.. واخيرا سيلتئم عشية اليوم اجتماع المكتب التنفيذي للجامعة التونسيّة لكرة القدم برئاسة نائب رئيس الجامعة كمال بن عمر الذي سيتولّى بالمناسبة اعلام زملائه الحاضرين رسميّا باستقالة الطاهر صيود من منصبه كرئيس للجامعة. وعندها وبما ان كل الدلائل تشير الى ان استقالة الطاهر صيود لن تكون متبوعة باستقالات اخرى، بما يجعل عدد الأعضاء المنتخبين يتقلّص الى 10 فقط (10 = 2 - 12) بعد استقالة رضا عياد ثم الطاهر صيود، فان المكتب الجامعي يعتبر مؤهّلا قانونيا لمواصلة مدّّته النيابية حسب مقتضيات الفصل 36 من القانون الداخلي للجامعة الذي لا يفترض حلّ المكتب الجامعي الا في صورة تقلّص عدد الاعضاء المنتخبين الى أقل من ثمانية (8). وبمجرّد الاعلان عن استقالة الطاهر صيود رسميا يصبح كمال بن عمر الرئيس الجديد للجامعة حسب مقتضيات الفصل 29 من القانون الداخلي للجامعة في صيغته الجديدة الصادرة في شهر نوفمبر 2007. وكما تلاحظون فان هذا الفصل يخوّل للرئيس الجديد للجامعة كمال بن عمر القيام بتوزيع جديد للمهام. فهذا الفصل واضح وصريح ولا يحتمل أي جدل أو تأويل. معنى هذا أن المكتب الجامعي مقبل اليوم على مرحلة جديدة وأن كمال بن عمر هو الذي سيكون رجل هذه المرحلة. وشخصيّا انا على يقين تام بأن كمال بن عمر لن يقتحم هذه المرحلة الجديدة إلاّ وقد استخلص العبرة واستوعب الدرس كاملا ممّا حدث في المرحلة السابقة بايجابيّاتها وسلبيّاتها منذ انتخاب المكتب الجامعي يوم 5 ماي 2007، مع التركيز بالخصوص على الدوافع التي أدّت لاستقالة الطاهر صيود وهي معلومة ولا تخفى على احد. كما ان كمال بن عمر سيقتحم هذه المرحلة الجديدة وهو على رأس الجامعة بادراك تام أن من أكبر غلطات المرحلة السابقة تهميش أعضاء الجامعة وحصر دائرة صنع القرار في عدد محدود جدا من الأعضاء والاقتصار في كثير من الأحيان على اجتماعات لجنة التصرّف بدل طرح أمّهات القضايا والملفات الشائكة على المكتب الجامعي برمّته اي بحضور جميع اعضائه الذين كانوا يجدون انفسهم مرّات ومرّات (وما اكثرها؟) في مواقف مخجلة باعتبارهم ينتمون الى المكتب الجامعي، ولكنهم «آخر من يعلم»! أكيد وأن كمال بن عمر يدرك جيّدا خطورة مثل هذه المسائل التي تكون نتيجتها الحتميّة تصدّع المكتب الجامعي وزعزعته وتقويض اركانه. ولست هنا بصدد تقديم الدروس لكمال بن عمر أو غيره حاش وكلاّ ولكن لا بأس من التذكير بالأمور الحساسة من قبيل «ذكّر فان الذكرى تنفع المؤمنين». لا بأس ايضا من التأكيد على أن المكتب الجامعي وبعد سبات عميق كاد يذكّرنا بأهل الكهف! تنتظره أولويّات هامة وملفّات عاجلة لابد من الانكباب عليها فورا ودون أدنى تأخير أو تقصير مثل انطلاق الموسم الكروي الجديد، والاعداد الجيّد للمنتخب الوطني لمباراته المصيرية في بوركينا فاسو والتمهيد بسرعة واحكام للجلسة العامة التي سيتم خلالها تنقيح القوانين وتعديلها وتحيينها الى جانب مسائل أخرى لا تحتمل بدورها الانتظار. وفي كلمة واحدة من هنا نبدأ يا سي كمال! أليس كذلك؟