كنا أوردنا في عدد سابق في ركن «ملامح وأخبار» معلومات وصلتنا من كلية العلوم بصفاقس مفادها أن لخبطة حصلت في سير امتحان آخر السنة نتجت عن اخطاء لدى تجميع وتنزيل الاعداد وتضرر منها عدد من الطلبة الذين رسمتهم وبالتالي من كان ناجحا لم ينجح ومن كان راسبا تأجل، وقد قامت ادارة الكلية في الإبان بالرد على ما نشرناه وكذبته جملة وتفصيلا، مؤكدة على لسان عميدها «بأن هذه الكلية قد اكتسبت من خلال تجربتها الطويلة ما يحصنها ضد أية لخبطة من هذا القبيل وبالتالي فان ما قيل ونشر لا أساس له من الصحة». وكان علينا، بعد أن استوفت ادارة هذه الكلية حقها في الرد «وادعت بأن المحرر قد اختلق تلك المعلومات من عنده»، أن نؤكد صحة الموضوع الذي هو على جانب كبير من الأهمية فانتقلنا على عين المكان واتصلنا بعديد الاطراف المعنية من طلبة وأساتذة وحتى من اعوان في الادارة، واكتشفنا الحقيقة واضحة وجلية لكل ما حصل في الكلية إبان الامتحانات، حيث ثبت لنا أن ما نشر وما قيل عن تلك «اللخبطة» صحيح تماما وأن الكثير من الأمور المتعلقة بالامتحانات لم تنته فعلا على ما يرام باعتبار أن الادارة كانت منشغلة أكثر في انتخابات المجالس العليا للكلية وقليلة الاهتمام بسير الامتحانات رغم الجهود الجبارة التي يقوم بها الأساتذة وبعض الأعوان الاداريين، فتعتبر الاعداد أمانة مقدسة امام الله والقانون وكانت النتيجة أن تم تسجيل أخطاء في معدلات الطلبة عمدت فيما بعد مصالح الكلية لاصلاحها، وكانت اخطاء ألحقت الضرر بعشرات الطلبة بدليل مثلا أن ما لا يقل عن 25 من طلبة الفيزياء قد انتفعوا من عملية اصلاح هذه الاخطاء ونجحوا بعد ان كانوا من الراسبين أو المؤجلين، وقد امكن لنا جمع شهادات بعض هؤلاء الطلبة. تحصلت طالبة مرسمة بالسنة الثانية من شعبة علوم الحياة والارض قسم البيولوجيا على معدل 9.73 فتم تأجيلها الى دورة المراقبة ولكنها تفطنت الى وجود خطإ في تنزيل الاعداد 6.76 في حين أن العدد الصحيح هو 11.07 فأصبح المعدل العام 10.28 عوضا عن 9.73 بعد الوقفة الحازمة من طرف اساتذتها المشكورين لاصلاح الخطإ وانقلبت من صدمة وحيرة الى فرحة كبيرة غمرت العائلة. أما الطالبتين المرسمتين بالسنة اولى شعبة الفيزياء فقد طلبتا منا عدم ذكر اسميهما فقد تحصلت احداهما على 15 وأخرى على 13 في مادة الفيزياء ففوجئتا بأصفار عند نزول قائمة الاعداد. وبالنسبة للطالب المرسم بالسنة الاولى بقسم الفيزياء (طلب عدم ذكر اسمه لعدة اسباب)، قال: «باعتباري رسبت في السنة اولى قسم الفيزياء وتحصلت في مادة الفيزياء على 15 من 20 مما لا يجعلني قانونيا مطالب باعادة هذه المادة حيث يحتفظ لي بالمعدل المتحصل عليه بالسنة الفارطة وهو 15 لكن في تنزيل الاعداد لهذه السنة تفطنت الى حصولي على صفر في هذه المادة فطلبت الاصلاح ومازلت انتظر». أما الطالبة «م.ب.ر» المرسمة بالسنة الثانية شعبة علوم الحياة بقسم البيولوجيا افادت أنها تحصلت على 8.25 في مادة الانقليزية في الدورة الرئيسية وفوجئت بنفس العدد في بطاقة اعداد مداولات الاقسام لدورة التدارك وكان المعدل العام فيها 10.75 وعندما تسلمت قائمة الاعداد وجدت في مادة الانقليزية 13 من 20 وأصبح المعدل العام 10.87 دون تقديم مطلب لإعادة الاصلاح. * الطالب «م.ب»: «أنا طالب سنة اولى اختصاص علوم الاحياء والمحيط أجريت امتحان الدورة الرئيسية في ظروف عادية ولدى الاعلان عن نتائجها أعلموني بأنني مؤجل فاستغربت وقدمت مطلبا في مراجعة اعدادي، وظللت أنتظر حتى ادركتني دورة التدارك التي ما ان شرعت فيها حتى اخطروني بأنني كنت من الناجحين على اثر اصلاح عدة اخطاء في معدلات عدة مواد فانقبلت الموازين وأصبحت ناجحا وعمت الفرحة عائلتي». * الطالب «خ.ر»: «انا طالب سنة ثانية علوم فيزيائية، تحصلت على معدل 8.5 في مادة الفيزياء (أشغال تطبيقية) غير انه أثناء عملية تنزيل المعدلات فاجؤوني بأن معدلي هذا هو صفر فلم أنجح فاضطررت الى تقديم مطلب لتصحيح المعدل». * الطالب «م.ن»: «احتسبوا لي معدلا يساوي صفرا في مادة الفيزياء وبعد المراجعة اتضح أن معدلي يساوي 14 فانقلبت الآية في مادة الفيزياء». * الطالب «ع.ع.»: ينتمي الى السنة الرابعة اختصاص اعلامية وأدلى بشهادته في الموضوع قائلا: «لقد مثلت فعلا زملائي في الدفاع عنهم لدى ادارة الكلية التي عانيت منها ما عانيت بسبب التعنت التي أبدته في اول الأمر وقد ترددت عليها كثيرا في سبيل اصلاح الاخطاء التي ارتكبت لدى تسجيل أو تنزيل معدلات الامتحانات والتي استطيع ان أجزم بأنها تعد بالمئات، وبحوزتي الوثائق التي تدل على ذلك وقد أفلحت في أغلب الحالات في رد الاعتبار لزملائي الذين نجحوا بعد ان كانوا من الراسبين أو المؤجلين ولا بد هنا أن اقدم جزيل الشكر للأساتذة الأفاضل الذين ساعدوني كثيرا في الوصول الى هذه الغاية». ملاحظة: بحوزتنا ملف كامل من الوثائق التي تثبت حصول «لخبطة» إبان سير عملية الامتحانات في كلية العلوم بصفاقس وبامكان كل من يهمه الأمر الاطلاع عليها. والمقترح على الوزارة أن تأذن بتفادي تزامن انتخابات المجالس العلمية مع الامتحانات حتى لا يحدث ما حدث في كلية العلوم بصفاقس.