الاول يدفع من ماله ليُنعت بأقبح النعوت والثاني يدفع من وقته ليحصد في عديد الحالات عدم الرضاء.. الاثنان يختلفان في المهام لكنهما يلتقيان في إجماع الناس حولهما ثم ضدّهما.. إنهما رؤساء الفرق الرياضية والبلديات. فإذا صادف أن عمّقت الحوار مع هذا أو ذاك فإنّه لا يتورّع في لعن اليوم الذي قبل فيه المسؤولية وتراه يتمنى قرب اليوم الذي يغادرها فيه بأخفّ الأضرار.. وفي الوقت الذي لا يتوانى فيه رئيس الجمعية في التعبير عن شكواه للعموم فإنّ قليلا من «الانضباط الحزبي» يمنع رئيس البلدية عن البوح بما يخالج صدره علنا..فالمسؤوليتان مثل من يتحمل وزرهما في تونس كمثل من يزرع ليحصد الأشواك.. مسؤوليتان ينالان أصحابهما من النقد والقدح والسبّ والشتم وحتى الاعتداء بالعنف ما لا يناله صهيوني إذا تجرأ ودخل باحة الأقصى الشريف. مسؤوليتان بقدر ما يعاني الذين ينالهم «شرف» تحمّلهما وبقدر ما يذوقون فيها ألوان العذاب فإن الرجال والنساء كذلك ظلّوا ولا يزالون وسيواصلون التدافع من أجل الظفر بها كلّفهم ذلك ما كلّفهم.. تُرى ما السبب؟ هل هي الرغبة في خدمة الصالح العام التي تدفع البعض الى التضحية بالملايين بل بالمليارات وبالجهد والوقت الذي يفترض أن يخصصه لعائلته ولعمله.. وإن كانت فعلا رغبة جامحة أفلا يتّعض بما نال من سبقه من جزاء سنّمار ومن أضرار نفسية وصحية بلغت حدود الازمات القلبية والتعنيف البدني أم ترى أنّ ما يحرّك سوادهم الاعظم غير ذلك كي لا نتّهم بالتعميم؟ وإن كان فعلا عكس ذلك فما تُرى المحرّك الرئيسي؟ أهو البحث عن الشهرة أم هو التقرّب من الفاعلين في دائرة القرار أم هو البحث عن منافع شخصية أم هو الرغبة في التمعش من بيع وشراء اللاعبين ومن أشياء أخرى؟ أسئلة عدّة تخامر الذهن.. ورغم أنّ الاجابات باتت في عديد الحالات واضحة فإنّ «دار» لقمان ظلّت ولا تزال وستزال على حالها في غياب القرار بالهدم وإعادة البناء على أسس سليمة. حافظ الغريبي للتعليق على هذا الموضوع: