تونس الصباح: في حفله الفني الذي احياه ليلة امس الاول على ركح المسرح الاثري الروماني في اطار الدورة 44 لمهرجان قرطاج الدولي اكد المطرب التونسي محمد الجبالي انه فنان قد اشتد عوده وانه قد بلغ مرحلة نمو ونضج فني يؤهلانه بالفعل لان يدعو لحفل يحييه بمفرده ويؤثثه بأسلوبه وعلى طريقته بمجموعة اغان هي من رصيده الخاص تعكس «بصمته» الفنية و«توجهه»... «اللي في بالي»! العرض او الحفل حمل عنوان «اللي في بالي» وقد حضره جمهور غفير نسبيا عرف الفنان محمد الجبالي ومهندسوا العرض فرجويا وركحيا وعلى رأسهم المخرج السينمائي محمد دمق كيف يشدانه الى مختلف فقراته الغنائية والفرجوية والحكائية ايضا على اعتبار ان الحفل تأسس من بين ما تأسس على جانب تنشيطي طريف ومبتكر تولاه الفنان محمد الجبالي بنفسه الذي كان يقدم لكل اغنية عاطفية يؤديها بحكاية قصيرة تضعها في اطارها «الدرامي» والفرجوي.. بحيث ان برنامج الحفل لم يكن مؤلفا من مجموعة اغان تؤدى تباعا ولا يفصل بين احداها والاخرى سوى فاصل فراغ يطول او يقصر وانما كان عبارة عن «كل» فرجوي متكامل يجمع بين ما هو اداء غنائي وحكاية وحتى اداء تمثيلي احيانا.. هذا الاسلوب الطريف والمبتكر في الاداء والتقديم والفرجة هو الذي جعل من حفل الفنان محمد الجبالي ليلة امس الاول حفلا رائقا زادته الاختيارات الغنائية المتنوعة والاداء الحرفي للمطرب محمد الجبالي بهاء وثراء فكان ان تفاعل معه الجمهور وصفق لمختلف مقترحاته. اغان معروفة واخرى جديدة الفنان محمد الجبالي اخذ جمهور حفل «اللي في بالي» في رحلة فنية ممتعة عبر مجموعة من اغانيه القديمة (المعروفة) والجديدة.. فقد غنى بمفرده كما غنى بمعية الفنانة الشابة اسماء بن احمد وايضا اسماء العثماني.. فكان سواء وهو يؤدي من الجديد اغنية «اللي في بالي» مثلا او من القديم المعروف «يا قمر» او «اش السر اللي فيك» او «خليني بجنبك» يراوح بين الايقاعي الخفيف والطربي الجميل.. الممثل لطفي العبدلي وشباب «الالكترودانس» مفاجأة الحفل تمثلت في تلك المشاركة الطريفة والظريفة لمجموعة من الراقصين الشبان من متعاطي رقص «الالكترودانس» او ما يعرف برقص الشوارع والساحات وهي مجموعة كان لها ظهور مع الممثل لطفي العبدلي في شريط «اخر فيلم» لنوري بوزيد وهو الشريط ذاته الذي ادى فيه لطفي العبدلي اغنية تدعو كلماتها الى رفض الهجرة والى المصابرة لتحقيق الطموحات والاحلام والنجاح على ارض الوطن بعيدا عن اوهام الهجرة وسرابها.. الفنان محمد الجبالي ابى الا ان يوشح برنامج حفله ليلة امس الاول باداء هذه الاغنية الشبابية المعبرة بمعية الممثل لطفي العبدلي وبمشاركة مجموعة الراقصين الشبان الذين اضفوا على الركح وعلى الجو العام للحفل حركية وبهجة وحبورا تفاعل معه الجمهور وصفق له طويلا. الفنان محمد الجبالي، ومن خلال حفله الناجح ليلة امس الاول في اطار الدورة 44 لمهرجان قرطاج الدولي يكون قد وجه «رسالة» مضمونة الوصول مفادها ان الفنان التونسي يملك كل المؤهلات لكي ينجح في وطنه وانطلاقا من وطنه وبجمهور ابناء وطنه وان مقولة «قنديل باب منارة» قد عفا عنها الزمن وما على الفنان التونسي الا مزيد الاجتهاد والمثابرة والابداع اذا ما اراد ان يقول «كلمته» وان ينافس..