تونس الصباح: تمثل العطلة الصيفية متنفسا هاما لكافة المؤسسات التربوية حيث تخلد بناياتها للراحة من تلك الحركة الدائبة التي تعيشها على امتداد أشهر السنة الدراسية. ولعل الحركة التي تعيشها هذه المؤسسات وعدد التلاميذ الذين يترددون عليها في كل يوم كاف ليؤثر على بنيتها واثاثها دون الحديث عن الاضرار التي تلحق بها نتيجة الممارسات الخاطئة التي يأتيها البعض من التلاميذ العابثين. واذا كان هذا الضغط ومخلفاته والاضرار التي تحصل داخل المؤسسات لا مفر ولا مهرب من قليله او كثيره الذي يلحق بالمؤسسة رغم حرص الادارة والمربين والقيمين على تفاديه، فإن عديد المؤسسات التربوية أو جلها تبقى بعد سنة دراسة في حاجة الى اصلاح بعض الجوانب المعطبة والمتضررة، وذلك لبداية سنة دراسية جديدة تتوفر لها كل سبل النجاح والعمل في ظروف أقل ما يقال فيها أن تكون عادية. فهل تتحرك الجهود لتطال كل المؤسسات التربوية بالعناية والتهيئة، وتعدها لبداية سنة دراسية في شكل جيد؟ وهل هناك برنامج عام تتولاه وزارة الاشراف والمؤسسات التابعة لها جهويا لتقييم واقع المؤسسات والتدخل بالاصلاح عند الاقتضاء، ولو بلمسات لنفض الغبار، بعد راحة تدوم قرابة الثلاثة اشهر؟ بعض المؤسسات فقدت طلاءها الخارجي بالكامل فكيف حالها في الداخل؟ منذ تعطل الدروس في آخر السنة الدراسية المنقضية، خيم الهدوء على كافة المؤسسات التربوية، فخلت من التلاميذ والاساتذة وحتى إطار القيمين، واقتصرت الحركة داخلها خلال بعض الايام على نشاط ادارتها التي دخل عناصرها في عطلة الصيف. والملفت للانتباه أن هذا الهدوء أو السكينة التي خيمت على المؤسسات والتي تمثل راحة سنوية ربما لم يغادرها سوى نفر قليل من الحراس الذين بقوا يترددون عليها أو يقطنون داخلها بحكم نشاطاتهم المختلفة. ولعل الثابت أن معظم هذه المؤسسات قد أوصدت أبوابها صيفا، على جملة من النقائص والاضرار التي لحقت بها أثناء السنة الدارسية. وهذا الواقع تعاني منه كل المؤسسات التربوية، حيث يندر جدا أن تسلم مؤسسة تربوية من عبث التلاميذ، خاصة في الايام التي تسبق العطلة بقليل. فكم من بلور يهشم، وكم من باب يكسر، وكم من قفل باب يعطب، وكم من أنبوب إضاءة يهشم أو يعطب. كما تطال هذه الاضرار دورات المياه، وطاولات الدراسة ومكاتب الاساتذة. وقد نبالغ ربما في حمل كل هذه الاضرار على كاهل ومسؤولية التلاميذ وحدهم، لأنه لا ينبغي أن ننسى أن كثرة الاستعمال وعدد التلاميذ يمكن أن ينتج عنه اهتلاك طبيعي لكل المعدات التي ذكرنا وغيرها. ضرورة تعهد كل المؤسسات أثناء العطلة الصيفية قد يتركز اهتمام وانتباه الواحد منا اثناء هذه العطلة الصيفية على بعض المؤسسات التربوية المنتشرة في كل ريف وقرية ومدينة. وأول ما يجلب الانتباه المظهر الخارجي للعديد منها، انها باهتة كئيبة، لم تطالها يد الصيانة بالطلاء منذ سنوات، فتحولت جدرانها الى لون داكن لا يليق بمقامها وقيمتها ودورها ومركزها. ولعل الاغرب من هذا أن اسيجة بعضها قد طالها الضرر حد بروز الحفر وفقدان مظاهر المناعة التي وجب أن تتوفر بها. وكل هذه المظاهر والنقائص تؤلم الواحد منا وهو ينظر الى منارة تربوية وهي على تلك الحال. هذه الصورة تبدو من الخارج، لكن علم الله بالوضع الداخلي لها، فقد يكون الغبار والبلور المهشم واهمال الساحة وظهور الاعشاب الطفيلية داخلها قد طغى على فناءاتها الداخلية واقسامها، خاصة أن الجميع من اداريين ومديرين وقيمين وعملة قد هجرها منذ بداية العطلة. التعهد الدوري ضروري للحفاط على المؤسسات التربوية لا يمكن التجني على وزارة الاشراف والمندوبيات الجهوية وحتى مديري بعض المؤسسات ونعتهم بالتقصير في تعهد المؤسسات التربوية بالاصلاح ، فهناك على حد علمنا برنامج في الغرض، لكن هذا البرنامج لا يطال كل المؤسسات التربوية، ولا يمثل تغطية شاملة لها. ونعتقد أن الضرورة تكمن في اعطاء هذا البرنامج مسحة شاملة وعامة لتشمل كل المؤسسات وتتدخل حسب قيمة الضرر اللاحق بها. كما نعتقد أن المسألة لا يمكنها أن تكون تصرفا تقوم به الوزارة، بل لابد أن يتم في اطار لامركزية، ويكون من مهام مدير المؤسسة باعتباره المشرف الاول عليها والعارف بكافة نواقصها والقادر على متابعة اصلاح الاضرار وهو على عين المكان. إن أكثر من شهر بأكمله مازال يفصلنا عن بداية السنة الدراسية القادمة، وهذه المدة كافية لكي تتجمل المدارس والمعاهد وتستقبل التلاميذ والاساتذة في أبهي شكل ودون نواقص حاصلة في هذا الجانب أو ذاك. ونعتقد أن لكل مؤسسة عملتها، فهل يبادرون من الآن بتعهد هذه المؤسسات وبنظافتها وطلائها إن لزم الأمر؟ نعتقد أن هذا ليس بعزيز على الوزارة ولا على كافة المشرفين على هذه المؤسسات.