فرنسا مازالت تفتح الأبواب لأكبر عدد من المهاجرين التونسيين تونس الصباح: عبر عديد المهاجرين التونسيين المقيمين بالخارج وخاصة ببلدان أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا خلال اللقاءات الأخيرة المنتظمة بالعاصمة احتفاء بالتونسيين بالخارج عن انشغالهم الكبير باستفحال ظاهرة زواج الفتيات التونسيات من شبان أوروبيين لا يدينون بنفس الدين.. ولئن يعتبر جل المهاجرين أن الفتاة لها الحرية المطلقة في اختيار القرين وخاصة إذا كانت راشدة فإنهم يبدون تحفظا بشأن زواج بناتهن بكتابيين من غير المسلمين.. كما يقرون بأنه كثيرا ما تتسبب مثل هذه الزيجات في توتر العلاقات الأسرية بينهم وبين أبنائهم أو أقاربهم نظرا لاختلاف وجهات النظر بين الجيل الأول والأجيال الجديدة للهجرة التي ولدت وترعرعت في أوروبا.. ولا شك أن إثارة مثل هذه المخاوف من قبل المهاجرين ستستدعي مستقبلا اهتمام ديوان التونسيين بالخارج والملحقين الاجتماعيين بالبلدان المعنية كما ستحظى بمزيد اهتمام جمعيات التونسيين بالخارج خاصة وأن عددها ما فتئ يتطور من سنة إلى أخرى ليصل موفى سنة 2007 إلى نحو 537 جمعية منها 281 في فرنسا و57 في إيطاليا و68 في ألمانيا و22 في بلجيكا و16 في سويسرا و14 في هولندا و9 في السويد و7 في النمسا.. ويذكر أن أوروبا تستأثر بأكبر عدد من المهاجرين التونسيين إذ تفيد معطيات ديوان التونسيين بالخارج أن البلدان الأوروبية تستقبل أغلب المهاجرين التونسيين حيث تبلغ نسبتهم 83 فاصل 2 بالمائة من المجموع العام للمهاجرين والمقدر بنحو 1018173 مهاجر موفى سنة 2007.. ويعيش أغلب هؤلاء المهاجرين في فرنسا التي تستقطب بمفردها 54 فاصل 5 بالمائة منهم. وعرف حجم الجالية التونسية ببلدان أوروبية أخرى خاصة إيطاليا وألمانيا وسويسرا نسقا مرتفعا يفوق المعدل العام (4 فاصل 3 بالمائة) حيث سجلت نسب نمو سنوية قدرها 11 فاصل 6 بالمائة بإيطاليا و6فاصل 1 بالمائة في ألمانيا و6 فاصل 6 بالمائة في سويسرا. وشهدت الهيكلة الديمغرافية للمهاجرين تغيرات هامة نظرا للتجمعات العائلية والزيجات والولادات بالخارج التي ساهمت في الترفيع في نسبة النساء والشبان وغيرت أهداف المهاجرين فبعد أن كان الكثير منهم يرغبون في تحصيل شيء من المال والعودة إلى الوطن والاستقرار فيه أصبح أغلبهم ينوون الاستقرار ببلدان الإقامة. ويذكر على سبيل المثال أن عدد العائلات الملتحقة بفرنسا خلال الفترة الممتدة من 1974 إلى 2006 بلغ 50 ألفا و176 تتكون من 87 ألفا و130 فردا وتفيد تقديرات الملحقين الاجتماعيين العاملين بالبلدان الأوروبية أن 78 بالمائة من العائلات التونسية المهاجرة بأوروبا تقيم بفرنسا.. وفي وثيقة أعدها ديوان التونسيين بالخارج وتم توزيعها على المشاركين في الندوة الوطنية للتونسيين بالخارج المنتظمة الأسبوع الماضي بالعاصمة بحضور عدد غفير من المهاجرين تم التلميح إلى عدة مشاكل تعيشها الأسرة التونسية المهاجرة وتتمثل خاصة في الصراع القيمي وتلاشي السلطة الأبوية واستفحال النزاعات داخلها وتنامي ظاهرتي التفكك الأسري والفشل المدرسي وتلاشي أسس الهوية الثقافية لدى الأجيال الجديدة للهجرة وما تلعبه من تذبذب في الانتماء بسبب تأثيرات المحيط والخلط بين الدين والثقافة وبعض مظاهر التطرف. كما برزت خلال النقاشات إشكالية الزواج من الأجانب والأجنبيات وخاصة الأوروبيين والأوروبيات.. وهو لا شك موضوع حري بالمتابعة من قبل الديوان.