10 بإطلاق نار في جنوب افريقيا    المغرب يقرر إعادة هيكلة منظومة تسويق وتصدير القنب الهندي القانوني    اختتام الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية: الفيلم المصري "القِصص" يتوج بالتانيت الذهبي (الجائزة الكبرى)    خبراء أمريكيون: ترامب يخفف الرقابة على الماريجوانا لاستمالة الشباب    زيت زيتون "توكابر" يحصد الميدالية الذهبية الممتازة لأفضل زيت زيتون بيولوجي في العالم للمرة العاشرة على التوالي..    وداعًا وليد العلايلي.. النجم اللبناني يغادرنا عن 65 سنة    الليلة هذه أطول ليلة في العام.. شنوّة الحكاية؟    تيك توك تعمل كيان أمريكي مستقل بمشاركة هذه الدولة العربية    عاجل : وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي    خطبة الجمعة ..طلب الرزق الحلال واجب على كل مسلم ومسلمة    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيسة مكتب تونس للاتحاد الدولي للمرأة الإفريقية لالصباح: تخصيص وزارة للمرأة مظهر من مظاهر التخلّف
نشر في الصباح يوم 04 - 01 - 2020


تمّ ‬مؤخرا ‬تنصيب ‬عضو ‬المجلس ‬البلدي ‬بسكرة ‬أحلام ‬اللموشي ‬مديرة ‬لمكتب ‬الاتحاد ‬الدولي ‬للمرأة ‬الإفريقية ‬بتونس، ‬وقد ‬أكّدت ‬اللموشي ‬في ‬حوار ‬ل"‬الصباح" ‬أنّ ‬تونس ‬ستستفيد ‬من ‬هذا ‬المكتب ‬ومن ‬التجربة ‬الإفريقية ‬في ‬إطار ‬تبادل ‬التجارب ‬والخبرات ‬وتعزيز ‬التمكين ‬الاقتصادي ‬والاجتماعي ‬للمرأة.‬
في ‬سياق ‬متّصل ‬انتقدت ‬رئيسة ‬مكتب ‬الاتحاد ‬الدولي ‬للمرأة ‬الافريقية ‬ما ‬جاء ‬على ‬لسان ‬رئيس ‬الحكومة ‬المكلف ‬الحبيب ‬الجملي ‬بعدم ‬وجود ‬كفاءات ‬نسائية ‬لتشكيل ‬الحكومة ‬وأكّدت ‬أن ‬تونس ‬تزخر ‬بالكفاءات ‬النسوية. ‬وأوضحت ‬أحلام ‬اللموشي ‬في ‬حديثها ‬ل"‬الصباح" ‬أنّ ‬فشل ‬المجالس ‬البلدية ‬في ‬تحقيق ‬نتائج ‬ترضي ‬المواطنين ‬يعود ‬إلى ‬عدم ‬التعجيل ‬في ‬إصدار ‬الأوامر ‬الترتيبية ‬والتطبيقية ‬لمجلة ‬الجماعات ‬المحليّة ‬إلى ‬جانب ‬مخلفات ‬أعمال ‬النيابات ‬الخصوصية ‬وطغيان ‬التجاذبات ‬بين ‬أعضاء ‬المجالس ‬الحالية.. ‬كما ‬أشارت ‬محدذثتنا ‬إلى ‬العديد ‬من ‬الاشكاليات ‬الأخرى ‬المتعلقة ‬بالنظافة ‬وخطورة ‬الوضع ‬بمصبّ ‬برج ‬شاكير.. ‬وفي ‬ما ‬يلي ‬نصّ ‬الحوار...‬
● ‬تمّ ‬تنصيبك ‬مؤخرا ‬رئيسة ‬لمكتب ‬تونس ‬للاتحاد ‬الدولي ‬للمرأة ‬الإفريقية، ‬أي ‬دور ‬لهذا ‬المكتب؟
-‬من ‬المؤكّد ‬أنّ ‬بعث ‬مكتب ‬للاتحاد ‬الدولي ‬للمرأة ‬الإفريقية ‬ستستفيد ‬منه ‬تونس ‬كما ‬سيستفيد ‬منه ‬الاتحاد، ‬وفي ‬اعتقادي ‬أن ‬تونس ‬ستقدّم ‬إضافة ‬أكبر ‬لهذه ‬الهيئة ‬باعتبارأنّ ‬التجربة ‬التونسية ‬هي ‬تجربة ‬رائدة ‬في ‬مجال ‬حقوق ‬المرأة ‬والتشريعات ‬والقوانين، ‬وبالتالي ‬سنعمل ‬على ‬تصدير ‬هذه ‬التجربة ‬هذا ‬من ‬ناحية. ‬
من ‬ناحية ‬أخرى، ‬نعلم ‬أنّ ‬إفريقيا ‬هي ‬بوابة ‬العالم، ‬والأفارقة ‬فهموا ‬هذا ‬ولهم ‬اعتقاد ‬راسخ ‬بأن ‬المرأة ‬هي ‬من ‬ستقود ‬هذه ‬البوابة، ‬وهذا ‬أصبح ‬واضحا ‬وجليا ‬على ‬أرض ‬الواقع ‬فالمرأة ‬في ‬إفريقيا ‬اعتلت ‬العديد ‬من ‬المناصب ‬المهمة. ‬وهذا ‬من ‬المفارقات ‬الكبيرة ‬إذ ‬أنه ‬في ‬هذه ‬الدول ‬التي ‬بدأت ‬في ‬تحقيق ‬نسب ‬نمو ‬كبيرة ‬تمّ ‬إعطاء ‬مكانة ‬مرموقة ‬للمرأة ‬ونحن ‬في ‬تونس ‬التي ‬تتمتع ‬بزخم ‬من ‬التشريعات ‬المتعلقة ‬بحقوق ‬المرأة ‬لا ‬نجدها ‬في ‬مواقع ‬قرار ‬مهمّة.‬

