تقرير وزارة الشؤون الاجتماعية بخصوص ما تم التوصّل إليه لم يكن محلّ اتفاق بانتظار اجتماع اللجنة العليا للمفاوضات تونس الصباح: بعد مسار تفاوضي بين الاطراف الاجتماعية امتد قرابة الشهرين وتم خلاله أكثر من 30 لقاء بين الوفود النقابية المفاوضة عن كافة القطاعات سواء في اتحاد الشغل او اتحاد الصناعة والتجارة برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية، يبدو أن هذه المفاوضات عادت لنقطة الصفر في انتظار حلحلتها من خلال اجتماع اللجنة العليا للمفاوضات التي ينتظر أن تلتقي في غضون هذا الاسبوع. هذا ما وقعت الاشارة إليه خلال اجتماع نظمه الاتحاد العام التونسي للشغل أمس وجمع فيه وفوده المفاوضة والممثلة لكافة القطاعات. الاجتماع وقع افتتاحه من قبل السيد عبد السلام جراد بحضور بلقاسم العياري، رضا بوزريبة، محمد السحيمي وحسين العباسي أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد. وقد ابرز فيه الامين العام الاستراتيجيا التي وضعها الاتحاد للمفاوضات في دورتها الحالية مؤكدا أنها تهدف إلى إرساء مناخ اجتماعي وشغلي سليم والى دعم القدرة الشرائية للشغالين. وأبرز أن جملة هذه الابعاد أو الاهداف لا بد أن تكون متلازمة لانه على قاعدتها يكون منهج التفاوض سليما وعميقا ومحققا لجملة من الاهداف الوطنية ذات الابعاد الجوهرية التي تقوم عليها المفاوضات وسياسة البلاد التنموية سواء بالنسبة للمؤسسة أو للشغالين، وترسي مناخا اجتماعيا يراعي مصالح كل الاطراف ويبرز بعد الشراكة في كافة المجالات داخل المؤسسة باعتبارها النواة التي يلتقي حولها الجميع، ويسعى إلى نهضتها والرقي بها. بلقاسم العياري أبرز في تدخله منهجية المفاوضات وما قامت عليه من خلال جملة ما ورد في محضر انطلاقها بين الاطراف الاجتماعية، داعيا اللجان المفاوضة إلى التماسك وعدم التسرع والى المشاورات مع اللجنة المركزية للمفاوضات. وأكد أيضا على أن طرح الاتحاد سليم، وقائم على التكامل والتلازم وبعد النظر والدراسات المعمقة في المسائل التي طرحها للتفاوض، رافضا تشتيتها في عملية التفاوض، او القفز عليها باتجاه التركيز على جانب الزيادة في الاجور على حساب بقية المسائل المطروحة التي تعتبر جوهرية مثل الحق النقابي وعقود الشغل وما شابهها من هشاشة عبر اعتماد المناولة.، والزيادة في الاجور بشكل يراعي تدهور المقدرة الشرائية. حسين العباسي تحدث عن سير المفاوضات وصعوباتها داعيا الى ضرورة أن تكون الاطراف المفاوضة مسؤولة وليست مكلفة فقط بنقل مسارها. وركز في تدخله على التقرير الصادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية بشأن مسار المفاوضات، مشيرا إلى أهميته وإلى قبول لجان التفاوض التابعة لاتحاد الشغل به ورفضه من الاطراف الاخرى. وبين في الختام أن الاتحاد ليس على عجل في المفاوضات التي قد تطول الى عام أو عامين، مبرزا أن الهدف هو تحقيق نتائج هامة ومتكاملة حول جملة المسائل المطروحة للتفاوض. وعبر عن أمله في حلحلة الامور من خلال الاجتماع القريب الذي ستعقده اللجنة العليا للمفاوضات. كيف يفسر اتحاد الصناعة والتجارة مسار المفاوصات؟ مصادر مطلعة من اتحاد الصناعة والتجارة افادت بأن الاتحاد العام التونسي للشغل قد تراجع عن الاتفاق الذي تم التوصل اليه في إطار اللجنة العليا للمفاوضات التي اجتمعت في الاسابيع القليلة الماضية. واوضحت هذه المصادر أن الاتفاقية المبرمة قد نصت على أنه يمكن للمفاوضات ان تتقدم بصورة موازية في انتظار التوصل الى اتفاقيات نهائية. وأكدت أن الاعراف جادون في تطبيق الاتفاقيات الحاصلة، وأنهم يطالبون بالتدريج لها حفاظا على السير العادي للعمل. كما يؤكدون استعدادهم للتفاوض حول الزيادة في الاجور خاصة أن الاجراء قادمون على العودة المدرسية وشهر رمضان الكريم.