الدكتور المولدي فرّوج هو طبيب وشاعر اصيل ولاية المهدية وهو أحد الاسماء البارزة في المشهد الثقافي على المستوى الوطني. بصفته رئيسا لفرع اتحاد الكتّاب التونسيين بالمهدية وعضوا بمهرجان ليالي المهدية لهذه الدورة التقيناه في هذا الحوار حول واقع العمل الثقافي في ولاية المهدية ونشاط فرع اتحاد الكتاب التونسيين بها.. س كيف اقدمك للقراء تقديما ثقافيا؟ * المولدي فروج شاعر تونسي وعضو الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين مسؤول عن الفروع والنوادي ومدير موقع الاتحاد ومجلته الالكترونية ورئىس فرع اتحاد الكتاب بالمهدية وعضو اللجنة الثقافية الجهوية وعضو مهرجان ليالي المهدية لهذه الدورة. س نبدأ من الجهة، ما دمت عضوا في اللجنة الجهوية للثقافة بالمهدية وعضو المهرجان ميف تقيم الحركة الثقافية في المهدية؟ * في الحقيقة قد لا أكون مؤهلا لهذه المهمة فأولي الامر أدرى بموضوعية التقييم وان كان تقييمهم مستندا على ما يكتب فقط وهذا لا يمنع تقييما انطباعيا استطيع القيام به ميدانيا او ان شئت لنقل من وجهة نظر مستهلك ثقافي. س ومن وجهة نظر منتج ايضا ماذا قدم اتحاد الكتاب الى الحركة؟ * منذ تكوينه سعى فرع اتحاد الكتاب بالمهدية الى تأسيس محطة فكرية وادبية قارة مثل بقية الفروع داخل الجمهورية فكان لنا الملتقى الوطني لأدب اليافعين ونجحنا في اقامة ثلاث دورات دعي اليها خيرة الكتاب من تونس ومن خارج تونس وكنا على وشك القيام بالدورة الرابعة في شهر مارس الماضي غير ان المشروع دفن في مقبرة النسيان. قد تلومني شخصيا عن عدم السعي للمواصلة هنا أقول لك وبصراحة ان المناخ العام في المهدية لا يشجع على العمل الثقافي فان انت فشلت في اقامة امسية شعرية او ندوة صغيرة فكيف ستنجح في اقامة ملتقى وطني؟ س اذن فرع اتحاد الكتاب هو الذي تخلى عن هذا الملتقى الوطني بدعوى ان المناخ غير ملائم؟ كيف ذلك؟ * الجميع يعرف ان فروع اتحاد الكتاب تساهم في اقامة الندوات والمحطات الثقافية الكبرى ولكنها لا تستطيع القيام بها لوحدها بل بالتعاون مع الهياكل الثقافية الجهوية الاخرى وبالتالي فان باب الاختلاف في طريقة العمل الثقافي وارد في كل حين ومختلف حسب مزاج كل مسؤول. وقد يصل هذا الاختلاف الى حد الخلاف حول هذا البرنامج او ذاك خصوصا وان الفروع تؤسس محطات ثقافية وادبية خارج البرمجة العامة التي ترتبط اساسا بالمناسبات الوطنية. ففي اعتقادنا ان البرمجة المناسباتية من تحصيل الحاصل او ما علينا الا البحث عن الاضافة النوعية الى جانب مساهمتنا في البرمجة الاخرى. واضيف شيئا اخر وهو ان الهياكل الثقافية مدعوة الى دعم مشاريع فروع اتحاد الكتاب (انظر منشورا وزاري في الغرض) والى اخذ رأيها في برمجة الندوات الفكرية الجهوية ولكن ليس بامكان الفروع ان تقتحم الابواب عنوة وتعرض رأيها. من هذا تنشأ وجهات نظر مختلفة ولكن ليس بامكان الفروع ان تقتحم الابواب عنوة وتغرض وأيها. ومن هنا تنشأ وجهات نظر مختلفة بالثقافة لا يمكن ان يقدمها اداري صارم لا يسعى الا الى فرض احترام اوقات العمل او الى ضبط رزنامة العطل السنوية بان يقدمها اصحابها واهل ميدانها والمثقفون وهؤلاء لا ينهزمون ابدا حتى وان حاولت اقصاءهم من جوارك ينبعون من جهة اخرى بأكثر هوس واشد جرأة وهذه حال لا ينبغي ان تصل اليها الثقافة في اي مكان من تونس العزيزة. س ماذا قدم فرع المهدية للثقافة في المهدية خلال هذه السنة؟ * هذا السؤال سأجبر هلى الاجابة عنه في مؤتمر الفرع يوم 17 أؤت ولكم سبق الاجابة. نحن تقدمنا بثلاثة مشاريع ندوات منذ بداية السنة الثقافية وجهزنا الملفات الادبية واتصلنا بالهياكل المشرفة والمدعمة فوافقت وكلفتنا بالاتصال بالضيوف ففعلنا وحددنا المواعيد ثم الغيت المشاريع الواحد بعد الاخر ولم يقع مجرد اعلامنا بالتأجيل او بالالغاء حتى نعلم بدورنا الاساتذة المحاضرين. اعتقد ان مثل هذا التصرف لا يشجع على العمل الثقافي ولا حتى على ابداء الرأي فيه ويصيب بالاحباط ويدفع الى غسل اليدين ونفض الرأس من الجهد والاجتهاد قبل ان يحولك الى قنديل من قناديل باب منارة فتضيء في الجهات الاخرى لتترك جهتك في الظلمة. س اذن فنشاطكم متوقف الى حين ازالة الاختلافات مع الجهات المسؤولة؟ * لا يعني اننا لا ننشط ولا يعني كذلك اننا لم نجد الدعم من اية جهة فالسيد والي المهدية ما ان اعلمته بان مجلة اتحاد الكتاب الالكترونية تنشر من المهدية وان موقع الاتحاد يدار ايضا من المهدية (وهذا شرف كبير لجهتنا) حتى امر بتجهيز مقرنا في المكتبة الجهوية واهداها حاسوبا للقيام بمهمتنا ونحن نشكره على مساعدته وتشجيعه ولكن ليس من المعقول ان نظل على عتبة الولاية دائمي الطلب؟ س واين مجلة المنتدى؟ * حظها مثل حظ المشاريع الاخرى. تعرف ان مجلة المنتدى أسست ببادرة من الولاية ونشرتها اللجنة الجهوية للثقافة وساهمت في اعدادها نخبة من الكتاب والمثقفين وكان يمكن ان تتواصل لتكون مرآة عاكسة لنشاط الجهة. غير انها انسحبت بدون علمنا بل لم نجتمع نحن اعضاء اللجنة الجهوية للثقافة منذ سنة تقريبا ولعل اللجنة تغيرت دون علم الاعضاء القدامى. هذا الامر وارد ايضا، وربما تغيرت هيئة تحرير مجلة المنتدى دون علم الهيئة القديمة. اعتقد ان كل شيء وارد الحدوث في هذه الجهة التي كنا نتمنى ان نخرج ثقافتها من عنق اللباس التقليدي ومن نغمة الماشطات الى فضاء ثقافي وحضاري ارحب يمتزج فيه التراثي بالحديث وندفع من خلاله بالثقافة سندا للتغيير ووتدا للتنمية.. ولكن..