● ‬ما ‬الإضافة ‬المتوقعة ‬من ‬مكتب ‬الاتحاد ‬الدولي ‬للمرأة ‬الإفريقية ‬بتونس؟ ‬
-‬مكتب ‬تونس ‬سيقوم ‬بإبرام ‬شراكات ‬واتفاقيات ‬وتكوين ‬علاقات ‬مع ‬العديد ‬من ‬الأطراف ‬والجهات، ‬كما ‬سيقوم ‬برصد ‬وضع ‬المرأة ‬التونسية ‬في ‬إطار ‬أهداف ‬الاتحاد ‬الدولي ‬المتمثلة ‬في ‬تحقيق ‬التضامن ‬مع ‬المرأة ‬الإفريقية ‬وتنسيق ‬المواقف ‬الإفريقية ‬في ‬الشأن ‬العام ‬الإفريقي ‬والدولي ‬لدى ‬تناول ‬مواضيع ‬المرأة ‬في ‬المحافل ‬الإقليمية ‬والدولية ‬مع ‬تنمية ‬الوعي ‬بقضاياها ‬وإدماجها ‬ضمن ‬أولويات ‬وخطط ‬التنمية ‬الشاملة ‬بالإضافة ‬إلى ‬تنمية ‬الإمكانيات ‬وبناء ‬قدراتها ‬كفرد ‬ومواطنة ‬تتمتع ‬بكافة ‬الحقوق ‬الاجتماعية ‬ودعم ‬دورها ‬كعنصر ‬فعال ‬في ‬مؤسسات ‬المجتمع ‬والمشاركة ‬في ‬اتخاذ ‬القرارات.‬
إلى ‬جانب ‬ذلك ‬سيكون ‬هناك ‬عمل ‬كبير ‬للنهوض ‬بالخدمات ‬الصحية ‬والتعليمية ‬الضرورية ‬للمرأة ‬وسنسعى ‬إلى ‬إنشاء ‬برلمان ‬المرأة ‬الإفريقية.‬اليوم ‬حان ‬الوقت ‬لأن ‬نهتمّ ‬بعمق ‬بافريقيا ‬التي ‬تمثّل ‬منبع ‬الثراء ‬لا ‬الثراء ‬المادي ‬فحسب ‬وإنما ‬أيضا ‬الثراء ‬في ‬الخبرات ‬والتجارب ‬والاستفادة ‬من ‬الأشواط ‬التي ‬قطعتها ‬دول ‬من ‬إفريقيا ‬في ‬ما ‬يهمّ ‬التنمية ‬والمرأة.‬

