تونس-الصباح: مع اقتراب شهر الصيام الذي عادة ما يطلق فيه التونسي العنان لشهواته وغريزته الاستهلاكية المتنامية في السنوات الأخيرة حتى على حساب ميزانيته وقدرته الشرائية،تلاحظ بداية الاستعدادات لهذا الشهر حيث يقبل التونسي على استهلاك مختلف المواد الغذائية التي تعددت وتنوعت في السوق التونسية وازداد حجمها في السنوات الاخيرة سواء تعلق الأمر بالمواد الغذائية المحلية أو الأجنبية في ظل انفتاح السوق الإستهلاكية وتنامي عدد الفضاءات والمساحات التجارية الكبرى وتنوع وسائل الإغراء والإشهار... وإلى جانب تنامي استهلاك المواد الغذائية المختلفة تكثر أيضا وللأسف خلال شهر رمضان ،الاخلالات والتجاوزات الصحية من حيث جودة المواد المعروضة وصلوحيتها إذ أن اللهفة على الاستهلاك قد تحجب على المستهلك التثبت من جودة المواد التي يقتنيها. في خضم هذه المؤشرات نستحضر نتائج دراسة علمية أنجزت السنة الفارطة من قبل مكتب دراسات وعرضت بعض نتائجها خلال الملتقى السنوي لمنتجي المياه المعدنية لأن الدراسة تطرقت في جزء منها إلى علاقة المستهلك بالمياه المعلبة، وتطرقت بشكل رئيسي وأشمل إلى علاقة وتقييم المستهلك التونس للمواد الغذائية في السوق التونسية وهو المجال الذي يهمنا في هذه الورقة. فماذا عن حجم رضاء المستهلك وثقته في هذه المواد لا سيما المواد الغذائية تونسية الصنع؟ كيف يقيم المستهلك حجم تطور القطاع في تونس؟ وماهي المواد الغذائية التي تحضى بثقة المستهلك في الجوانب الصحية أكثر من غيرها؟ وماذا عن سلوك المواطن المتصل بمراقبة جودة المواد التي يقبل على استهلاكها؟... مؤشر الرضا على الجودة الصحية في الإجابة عن التساؤل الذي طرحه البحث الميداني الذي شمل حوالي 1000 شخص من مختلف الجهات "كيف تقيم بصفة عامة الجودة الصحية للمواد الغذائية محلية الصنع؟"، انحصر المؤشر العام لنسبة الرضا عن القيمة الصحية للمواد الغذائية التونسية في حدود 39 فاصل 4 بالمائة . أشار في المقابل حوالي 73 بالمائة من المستجوبين أن القيمة الصحية لهذه المواد الغذائية في تحسن مستمر. ورغم أن مؤشر ثقة المستهلك في المواد الغذائية التونسية يبقى محدودا ولم يحز بعد على معدلات ثقة عالية إلا أن التونسي يثق أكثر في المواد الغذائية المصنعة محليا أكثر من المنتوجات الأجنبية الصنع ذلك أن 90 بالمائة من المستجوبين عبروا عن ثقتهم في النواحي الصحية للمنتوج التونسي مقابل 9 فاصل 3 بالمائة فقط لا يثقون في منتوجاتنا الغذائية من حيث جودتها الصحية... نشير أيضا إلى أن التونسي لا يثق أكثر في المواد المصبرة والمثلجة والأطباق الجاهزة المثلجة...رغم أن سلوك الاقبال على المواد الغذائية الجاهزة بدأ يدخل تدريجيا في عادات البعض من خلال الاقبال على الذي نشاهده في المساحات الكبرى مثل هذه الأطباق. بعض سلوكيات المستهلك من خلال بعض المؤشرات الواردة في الدراسة نستطيع أن نتبين بعض سلوكيات المستهلك التونسي لا سيما تلك غير واعية أحيانا على غرار عدم الإطلاع على المعلومات الموجودة على غلاف المواد الغذائية بمختلف أنواعها.ونشير في هذا السياق إلى أن حوالي 30 بالمائة من المستجوبين في الدراسة أكدوا أنهم لم يطلعوا قط على المعطيات الموجود على غلاف المادة التي يستهلكونها . والنسبة المتبقية من المستجوبين التي تقرأ وبمعدلات متفاوتة ما يوجد على الغلاف تؤكد وبنسبة41 بالمائة أنهم يطلعون على تاريخ الصلوحية في حين تتراوح نسبة الإطلاع على باقي المعطيات الواردة على الغلاف (المكونات ومصدر الصنع والقيمة الغذائية...)بين 14 و2 بالمائة فقط. من جهة أخرى يعتبر حوالي 32 بالمائة من المستجوبين أن مستوى الإعلام بالمخاطر التي قد تتسبب فيها بعض المواد الغذائية يبقى محدودا...