أكد وزير الشؤون المحلية والبيئة مختار الهمامي، ان مؤسستين صناعيتين تعهدتا بتأهيل محطتي ضخ المياه على مشارف سبخة تازركة (ولاية نابل ) بحلول منتصف فيفري الجاري على أقصى تقدير والا ستواجهان قرارات بإيقاف النشاط. ولفت الهمامي، خلال يوم تحسيسي انتظم بمدينة تازركة في اطار لاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة، أن اجتماعا يضم كافة الاطراف المتدخلة، سيعقد الخميس المقبل، لايجاد حلول عاجلة للحد من تلوث هذه السبخة علما وان مصالح الديوان الوطني للتطهير ستتخذ الاجراءات الكفيلة بربط المؤسسات الصناعية المعنية بشبكة التطهير. وشدد عدد من الخبراء والمختصين المشاركين في هذه التظاهرة، على ضرورة المحافظة على المناطق الرطبة والبالغ عددها 250 منطقة تمتد على حوالي مليون هكتار وتمثل السباخ 25 بالمائة منها. وتنتمي سبخة تازركة، التي تمتد على 65 هكتارا الى المنطقة الرطبة الشرقية للوطن القبلي حيث تم تصنيفها منذ سنة 2007 ضمن اتفاقية رامسار لاسيما وانها تستقبل اعدادا كبيرة من الطيور المهاجرة وتضم انواع عدة من النباتات. وشهدت سبخة تازركة مؤخرا عديد الضغوطات المتأتية من محطة تطهير المياه المستعملة الراجعة بالنظر للديوان الوطني للتطهير وكذلك المياه المتاتية من المنطقة الصناعية بتازركة التي تضم 26 مؤسسة صناعية. ولاحظ رئيس جمعية البيئة بتازركة، أنيس قاسم، ان سبخة تازركة تشهد كارثة بيئية بسبب ارتفاع منسوب المياه الملوثة بها والناتجة عن الانشطة الاقتصادية والعمرانية المحيطة بها، مضيفا انها باتت تشكل تهديدا للشاطئ وللأراضي الفلاحية المجاورة. وأكد على ضرورة إيجاد حلول جذرية لهذا الاشكال من خلال ربط تصريف مياه المصانع الملوثة بمحطة التطهير وتصريف جزء من المياه المعالجة بمحطة التطهير في السباخ المجاروة للتقليص من منسوب المياه بهدف الحفاظ على هذه السبخة. ولفت رئيس مصلحة المناطق الحساسة بوكالة حماية الشريط الساحلي ايمن الكيلاني، الى ان هذه المناطق تهددها مخاطر طبيعية كالجفاف وتخصب المياه نتيجة غلق المعابر مع البحر بالاضافة الى الاخطار البشرية المتعلقة بالتوسع العمراني والقاء النفايات الصلبة والسائلة. واعتبر الكيلاني ان إدراج سباخ شرقي الوطن القبلي ضمن شبكة محميات وإحداث وحدة تصرف خاصة بالجهة تبقى من بين الحلول التي ستساهم في الحفاظ على المناطق الرطبة داعيا الى بعث مؤسسات وجمعيات تعنى بهذه المناطق التي تساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الجهة من الفياضانات. وأكدت مديرة المنظومات الطبيعية بالوكالة الوطنية لحماية المحيط نبيهة مبارك، من جهتها، على ضرورة تكثيف عمليات المتابعة العلمية للمناطق الرطبة وتشريك الباحثين والمجتمع المدني لايجاد حلول للسباخ التي تشهد اشكاليات ومنها سبخة تازركة.(وات)