السيارات المعطبة تزوّدت كلها من محطة بنزين واحدة تونس - الصباح: رغم كل الاجراءات والاحتياطات التي اتخذتها ادارة التجارة خلال سنتين مضتا بخصوص مادة البنزين واحكام توزيعها ومراقبة نقائها من كل الشوائب، وخاصة خلطها بالمياه وما راج حولها من اشاعات.. ورغم فرض اعتماد آلة لتحديد نسبة المياه "Marqueur" عند تفريغ صهاريج الشاحنات المزودة لمحطات البنزين وما قامت به نقابة وكلاء المحطات من اجراءات لحماية هذه المادة... رغم كل هذا فقد عادت الظاهرة لتسجل حضورها من جديد خلال الايام الاخيرة ويتضرر منها العديد من اصحاب السيارات بولاية المهدية. فكيف عادت هذه الظاهرة للبروز واين حصلت وما مدى الاضرار الناتجة عنها وحجم الخسائر المسجلة عبرها؟ 15 سيارة تتعطب دفعة واحدة وتجمع في احدى النيابات بسبب تناهي هذا الخبر الى مسامعنا، ونظرا لخطورته وانعكاساته السلبية على الدورة الاقتصادية للبلاد زرنا في المدة الاخيرة احدى النيابات الخاصة ببيع السايرات واصلاحها (مصلحة ما بعد البيع) وهناك شاهدنا عددا من السيارات الجديدة المعطبة بفعل عامل تزودها ببنزين مخلوط بالمياه فكيف حصلت هذه الحالات ومن هي الاطراف المتسببة فيها؟. احدى محطات توزيع البنزين هي السبب في ذلك لقد استفدنا من عديد الاطراف ان تعطب هذه السيارات ناتج عن تزودها بالبنزين من احدى المحطات الكائنة على الطريق الرابطة بين المهدية وقصور الساف ولعل الغريب في الامر ان مجمل اصحاب هذه السيارات هم من هذه الجهة وان الاجماع كان تاما على ما حدث لسياراتهم بانها كانت عرضة لغش من البنزين من المحطة المشار اليها. توضيحات فنية * نزيه بادا (رئيس ورشة النيابة): «لقد وردت علي جل هذه السيارات وهي في حالة عطب وبفحصها تبين لنا ان الاضرار ناجمة عن تزودها ببنزين مخلوط بالمياه، وقد اضطررنا تحت طلب اصحابها الى القيام بالمعاينات اللازمة، وقد لاحظنا ان الضرر الذي لحق بهذه السيارات كان فادحا وباهضا ويكلف اصحابها مبالغ مالية مرتفعة لم تكن لتحصل لولا غشها ببيع بنزين مخلوط بالمياه». * محمد الجريبي (مدير النيابة): «أفاد بأن مثل هذه الممارسات تعتبر مضرة جدا، ويمكنها ان تعرض السيارات الى ضرر كبير قد لا يقدر اصحابها على دفع معاليم الاصلاح الخاصة بذلك ودعا الى ضرورة تطويقها بسرعة مشيرا في الآن ذاته الى انه سيسلم اصحاب السيارات المتضررة شهادة في اسباب الضرر الناجمة عن تزودهم ببنزين مغشوش. أحد أصحاب السيارات المتضررة السيد عبد العزيز بن عامر (مهندس أول فلاحي متقاعد): «لقد توليت تزويد سيارتي بمادة البنزين من محطة معروفة بالطريق الرابط بين المهدية وصفاقس وبين صاحب هذه السيارة بانه لما غادر المحطة بمسافة لا تفوق 150 مترا، توقفت السايرة فجأة وتعطل محركها بالتمام» واضاف قائلا: «وبفعل ما حصل لسيارتي اضطررت الى جرها الى النيابة وتم هناك فحصها وتبين ان عملية التزويد بالبنزين كانت مغشوشة حيث كانت الكمية ممزوجة بالمياه». وقد اطلعنا على عينة من هذا البنزين من خلال كأس جمع به وتبين ان كمية البنزين كانت تطفو فوق كمية مياه بداخلها، ما جعل الامر واضحا في هذا الغش المبيت الذي حصل في محطة البنزين. وقد انجرت عن هذا الغش في البنزين اضرار متعددة طالت محرك السيارة الذي فقد العديد من صلاحية قطعه مضخة البنزين وما تبعها من قطع متصلة بهذا الجانب. وقدكلفته العملية مصاريف طائلة لم يكن ينتظرها لولا ما حصل له من غش عند تزوده بالبنزين من تلك المحطة.