أخبار تونس – لاحظ أصحاب السيارات على مختلف أصنافها في تونس، خلال الأشهر القليلة المنقضية، نقصا تدريجيا في كمية البنزين الرفيع في محطات التزود بالوقود مقابل توفر البنزين الخالي من الرصاص بكثافة. وتسائل أصحاب السيارات عن الاسباب الدافعة لفقدان البنزين الرفيع وعن التأثير الميكانيكي على محركات عرباتهم، بالرغم من أن معظم العربات التي تجوب البلاد تستجيب محركاتها للبنزين الرفيع والبنزين الخالي من الرصاص لأن السيارات الشعبية هي الغالبة في هذا الاسطول. وهنالك ما يزيد عن مليون و300 ألف سيارة عشرها من السيارات الشعبية في تونس من جملة مليار سيارة بحلول العام 2010 هي في حالة جولان وتشكل جيلا جديدا من العربات صممت محركاته لتقبل الجيل الجديد من البنزين الخالي من الرصاص. ويرى اسماعيل الينبعي رئيس جمعية الخبراء التونسيين لسلامة الطرقات أنه لا حرج من استعمال نوع واحد من البنزين كوقود للسيارات ولا ضرر من وراء ذلك على الاسطول او على المستعمل للسيارات، لأن العوامل المختلفة، الاقتصادية والبيئية منها قد تستوجب قريبا ضرورة الاكتفاء باستخدام البنزين الخالي من الرصاص. ويتميز البنزين الخالي من الرصاص بجودة عالية ويمكن اكتشاف ذلك بتحليل مصفات المحركات والعوادم التي تصدر كمية أقل من الغازات في حالة استعمال البنزين الخالي من الرصاص مقارنة باستعمال البنزين الرفيع. ويبدو أن مصافي النفط في العالم تتجه بنهاية العشرية القادمة الى تعميم البنزين الخالي من الرصاص وكذلك الى خيار الغاز الطبيعي لاهداف اقتصادية أولا وبيئية ثانيا. ونظرا لكلفة البنزين الرفيع في السوق وعلى صحة الانسان وعلى البيئة عامة، تداعت صيحات الفزع لتلافي جميع المخاطر وللتخفيف من حدتها تفاديا للهزات الاقتصادية الفجائية والعنيفة وتفاديا للكوارث البيئية من فرط احتراق الوقود الاحفوري وانبعاثات أكاسيد الكربون والنيتروجين والمواد الهيدروكربونية غير المحترقة وذرات الكبريت. ويعد “رقم الأوكتان” وهو الخاصية الشهيرة التي تحدد نوعية البنزين الذي تستخدمه السيارات المستعملة حاليا في جميع بلدان العالم، بمثابة الحل الناجع لتلافي عدد هام من المخاطر المحدقة. ويمثل “رقم الأوكتان” قابلية عدم الخبط أو الفرقعة في محرك السيارة ورقم الأوكتان هو قياس عددي يتم تحديدة في المختبر بالمقارنة مع أنواع معروفة من المواد الهيدروكربونية، ومن المعروف أن صوت الفرقعة في محرك السيارة ينتج عن احتراق البنزين بشكل سريع إلى درجة التفجر، بينما تتطلب عملية دفع السيارة وقيادتها احتراق البنزين بصورة بطيئة.