لاخلاف مالي مع قناة حنّبعل لكن مشكل لمين هو الوقت يتواصل ببطء تصوير السلسلة التلفزية «تحت حس مس» للامين النهدي التي ستبّث في رمضان القادم على قناة حنّبعل وبالرغم من أنه لم يعد يفصلنا عن رؤية هلال رمضان سوى شهر واحد الا ان هذه السلسلة التي يخرجها المخرج المنصف الكاتب لم تتعد الحلقة الثالثة من جملة 30 ومن المفترض ان تكون جاهزة للبث في موسمنا الدرامي. ويعود هذا البطء الى كثرة التزامات لمين النهدي في المهرجانات الصيفية حيث ماتزال مسرحية «في هاك السردوك نريشو» مطلوبة للعرض امام الجمهور على حد ما أخبرنا به لمين ومحمد علي النهدي. وقد علمنا منهما ان هذا البطء في التصوير لا يعود الى خلافات مع إدارة قناة حنّبعل حول تفاصيل إنتاج السلسلة وخصوصا حول الأمور المالية بل الى العروض والإلتزامات خارج العاصمة التي ترهق كثيرا لمين النهدي وقد تؤثر على أدائه في التمثيل غير انه وعد بأن يخصص النصف الثاني من شهر اوت للتقدم في تصوير السلسلة ربما بمعدّل حلقة كل يوم. وضع استثنائي أمام هذا الظرف الزمني الاستثنائي خير لمين النهدي أن يسترق بعض أيام للتصوير كلما سنحت له الفرصة وحصل على يوم راحة من عروض المسرحية شرط ان تتوفر له اللياقة البدنية اللازمة. والى حد الآن أنجز لمين النهدي حلقتين من هذه السلسلة التلفزية الاولى عنوانها «العفارت» (طبعا من بني البشر) وفيما يتعرض الى أساليب غريبة يتوخاها بعضهم كالوصولية والتحيّل والاستقواء والنفاق.. للوصول لغاياتهم أما الحلقة الثانية فعنوانها «اللّمة» وهي حلقة ذات بعد اجتماعي وعائلي يتعرض فيها لمظاهر وظواهر في أسرنا التونسية وبأسلوبه الكاريكاتوري المعروف يعدّ النهدي الان الحلقة الثالثة وعنوانها «الحرقة» وبالرغم من انها موضوع مستهلك فإن للمين ما يضيف فيه على طريقته ومن بين المواضيع الأخرى التي ستكون محور هذه السلسلة: المثقف، الفن الشعبي، مواطنونا بالخارج.. وغيرها أسلوب «دياري» عندما نتحدث عن الشغل العائلي في هذه السلسلة لا نقصد فقط وجود وليد النهدي ابن لمين النهدي في إنتاج سلسلة «تحت حس مس» بل الأسلوب الذي يتوخاه لمين في الاعداد لها فهو يقوم بكل التمارين و«البرايفش مع الممثلين في بيته قبل التحوّل للبلاتو للتصوير. وللتذكير فإن النهدي يعتمد في هذه السلسة على الممثلين الذين يشاركونه أدوار مسرحيته الجماعية «يصير على الرجال» التي تتواصل بروفاتها للعام الثاني على التوالي وهو اقل واجب يمكن ان يقدمه لهؤلاء الذين صبروا معه الأيام والشهور والأعوام. وأثناء متابعتنا «للبرايف» وقفنا على ضخامة هذا الانتاج المسرحي نظرا للعدد الكبير من الممثلين المشاركين. فزيادة عن أن المسرحية مكلفة ماديّا فإن وزارة الثقافة رفضت في الاول دعمها نظرا لأن القانون لا يسمح بذلك لأن أكثر من ثلثي الممثلين هم من الهواة. ويبدو ان لمين النهدي وجد حلاّ استثنائيا مع الوزارة ومع بعض المستشهرين حتى تكون المسرحية جاهزة في الموسم الثقافي القادم. علما ان العودة للتمارين ستكون في شهر سبتمبر. هكذا فضل لمين النهدي ان يسير على خطين متوازيين خط الفن الرابع وخط الفن الثامن لكن بنفس الموارد البشرية في انتظار النتائج الفنية. وحيد عبد الله