«إذا كانت الدول الأوروبية صادقة في نواياها فلتعوض الشعوب التي عانت من الاحتلال» العرب والعولمة وانعكاساتها الآنية والمستقبلية، الوحدة العربية، الامن الثقافي الاتحاد المغاربي واسباب تعثره.. هذه القضايا وغيرها ايضا كانت محور الموضوعات التي تطرق لها الزعيم الليبي القائد معمر القذافي خلال لقائه الذي انتظم صباح امس بقصر السعادة بالمرسى مع الجامعيين ورجال الفكر والفن والثقافة. وفي مختلف ردوده على اسئلة المتدخلين ابدى الزعيم الليبي عدم تفاؤله بشان ما اصطلح عليه بالوحدة العربية وقال في هذا الشان "ان الدول العربية لا يجمعها الا الاسم بل واحيانا حتى الاسم لا يكتمل".. واضاف ان «اللغة العربية هي التي تجمع العرب اليوم الا ان اللغة العربية تواجه الكثير من التحديات وقد تموت بسبب تعدد اللهجات التي يمكن ان تحل محل اللغة العربية» وانطلق الزعيم الليبي من تقييمه لواقع العلاقات العربية الراهنة واعتبر ان علاقة أية دولة عربية بدولة اجنبية هي افضل كم مرة من علاقتها باية دولة عربية مجاورة» وقال الزعيم الليبي «ان علاقة ليبيا بايطاليا مثلا هي اقوى من علاقة ليبيا بمصر» وقال «ان مصالح الدول العربية مرتبطة بالدول الاوروبية» وقال «ان الغاز الليبي مثلا يضخ عبر ايطالي وليس عبر دولة مجاورة» ودعا الزعيم الليبي في معرض حديثه الى انشاء مجلس وزاري عربي يجمع رؤساء الحكومات لمتابعة التحديات القائمة واعتبر ان العمل العربي المشترك الذي كان يطلق عليه التضامن العربي اسم دون مسمى واعتمد القذافي في حديثه على تجربة ليبيا مع الحصار الغربي الذي فرض عليها حيث لم تقدم أية دولة عربية على خرق الحصار حتى عندما امتد الامر ليشمل الحظر على الحجاج ونوه القذافي بالتضامن القائم بين الدول الاوروبية التي اعتمدت عملة واحدة وفتحت حدودها لدول اوروبا الشرقية لتنضم الى صفوفها وقال «انه عندما تعرضت ليبيا للقصف الامريكي سنة 1986 ردت ليبيا بقصف موقع جزيرة لامبادوزا التي تاوي قاعدة امريكية انطلقت منها الطائرات لقصف ليبيا» وقال ان اول رد فعل اوروبي كان «اذا استمرت ليبيا في اطلاق رصاصة واحدة فان اوروبا ستسحقها» واعتبر القذافي ان علاقات ليبيا الخاصة بايطاليا ساعدت على تجاوز الازمة الا انه في المقابل لاحظ انه في الوقت الذي تحركت فيه كل اوروبا لتتحدث بصوت واحد ازاء أي خطر يمكن ان تواجهه ايطاليا فان الدول العربية مرت في نفس اليوم الذي صدر فيه قرار مجلس الامن الدولي فرض الحصار على ليبيا الى تنفيذه دون تردد وقال القذافي "انه عصر خطير ومن الصعب الحديث فيه عن قومية عربية او روابط دينية او ثقافية» واشار الى ان حالة العزلة التي وجدت فيها سوريا نفسها دفعتها الى التقارب مع ايران وان ابومازن عندمايعانق اولمرت فانه لا يفعل ذلك حبا فيه ولكن بسبب وضع عربي يدفعه للتعامل معه.. وقال ان الدول الاوروبية جزء من كل قوي وان الدول الصناعية الكبرى مثل فرنسا والمانيا وبرغم كل امكانياتها وقدراتها لا تستطيع الا ان تعيش في وحدة. وقال القذافي "ان شمال افريقيا عربي مائة في المائة وان الادعاء بانه بربري غير عربي مؤامرة استعمارية واضحة". واعتبر الزعيم الليبي انه عندما يتحدث الامريكي عن الشيعة والسنة فان ذلك ايضا مؤامرة واضحة وان هناك فجوة يستغلونها لاجل ذلك مضيفا ان السنة والشيعة وجهان لعملة واحدة وقال ان الدولة الفاطمية هي الدولة الشيعية الوحيدة وانها عرفت ازدهارا عمرانيا كبيرا.. وقال انه اذا كانت اوروبا تبحث عن صفحة جديدة مع الدول العربية فعليها ان تثبت صدق نواياها وان تعوض الشعوب التي عانت من الاحتلال وتساءل "ما ذنب الشعب الجزائري حتى يقتل اكثر من مليون ونصف منه وما هو ذنب الشعب التونسي حتى يعاني من الاحتلال الفرنسي وماهو ذنب الشعب المصري ليتحمل تبعات الاحتلال البريطاني..". وقال ان ليبيا وايطاليا قطعتا شوطا كبيرا في هذا الاتجاه . واعتبر الزعيم الليبي ان افريقيا هي الملاذ وهي الرادع.. يذكر ان الزعيم الليبي معمر القذافي بدا زيارة أخوة وعمل الى تونس منذ الاحد الماضي تلبية لدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي.