تتواصل التحركات الاحتجاجية بمدينة المرناقية من حين لآخر خلال الفترة الأخيرة بسبب تسجيل تغير على مستوى جودة مياه الشرب من حيث النوعية و المذاق و تطور الوضع لبلوغ انقطاع الماء نهائيا و على مدى أيام عن أكثر الأحياء و تذبذب توزيعه بها ليجبر متساكني بورقبة ، الطاحونة ، طبلتش ، قصر حديد ، بوحنش و البساتين السفلى و العليا للخروج و التعبير عن غضبهم و رفضهم القاطع لما أقدمت عليه الصوناد بربط قنوات غدير القلة ( و يعتبرونه ماء غير صالح للشرب ) بقنوات سد بني مطير ( ماء عذب تتمتع به المنطقة منذ عشرات السنين) و الذي يرون فيه سلبا لحقهم في التمتع بماء حلو و صحي خاصة مع ما صاحب العملية من مباغتة و تعمد بتجاوز الفصل 242 من مجلة الجماعات المحلية الذي ينص على أخذ رأي المجلس البلدي في ما يخص انجاز مشاريع جهوية أو وطنية إضافة إلى الاتهامات المباشرة للشركة بتعمد قطع الماء للإيهام بنقص الكميات المتأتية من بني مطير و إجبار المتساكنين على قبول الماء المدعم بمياه غدير القلة .. مجموعة من النقاط طرحتها الصباح نيوز على حبيب العبدلي رئيس إقليم الشركة الوطنية لإستغلال و توزيع المياه بمنوبة الذي لخص إجاباته عن كل تلك التساؤلات و الاتهامات بأن البلاد تمر بشكل عام بفترة نقص على مستوى مخزون المياه الصالحة للشرب بسبب تعاقب سنوات من الجفاف أثرت على منسوب السدود سلبا و عليه إمدادات الماء للحرفاء و هو نفس الوضع في ولاية منوبة حيث لم تعد كميات المياه القادمة من سد بني مطير على الإيفاء بالاحتياجات التي تشهد يوميا تزايدا متواصلا بشكل أثر على وصول الماء الصالح للشرب لعديد المناطق و قد تحملت الشركة كل مسؤولياتها في هذا الشأن و قامت بإنجازات استباقية و رصدت اعتمادات هامة لتدعيم ضخ المياه نحو تلك المناطق بالربط بسد غدير القلة الذي يزود أغلب مناطق اقليم تونس الكبرى و ما حولها كزغوان على سبيل الذكر لا الحصر و اعتبر العبدلي هذا التمشي أفضل الحلول لتجاوز النقص الحاصل . و حول تسبب ذلك في الاحتجاجات الأخيرة في المرناقية فإنه يرى تلك التحركات حقا مضمونا للمطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب الذي تواصل تذبذب توزيعه و انقطاعه أحيانا كنتيجة حتمية لوقف الربط بغدير القلة منذ بداية الأسبوع بقرار سياسي و تأكد عدم قدرة مياه بني مطير على ضمان حاجيات المتساكنين و أن الصوناد قامت بما عليها و لم تدخر جهدا في هذا الخصوص و أن لا علاقة لها بالاحتجاجات الأخيرة و أنجزت مهمتها بشكل استباقي يحسب لها لا عليها .. من جهة أخرى يتواصل عقد جلسات عمل محلية و جهوية ماراطونية متتالية لإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف رغم الصعوبات القائمة و أهمها التوفيق بين الحق في التمتع بمياه شرب عذبة و بين الحاجة لدعم تدفق الكميات اللازمة من المياه لتشمل جميع المناطق على حد السواء..