● ‬رغم ‬التشريعات ‬المتعلقة ‬بحقوق ‬المرأة ‬إلا ‬أنّ ‬الواقع ‬مجانب ‬لهذه ‬الحقوق ‬بمن ‬في ‬ذلك ‬المرأة ‬في ‬مواقع ‬القرار، ‬حسب ‬رأيك ‬أين ‬المشكل؟ ‬
-‬نحن ‬في ‬تونس ‬لم ‬نتجاوز ‬العقلية ‬الذكورية ‬بالنسبة ‬للنساء ‬والرجال ‬على ‬حدّ ‬السواء، ‬والمشكل ‬أساسا ‬لا ‬يتعلّق ‬بالرجل ‬وإنما ‬بالمرأة ‬التي ‬دأبت ‬في ‬تربية ‬أطفالها ‬على ‬أساس ‬التمييز ‬بين ‬الجنسين ‬في ‬الممارسات ‬اليومية. ‬أما ‬بالنسبة ‬لإشكالية ‬المرأة ‬الريفية ‬رغم ‬ترسانة ‬القوانين ‬المتعلقة ‬بحقوق ‬المرأة ‬فإنّه ‬يعود ‬دون ‬أدنى ‬شكّ ‬للتهميش ‬حيث ‬لم ‬تُحقّق ‬العدالة ‬الاجتماعية ‬بين ‬جميع ‬الجهات ‬والمناطق ‬الداخلية، ‬ونتمنى ‬أن ‬يتغيّر ‬الوضع ‬مع ‬مراجعة ‬تقسيم ‬الأقاليم ‬وفق ‬مجلة ‬الجماعات ‬المحلية ‬والذي ‬سيُعطي ‬أكثر ‬عدالة ‬للمناطق ‬المهمّشة ‬مقارنة ‬بالمناطق ‬الساحلية.‬

● ‬ما ‬رأيك ‬في ‬تصريح ‬الحبيب ‬الجملي ‬الذي ‬قال ‬أنه ‬واجه ‬صعوبة ‬في ‬إيجاد ‬كفاءات ‬نسائية ‬وشبابية ‬لتشكيل ‬حكومته؟
-‬أعتبر ‬هذا ‬التصريح ‬خطير ‬جدّا ‬وخاصة ‬في ‬ما ‬يهمّ ‬الشباب ‬ذوي ‬الكفاءات ‬والذين ‬تزخر ‬بهم ‬تونس ‬في ‬العديد ‬من ‬المجالات ‬ما ‬دفع ‬بالكثير ‬من ‬الشركات ‬العالمية ‬إلى ‬استقطابهم ‬وتوظيفهم. ‬ومثل ‬هذا ‬التصريح ‬يُحبط ‬من ‬العزائم ‬بالنسبة ‬للمرأة ‬والشباب ‬على ‬حدّ ‬السواء. ‬
صرح ‬الجملي ‬أنّه ‬سيقوم ‬بإحداث ‬قاعدة ‬بيانات ‬خاصة ‬بالكفاءات ‬النسائية ‬فليكن ‬في ‬علمه ‬أنّ ‬هذه ‬القاعدة ‬موجودة ‬في ‬تونس ‬وقد ‬قام ‬بإعدادها ‬مركز ‬البحوث ‬والدراسات ‬والتوثيق ‬والإعلام ‬حول ‬المرأة. ‬ولدينا ‬العديد ‬من ‬مراكز ‬ومكاتب ‬البحث ‬والدراسات ‬التي ‬ترصد ‬وضعية ‬المرأة ‬فكان ‬على ‬من ‬هم ‬على ‬رأس ‬السلطة ‬التوجه ‬إليها ‬والاستئناس ‬بإصداراتها ‬ودراساتها ‬فالدولة ‬هي ‬امتداد ‬بين ‬مؤسساتها.‬

