ابن الجزيري يتقمص دور الحداد وممثل فلسطيني في دور محمد علي الحامي بالرغم من أنه لم يعد يفصلنا عن الدورة الجديدة من أيام قرطاج السينمائية غير بعض الأسابيع إلا أن هيئته لم تحدد إلى الآن قائمة المشاركة التونسية في الأقسام المختلفة(المسابقة الرسمية -البانوراما-الأشرطة القصيرة-والأفلام الوثائقية...). على خلاف ذلك كانت المعلقة الخاصة بهذه الدورة جاهزة منذ مدة حيث عرضت في جناح السينما التونسية في إطار مهرجان «كان» السينمائي الفرنسي. على مسافة أسابيع من انطلاق أيام قرطاج السينمائية (25 اكتوبر 1 نوفمبر) علمنا من مصادر جديرة بالثقة- يمكن وصفها بالرسمية- بان فيلم «ثلاثون» للفاضل الجزيري سيفتتح هذه الدورة وهوما يعني أنه سيكون خارج المسابقة الرسمية بالنسبة للافلام التي ستمثل المشاركة التونسية. أما الأفلام الأخرى الجديدة مثل «7 شارع الحبيب بورقيبة» لإبراهيم اللطيف و«شهرزاد» لمعز كمون... فهي بين شك ويقين باعتبار وجود بعضها إلى الآن في المونتاج باستوديوهات الساتباك.أما الفيلم الذي تأكدت مشاركته فهو فيلم «شطر محبة» لكلثوم برناز والذي قدم عرضه الأول في يوم السينما التونسية بكان في شهر ماي الفارط. بالنسبة لفيلم الافتتاح «ثلاثون» الذي ينتجه الجزيري بالتعاون مع صهره رجل الأعمال العالمي وأبرز المنتجين السينمائيين في العالم طارق بن عمار فهو يصور معركة من نوع خاص خاضها ثلاثة شبان تونسيين في الثلاثينات وهم محمد علي الحامي مؤسس أول نقابة تونسية للعمال وابن عمه الطاهر الحداد الداعية للحرية وللمساواة بين الرجل والمرأة وأبوالقاسم الشابي الشاعر الثائر. ويجمع بين هؤلاء زيادة عن العلاقات الاجتماعية القدر التراجيدي لكل واحد منهم وخاصة ظروف موتهم.أما المرحلة الزمنية التي يتحدث عنها الفيلم(1924 -1934) فتتميز بمطالبة الشعب التونسي بحريته من الاستعمار واكتشافه لعالم عصري في الآن نفسه. وبالرغم من أن الفيلم ليس وثائقيا فإنه سيكون ثريا في أحداثه خاصة في كشف حقائق تاريخية هامة ستكون لها ردود فعل عديدة بالتأكيد. كاستينغ ولعل من أهم الأسئلة التي يمكن طرحها في مسألة الكاستينغ هو لماذا على خلاف المخرجين السينمائيين اعتمد الجزيري على ممثلين مبتدئين. حسب وجهة النظر الرسمية بان التعامل مع المبتدئين أسهل في تقمص الدور وفي توجيه الممثل ووجهة النظر الثانية حدثنا عنها بعض الذين رفضوا العمل مع الجزيري بسبب الأجور الزهيدة التي اقترحها عليهم. أما السؤال الآخر الذي قد يتبادر للذهن عند الاطلاع على قائمة الممثلين هو هل ميّز الجزيري أفراد عائلته (ابنه علي وابنة أخته آمنة) عندما اسند لهما دورين رئيسين في الفيلم. الأول تقمص دور المصلح الطاهر الحداد والثانية دور راقصة مشهورة في الثلاثينات. ولا يعتبر هذا النموذج استثناء فالساحة الفنية تحصي لنا أكثر من مثال. بقي أن نشير إلى بعض الأدوار الأخرى في الفيلم مثل تقمص وليد ابن الأمين النهدي لدور الدوعاجي والممثل الفلسطيني رامي لدور محمد علي الحامي والممثل الشاب غانم لدور بورقيبة... وللتذكير فان فيلم «ثلاثون» هو الآن في المراحل الأخيرة من وضع الموسيقى المناسبة التي يشرف عليها الجزيري بنفسه ويشاركه في ذلك أحد الذين اشتغلوا معه في الحضرة وهو سمير الرصايصي لإتمام الاختيارات الفنية على مستوى الصورة التي وصفها بعض العاملين في الفيلم بأنها هامة. الثابت أن «ثلاثون» فيلم يروي فترة هامة جدا سيختلط فيها التمثيل بالأحداث والوقائع الصحيحة لكن كيف سيكون الجزيري في هذه التجربة الفردية بعد أن جرب الإخراج السينمائي أو لنقل تحديدا المسرح المصور بطريقة جماعية في «العرس» و«عرب». وحيد عبدالله للتعليق على هذا الموضوع: