افتتحت مساء الأربعاء الماضي الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بدار الأوبرا المصرية، بحضور عدد كبير من نجوم الفن في مصر والوطن العربي وأكثر من 200 ضيف أجنبي. بدأ الحفل بعرض فيلم قصير يحكي عن إغلاق دور العرض، والصعوبات التي واجهت الصناعة بسبب كورونا، ليظهر بعدها الفنان أشرف عبد الباقي، مستعرضا تأثير "كورونا" على صناع السينما، بطريقة كوميدية، ثم قدم الفنان تامر حسني أغنيته الجديدة "الدنيا فيلم"، والتى تفاعل معها الحضور بشكل كبير. ومن جانبه توجه المنتج والسيناريست محمد حفظي في كلمته بالشكر للدولة المصرية على تمسكها بعودة الحياة إلى طبيعتها، وخص بالذكر وزارة الصحة المصرية التي تشرف على تأمين المهرجان صحيا بمشاركة فريق يصل عدده الى 120 فردا، كما شكر، وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم على دعمها المستمر للمهرجان. كما توجه بالشكر إلى فريق البرمجة الذي استطاع أن يضم مجموعة من أهم أفلام العام، رغم الظروف الصعبة، كما أشاد بالمجهود الذي يبذله فريق أيام القاهرة لصناعة السينما وما يقدمه من دعم لصناعة السينما المستقلة، مؤكدا أن هذه النسخة هي الأقوى من حيث الفعاليات، خاصة وأن الملتقى وصل حجم الدعم الذي يقدمه هذا العام الى 260 ألف دولار، ستقدم للمشروعات المشاركة لتكون حاضرة السنوات القادمة في مهرجان القاهرة ومهرجانات أخرى. وكشف حفظي خلال الحفل أن هذه الدورة رغم كل الصعوبات والعراقيل في حركة السفر، يشارك فيها أكثر من 200 ضيف أجنبي، وهذا انجاز كبير. وخلال كلمته، كشف "حفظي" عن رسالة مصورة من رؤساء أهم ثلاثة مهرجانات فى العالم (كان وبرلين وفينيسيا)، يرحبون فيها بمشاركتهم الحضور حفل الافتتاح، ويؤكدون فيها عن سعادتهم بإقامة المهرجان في صورته الكاملة، مشيدين بالتحدي الذي خاضه رئيس المهرجان وفريقه للخروج بهذه الدورة. وقالت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم في كلمتها إن الفنون ومن بينها السينما، نجحت على مدار أشهر، في أن تكون المتنفس للشعوب، بعد أن فرضت جائحة كورونا على العالم إقامة جبرية مفاجئة بالمنازل، وأصبحت مشاهدة الأفلام والاستماع للموسيقى ضرورة للقدرة على المواجهة والحياة. وأضافت أن "اليوم تنطلق الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتبدأ مسارح وسينمات دار الأوبرا المصرية في استقبال الجمهور المحب للسينما، لمشاهدة أهم أفلام العالم في 2020، والتي يرافقها ضيوف مصر من مختلف الدول، في مشهد حضاري يؤكد على أن الحياة ستنتصر". وأوضحت أن هذه الدورة تأتي للاحتفاء بصناعة السينما، وقدرتها على الصمود في مواجهة العراقيل التي فرضها فيروس كورونا، حتى لا تتوقف عجلة الإنتاج، ويعود النور إلى السينما بعد الظلام الذي حل بإغلاق دور العرض خلال الأشهر الماضية، وهي الفكرة التي يعبر عنها ببراعة الملصق الدعائي للدورة الثانية والأربعين. وأكدت أن الدولة المصرية اختارت التحدي، بعودة الحياة لطبيعتها، مع الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية، والتي يطبقها فريق مهرجان القاهرة لضمان سلامة الجميع من التعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا. وتحدث المخرج يسري نصر الله عن المخرج الإيطالي الراحل فيدريكو فيلليني، أحد أبرز المخرجين في تاريخ السينما، والذي يحتفي المهرجان هذا العام بمئوية ميلاده عبرعرض نسخ مرممة لأربعة من أشهر أفلامه، هي؛ "ليالي كابيريا" عام 1957 ، و"الحياة الحلوة" عام 1960، و"1⁄2 8 " عام 1963، و"أرواح جولييت" عام 1965، بالإضافة