● ‬لماذا ‬شأن ‬المرأة ‬لا ‬يُفوّض ‬إلاّ ‬للمرأة؟ ‬ألا ‬يمكن ‬إدماج ‬الرجل ‬في ‬هذه ‬القضايا؟
-‬أنا ‬مع ‬هذا ‬التوجه، ‬فهناك ‬رجال ‬مناصرون ‬لحقوق ‬المرأة ‬أكثر ‬من ‬المرأة ‬في ‬حدّ ‬ذاتها، ‬قضايا ‬المرأة ‬تهمّ ‬المجتمع ‬بأكمله. ‬وطريقة ‬التعامل ‬هذه ‬هي ‬نتاج ‬لعقلية ‬ذكورية ‬للرجل ‬والمرأة ‬على ‬حدّ ‬السواء.‬
فأنا ‬أرى ‬وجود ‬وزارة ‬المرأة ‬في ‬حدّ ‬ذاته ‬هو ‬مظهر ‬من ‬مظاهر ‬التخلّف، ‬فكأنّ ‬المرأة ‬لا ‬تزال ‬ضعيفة ‬وتحتاج ‬إلى ‬وزارة ‬لتهتم ‬بشؤونها. ‬نحن ‬من ‬المفروض ‬أنّنا ‬تجاوزنا ‬هذه ‬المرحلة. ‬
لابد ‬من ‬الاهتمام ‬بالمرأة ‬كمواطنة، ‬وتخصيص ‬وزارة ‬لها ‬يُعدّ ‬تمييزا ‬ضدّها ‬وعلى ‬كل ‬مؤسسات ‬الدولة ‬أن ‬تهتمّ ‬بالمرأة ‬كما ‬تهتمّ ‬بالطفل ‬والعائلة. ‬واليوم ‬يجب ‬أيضا ‬تأهيل ‬الرجل ‬حتى ‬يعي ‬بالمسؤوليات ‬الملقاة ‬على ‬عاتقه. ‬ولتحقيق ‬ذلك ‬يجب ‬أن ‬تكون ‬هناك ‬ثورة ‬في ‬المناهج ‬التعليمية ‬بتغيير ‬محتواها ‬بما ‬يمكن ‬من ‬تغيير ‬العقلية ‬نحو ‬التعامل ‬مع ‬المرأة ‬كمواطنة ‬مثلها ‬مثل ‬الرجل. ‬

● ‬في ‬مجال ‬التمكين ‬الاقتصادي ‬والاجتماعي ‬للمرأة ‬هل ‬نجحت ‬تونس ‬في ‬هذا ‬المجال؟
-‬التمكين ‬الاجتماعي ‬والاقتصادي ‬للمرأة ‬في ‬تونس ‬موجود ‬في ‬العمق ‬ومنذ ‬سنوات، ‬فالمرأة ‬في ‬المناطق ‬المهمّشة ‬هي ‬من ‬تعمل ‬لكن ‬هذا ‬التمكين ‬لم ‬يتمّ ‬تثمينه ‬بالكيفية ‬اللازمة ‬ولم ‬يتمّ ‬تطويره ‬وتضمينه ‬وفق ‬برامج ‬وسياسات ‬دولة.‬
هناك ‬بعض ‬التجارب ‬الناجحة ‬ولكن ‬محتشمة ‬وقد ‬تمت ‬عن ‬طريق ‬الشراكة ‬بين ‬القطاع ‬العام ‬والخاص. ‬وفي ‬رأيي ‬إذا ‬توفرت ‬الإرادة ‬السياسية ‬في ‬هذا ‬المجال ‬فإنّ ‬النتائج ‬ستكون ‬نوعية ‬وستفتح ‬الكثير ‬من ‬الآفاق ‬خاصة ‬بالنسبة ‬للمرأة ‬وللشباب.‬
في ‬تونس ‬ينقصنا ‬أيضا ‬اليد ‬العاملة ‬المتخصصة، ‬فلا ‬تكفي ‬الشهائد ‬العليا ‬لوحدها ‬علينا ‬التوجه ‬إلى ‬التكوين ‬مع ‬الشهائد ‬المتحصّل ‬عليها ‬حتى ‬يتمكن ‬أصحاب ‬هذه ‬الشهائد ‬من ‬إيجاد ‬موطن ‬الشغل ‬وهذا ‬ما ‬سنسعى ‬إليه ‬من ‬خلال ‬المنتدى ‬العربي ‬الإفريقي ‬للتنمية ‬والتدريب. ‬
واشكاليتنا ‬في ‬تونس ‬لم ‬نعط ‬الأهمية ‬الكافية ‬للتكوين ‬المهني ‬الذي ‬من ‬شأنه ‬أن ‬يوفّر ‬اليد ‬العاملة ‬المتخصصة ‬والذي ‬يحتاجها ‬سوق ‬الشغل. ‬

