بعد سنة دراسية مرت في ظروف صعبة بشتائها القارس وفيضاناتها واضطراباتها.. وبعد أن تحولت بعض المؤسسات التعليمية إلى ملاجىء أقام فيها سكان المناطق المتضررة لأسابيع فلحقها ضرر على جملة من الواجهات.. و بعد أن تم رصد عديد النواقص بتلك المؤسسات مثل صعوبة المسالك المؤدية إليها، وافتقار بعضها للماء الصالح للشراب وللنور الكهربائي وللسياج الذي يحميها وللقاعات الصحيةالتي تحمي الأطفال الصغار من الحرّوالبرد وتمكنهم من المطالعة والأكل والتدفئة.. بعد كل هذا أغلقت هذه المؤسسات سواء أكانت إبتدائية أو إعدادية أو ثانوية أبوابها وهي تشكو جملة النواقص التي أشرنا إليها، وكان الأمل عريضا أن تمتد إليها أيادي مصالح وزارة التربية لتصلح ما تضرر منها وتعدها أحسن إعداد لاستقبال التلاميذ في السنة الدراسية الجديدة المقبلة في أبهى وجه. هذا كان أملنا وأمل مراسلينا في الجهات الذين تابعوا الوضع الذي عليه معظم المؤسسات التربوية، لكن يبدو أن الجميع من سلطة إشراف وإدارات جهوية، ومنظمات وأحزاب ومواطنين وحتى الحكومة ذاتها، لم ينتبهوا لوضع هذه المؤسسات، بل كان اهتمامهم منصبا على مشاغل سياسية، وتسابق يصب كله في بوتقة استحقاقات الانتخابات القادمة، ونسي جميعهم واجب الاهتمام بالمؤسسات التربوية التي تعد جيل الغد. بعض هذه المؤسسات تغير وجهها إلى داكن لأنها لم تطل وتدهن منذ سنوات وبعضها الآخر فقدت شبابيكها البلورية، وأخرى لا ماء فيها ولا دورات مياه!!! و قد تتعدد الحالات المزرية التي عليها المؤسسات التربوية المنسية، ولا أحد يحرك ساكنا أو يبادر بإصلاح بعض الأعطاب التي لحقتها، ويوم تنطلق السنة الجديدة تنتفض وزارة التربية ومسؤوليها أمام بعض المربين أوالمديرين الذين يطالبون بتسوية أوضاع هذه المؤسسات أورفض العمل فيها لأنها لا تتوفرعلى أبسط المرافق الضرورية للعمل. مازال أكثر من شهر يفصلنا على انطلاق السنة الدراسية الجديدة، وهذه المدة كافية لتدارك الأوضاع التي عليها بعض المؤسسات التربوية، لكن هذا يتطلب برنامجا واضحا للتدخل يقوم على رصد أوضاع هذه المؤسسات وتدقيقها، ثم مباشرة إصلاحها. ولاشك أن كل هذا يتطلب عزيمة واستعدادا وأموالا وطاقات بشرية، وخاصة إطلاعا على أوضاع المؤسسات حالة بحالة.