طابور طويل يضم في ثناياه كهولا وشبانا وشيوخا ممن اضطروا لانتزاع مكان لهم بين الصفوف المترامية أمام مكتب بريد القلعة الكبرى سواء لصرف جراية أو تسلّم راتب أو خلاص فواتير قد حلّ ركبها في الوقت البدل الضائع أياما قليلة قبل حلول آجال خلاصها وهو ما ساهم بشكل واضح في حالة الاكتظاظ وفي توتّر الواقفين في طابور الإنتظار تحت أشعة الشمس الحارقة ليغلق الباب الحديديّ في وجوه من لم يسعفه توقيت عمل المركز الولوج إلى الداخل لتتعالى الأصوات المستنكرة والرافضة لما أتاه عون الحراسة الذي تمسّك بتطبيق القانون احتراما لحق الموظّفين ، أصوات الاحتجاج بلغت صداها مسامع مدير المكتب الذي هرع إلى المحتجّين وعاين الوضع ثم التحق بأعوان الإستقبال الذين قرؤوا في عينيه مضمون الرسالة المرجوّة فباركوا بكثير من المودّة والحال و العطاء مقترح مدير المكتب وعبّروا عن استعدادهم للعمل بعد وقت الدوام إلى حين قضاء شؤون مايزيد عن ثلاثين مواطنا رغم حجم العمل الضغوطات التي يكابدونها منذ إنتشار جائحة كورونا ،موقف كان محلّ إشادة وتنويه من قبل عدد من الحاضرين الذين أكّدوا ل" الصباح نيوز " على أن إدارة المكتب كانت قد أتت نفس الحركة في اليوم الذي سبق عطلة العيد مباشرة واعتبروا أن بمثل هذه التضحيات وقت الأزمات قد تتعافى الإدارة التونسية.