● ‬بصفتك ‬عضوا ‬بمجلس ‬بلدية ‬سكرة، ‬لماذا ‬برأيك ‬لم ‬تنجح ‬هذه ‬المجالس ‬إلى ‬حدّ ‬الآن ‬في ‬إرضاء ‬المواطن؟ ‬
-‬الإشكالية ‬تكمن ‬أوّلا ‬في ‬القانون ‬الانتخابي ‬الذي ‬أفرز ‬مجالس ‬مشوهة ‬وهو ‬ما ‬انعكس ‬أيضا ‬على ‬البرلمان ‬الحالي، ‬ثانيا ‬النيابات ‬الخصوصية ‬استغرقت ‬أعمالها ‬لسنوات ‬ما ‬خلّف ‬العديد ‬من ‬التراكمات ‬وبالتالي ‬وجدت ‬هذه ‬المجالس ‬نفسها ‬أمام ‬عوائق ‬عديدة ‬في ‬غياب ‬آليات ‬تمكنها ‬من ‬حلّ ‬المشاكل ‬في ‬العمق ‬والتي ‬تهمّ ‬البنية ‬التحتية ‬والنظافة ‬وغيرها. ‬فبالنسبة ‬للنظافة ‬تونس ‬تعاني ‬من ‬مشكل ‬كبير ‬قد ‬يمسّ ‬من ‬الأمن ‬القومي ‬بسبب ‬برج ‬شكير ‬الذي ‬تجاوز ‬طاقة ‬استيعابه ‬حيث ‬أن ‬تسرب ‬الأوساخ ‬ضرب ‬المائدة ‬المائية ‬وهذه ‬كارثة ‬كبيرة ‬فيتعيّن ‬على ‬وزير ‬الشؤون ‬المحليّة ‬والبيئة ‬الجديد ‬أن ‬يجد ‬حلا ‬جذريا ‬وسريعا ‬لهذا ‬المصبّ. ‬

● ‬هل ‬يوجد ‬إشكال ‬في ‬مجلة ‬الجماعات ‬المحليّة ‬عطّل ‬عمل ‬المجالس ‬البلدية؟
-‬عند ‬صدور ‬مجلة ‬الجماعات ‬المحلية ‬لم ‬تكن ‬كافية ‬لتسيير ‬هذه ‬المجالس، ‬فعدم ‬إصدار ‬جميع ‬الأوامر ‬الترتيبية ‬رغم ‬الآجال ‬المحددة ‬عرقل ‬إلى ‬حدّ ‬ما ‬أعمالها، ‬أضف ‬إلى ‬ذلك ‬انتخاب ‬رؤساء ‬القائمات ‬كان ‬غير ‬موفق ‬ولمسنا ‬ذلك ‬في ‬الممارسة ‬اليومية، ‬فهناك ‬نقص ‬في ‬الكفاءة ‬وعدم ‬الإلمام ‬بصلاحياتهم ‬وعلى ‬مستوى ‬طريقة ‬العمل ‬والتنسيق ‬وتفويض ‬صلاحياتهم.. ‬فالعديد ‬من ‬رؤساء ‬البلديات ‬لا ‬يأخذون ‬بعين ‬الاعتبار ‬ما ‬تتضمنه ‬تقارير ‬اللجان. ‬

● ‬لكن ‬هذه ‬المجالس ‬ستتواصل ‬أعمالها ‬لأكثر ‬من ‬ثلاث ‬سنوات، ‬فهل ‬من ‬المعقول ‬أن ‬يبقى ‬الحال ‬على ‬ما ‬هو؟ ‬ألا ‬توجد ‬حلول؟
-‬الإشكالية ‬اليوم ‬أنّ ‬المجالس ‬البلدية ‬تحولت ‬إلى ‬مجالس ‬كتل ‬وتجاذبات ‬بين ‬أعضائها. ‬فأعتقد ‬أن ‬هذه ‬التجربة ‬ستتواصل ‬بنفس ‬النسق ‬إلى ‬حين ‬نهاية ‬مدتها ‬الانتخابية ‬وستكون ‬متعثرة ‬إلى ‬حدّ ‬ما.‬
وقد ‬يتحسن ‬الوضع ‬إذا ‬ما ‬تمّ ‬التسريع ‬في ‬إصدار ‬الأوامر ‬الترتيبية ‬وتطبيق ‬ما ‬جاء ‬في ‬مجلة ‬الجماعات ‬المحلية ‬وجعلها ‬تتماشى ‬وتتطابق ‬مع ‬روح ‬القانون، ‬فالميزانية ‬مثلا ‬إلى ‬الآن ‬أن ‬تُمرّر ‬بالقانون ‬القديم.‬
ايمان عبد اللطيف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.