إلى إقامة معرض صور خاص لكواليس أفلامه، للمصور الإيطالي الكبير ميمو كاتارينيتش، بالإضافة إلى عرض الفيلم التسجيلى "أرواح فيلليني" من إخراج سيلما ديلوليو وإنتاج إيطاليا وفرنسا وبلجيكا وإنتاج عام 2020. كما كرم المهرجان الفنانة منى زكي، بجائزة فاتن حمامة للتميز، والتي سلمته الفنانة منة شلبي. وخلال كلمتها قالت منى زكي: "شرف كبير تكريمي من أهم مهرجان في بلدي، وبجائزة تحمل اسم سيدة الشاشة العربية، وفي نفس الدورة التي يكرم فيها الكاتب الكبير وحيد حامد، التي كشفت عن تأثرها بأفلامه وخاصة جملة "أنا هحلم" في فيلم "اللعب مع الكبار"، مؤكدة على أنها تعتمدها منهج لحياتها، "بحلم وهفضل أحلم ولسة هحلم". وكان الكاتب البريطاني كريستوفر هامبتون ثاني تكريمات المهرجان، والذي قدمه المنتج محمد حفظي، مؤكدا على أن تكريمه ليس فقط لاسهاماته في السينما العالمية التي استحق عنها الأوسكار، ولكن أيضا لصلته العميقة بمصر. من جانبه قال "هامبتون"، إن حصوله على جائزة الهرم الذهبي شرف عظيم، مشيرًا إلى أنه بدأ حياته في مصر في سنوات عمره ما بين خمسة إلى عشرة سنوات بالإسكندرية حيث كان يعمل والده. وأشار إلى أن مدرسة اللغة الإنجليزية في نهاية العام كانت تطلب منهم كتابة المسرحيات، متابعًا: «كانت أولى الخطوات في مصر وأبي كان معجبا بالسينما، ويأخذني لمشاهدة الأفلام وذلك حيث بدأ حبي للسينما.. أحب هذه البلد وسعيد لعودتي مرة أخرى». ولفت "هامبتون"، إلى أن الحصول على «جائزة إنجاز العمر مخيفة لأنها تُشعِر بالنهاية»، معربًا عن أمنياته بأن يستمتع الحضور بفيلمه «الأب» والذي عرض بالأمس في الافتتاح. أما آخر التكريمات الرسمية فكان الكاتب الكبير وحيد حامد، الذي استقبله الحضور بحفاوة كبيرة وتصفيق حار، حيث وقف كل من بالقاعة التي تتسع الى 700 شخص، تحية واحتراما لمشوار وحيد حامد الكبير الذي امتد الى 50 سنة قدم خلالها أفلاما باقية في تاريخ السينما للأجيال القادمة كما قدمه المخرج شريف عرفة. وبكلمات مؤثرة قال وحيد حامد: "الحمد لله مرارا وتكرارا، أننى بينكم، وأشكركم جميعا، أنتم عشاق السينما التى أحبها، والتى أخلصت لها، وأتقدم بالشكر لكل من عملت معهم، لكل من تعلمت منهم، ومن علمونى، إذ كان من الصعب أن أقف هنا بينكم لولا دعمكم ومحبتكم لي". وتابع حامد قائلا: "حبيت أيامي، ومدين لكثيرين وقفوا بجانبي، وساعدوني كي أصل للناس، أشكر الراحل يوسف شريف رزق الله، لأنه أصطحبني معه لمهرجان كان لأول مرة في حياتي، وتعلمت منه الكثير". وأضاف: "أشكر المخرج الإذاعي مصطفى أبوحطب الذي علمني لغة الحوار، وشكرا للمسرحي الكبير سمير خفاجي". وواصل حامد حديثه قائلا: "اشتغلت مع فنانين محترمين منهم، محمود مرسي وأمينة رزق وصلاح منصور ويسرا ومنى زكي ومنة شلبي، تعاملت مع أجيال مختلفة، راضي عن مشواري، وسعيد بالتكريم من القاهرة السينمائي". وفي ختام الحفل قام رئيس المهرجان بتقديم شهادة تقدير الى سامح علاء، مخرج فيلم "ستاشر" الفائز بجائزة السعفة الذهبية بالدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي، مؤكدا أن هذا الحدث هام للسينما المصرية، لذلك يستضيف مهرجان القاهرة المخرج "لنعرفه عليكم ولنقول له جميعا ألف مبروك ونمنحه شهادة تقدير للإنجاز الكبير اللي عملته". واختتمت فعاليات حفل الافتتاح بعرض فيلم "الأب" بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، والذي شهد إقبالا كبيرا، حيث حرص ضيوف الافتتاح على مشاهدة الفيلم، الذي حظي بإعجاب غالبية الحضور، وامتلأت القاعة بالتصفيق مع نهايته.